Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Nov-2021

وزيرة الثقافة النجار ترعى ندوة في كنيسة القديس بولس الرسول احتفالا بمئوية الدولة

 الدستور- ياسر العبادي

 
 إحتفالا بمئوية الدولة الأردنية ، نظمت كنيسة القديس بولس الرسول في منطقة الجبيهة، ندوة بهذه المناسبة الوطنية، بحضور النائب البطريركي الاب الدكتور جمال خضر، والعين جميل النمري، والنائب معتز اللوزي، وقدم الشاعر مهند دبابنة عدة قصائد وطنية، وأدى الفنان ساىد حتر وصلة غنائية.                         
 
 قالت الوزيرة النجار؛ ليست سنة 2021 كغيرها من السنوات، إذ إنها شاهدة على مرور قرن من الزمان على ميلاد الدولة الأردنية. ففي ربيع هذه السنة سنضيء ملايين الشموع للاحتفاء بمئوية الوطن، ولكنها حتماً أقل من تلك الشموع التي أنارها الوطن من أجل رسالة السلام والحرية والدفاع عن معاني الإنسان. هذا الوطن المجبول ترابه بدماء شهداء الواجب وحبات عرق أبنائه وبناته الذين قدموا ولا يزالون يقدمون من أجل إخصاب هذه الأرض، وحماية هويتنا الوطنية واستقلالنا وسيادتنا.
 
وأضافت، لا شك أن الشعب الأردني المكافح محظوظ بقيادته، التي نستلهم منها - منذ جلالة الملك عبد الله الأول وحتى جلالة الملك عبد الثاني الثاني - اجتراح المعجزات التي ذللت كل الصعاب من أجل إرساء دولة أخذت على عاتقها الدفاع عن إنسانية الإنسان، وتوفير كل السبل من أجل أن يبدع وتلامس طموحاته عنان السماء. صهرت مكونات المجتمع المتعددة في بوتقة الوطن فغدا الجميع أردنياً لا فرق بين أحد منهم. ودافعت عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحماية مقدساته، وقدمت الشهداء الذين ما زالت دماؤهم خضراء ندية على أسوار القدس وغيرها من المدن، وتحملت ثمن المواقف المشرفة على مدى أكثر من سبعة عقود. وتجاوزت إثم الظن من قبل البعض من الأشقاء وواصلت مسيرة التآخي وهي تسند الجهات على الجهات، وترشد العصور إلى حكمتها في الزمان والمدى، فرسمت فتنة التاريخ وشماً وندى.
 
وأكدت الوزير، أن مئة عام ليست تاريخاً ثراً فحسب، ولا هي مسيرة مميزة فقط، بل هي حضارة وثقافة ورموز ومنجزات، كانت ضوءاً ساطعاً في ليل التاريخ فأسست لدولة مدنية ونهضة عصرية، ليغدو الأردن الذي هو بحجم بعض الورد أردن البناء والريادة والإبداع. ولأن رحلة البناء مستمرة، والإصرار على المضي قدماً راسخ فينا، فعلينا أن نواصل العمل بشغف وانتماء وولاء من أجل نماء الأردن ونهضته وحمايته. أن نحافظ على المنجزات ونبني عليها، وأن نحتفي بقصص النجاح ونتبناها ونشجعها، وننقد أنفسنا وأعمالنا بشكل منفتح، ونسائل المقصرين، نجفف منابع اليأس ونزرع بذور الأمل أينما كان، لنخطو خطوات واثقة نحو حياة أكثر بهاء وجمالاً.
 
وأشارت، إننا نمتلك مشروعاً نهضوياً تنموياً يقوم على الديمقراطية، وصون حقوق الإنسان الأردني، ورعاية عافيته النفسية والجسدية. لقد أسست أركان هذا المشروع الوطني الشمولي رؤى جلالة الملك عبد الله الثاني من خلال أوراقه النقاشية السبع، وخطاباته ومداخلاته العديدة، ولعل الورقة السابعة تعد مرجعية في غاية الأهمية لبناء الوطن ونهضته، فهي تعنى ببناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية، وهذا بلا شك رافعتنا نحو المستقبل الذي نرنو إليه. لذلك كله فنحن المدججين بنور مئة عام من البناء، سنظل منذورين للدفاع عن رسالة الوطن، وسنظل حراساً للذاكرة والفكرة، وسنعمل ما وسعنا بمحبة وتشاركية، وستبقى خميرة البدايات فينا تنضج في مستقبل ولا أجمل.
 
وختمت قائلة؛ لا يكفي أن نتغنى بالماضي، ونعيد سرد ما فعله الآخرون، وعلينا أن نكف عن تأجيل النظر إلى المستقبل كي لا يصبح أحد أسماء الماضي، بل علينا أن نعيد الروح إلى مشروعنا الوطني الشمولي بالعمل والأمل، بالجهد والتفاؤل، بالتعب والمحبة، بالمديح والنقد، بالتشجيع والمساءلة، ليظل الأردن مساحة إنتاج دائمة في مختلف الميادين، ومجال حي للإبداع والابتكار، وفضاء تتداخل فيه الأصالة بالحداثة، والتراث بالمنجز الحديث.
 
لنا الماضي والحاضر والمستقبل في الأردن ... في هذا الوطن الغالي، الذي يتحفز لكتابة تاريخ جديد، يكتبه هو بنفسه، لذا لن نعرف الوهن ولن ينال منا اليأس أو التعب. سنظل نحلم ونسيج المدى المفتوح بالحلم والعمل، ففي الأردن طاقات جبارة وينابيع من الإبداع قادرة على جعل الأردن يخطو نحو المئوية الثانية بثقة وطموح كبير، لنجعل منه وطناً أكثر نماءً وجمالاً وبهاءً. حمى الله الأردن وبناته وأبناءه... وكل عام والجميع بألف خير.                                                    وتحدث الاب د. جمال خصر؛ عن دور الكنيسة والوجود المسيحي الأردني، وقال مئوية الدولة الأردنية هي لكل الاردنيين، وكل اردني يحب هذا الوطن يحتفل بطريقته، في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا، نحن اردنيون مسيحيون، انتماء ومواطنة، وهذا الانتماء يضيف للوطن ويغنيه، وفي هذا اليوم نحتفل بمىوية الدولة كجزء من نسيج هذا المجتمع الأردني وفسيفساءه الجميلة، زرعنا في هذه الأجيال القيم الإنسانية بالعدل والكرامة في مدارسنا وعاشها رعايا الكنيسة فعلا في حب الوطن تحت ظل القيادة الحكيمة الهاشمية.
 
وقال الاب سامر مدانات، إن احتفاليتنا بمئوية الدولة الأردنية اليوم في كنيسة القديس بولس هو دليل على إيماننا المطلق بأننا نعيش في ظل مجتمع اردني قوي متماسك موحد تحت مظلة قيادة الهاشميين، ولأننا ننتمي إلى قيم التحدي والانجاز ونؤمن بأننا قادرين على سبل التحدي والانجاز نحو مستقبل في وطن واحة السلام ورسمنا لوحة من شتى المنابت والأصول ساطعة كسطوع الشمس، وتستمر المسيرة مع قائد الوطن الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى لتحقيق الديمقراطية.
 
 وقال العين النمري، يحق لنا كمسيحيي الاردن، بمناسبة مئوية الدولة، أن نفخر بأننا جزء أصيل من هذا البناء الأردني وفسيفساءه الشامخ، كما أننا هنا في الأردن نعتز پأنه ليس لدينا أزمة هوية فرعية كما هو الشأن بالنسبة لشعوب بلدان أخرى، وتحدث النمري، في الجانب السياسي لتطور النظام السياسي الأردني ومسيرته عبر التاريخ، مؤكدا تميز الحضور المسيحي في هذه المسيرة متشبعا بمختلف أطياف وأشكال تياراته في المعارضة والموالاة وتنوع ألوانه السياسية، وأشار إلى أنه في المجالس التشريعية حرص الأمير عبدالله على أن يكون التمثيل المسيحي حاضرا، ومن كافة محافظات وأقاليم الدولة الأردنية، كما أثنى على مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية التي حافظت على التمثيل المسيحي معززة مسيرة الدولة الديمقراطية.
 
وفي الجانب الثقافي والفني للندوة، قرأ الشاعر مهند دبابنة، أبيات شعرية من قصائد وطنية، قال فيها؛ بكل الفخر سبحان من سواه / عاشق أنا متيم في أرضه وسماه/ من جاه ينشد السلم أردني يقول حياه/ وإن جاه معتدي يا ويل من عاداه/ بالفخر وطني نبني وجباهنا ما تنحني / بالقلب ساكن موطني/ كل الفخر يا اردني من حقنا اننا نفخر تاريخنا نسطر/ كل ما يكبر فينا الحب/ حبك يا أردن أكبر، وختمت الندوة بوصلة غنائية وطنية جميلة قدمها الفنان سائد حتر.