Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Nov-2019

الكويت الاستثنائي*حمادة فراعنة

 الدستور

تشغل دولة الكويت مكانة وحضوراً وحكمة استثنائية، وسط محيط مضطرب مطموع فيه نظراً لقلة عدد سكانه وثرائه و امتلاكه لمصدر الطاقة العالمية، ويتميز في سياسته الداخلية بالشفافية والانتخابات النيابية النزيهة بهدف توسيع قاعدة الشراكة في إدارة حكم ملكي وراثي، بين بلدان محافظة تقليدية تفتقد في أغلبها لمثل هذه الخيارات الديمقراطية، وهو يحافظ على ثروات بلاده لمصلحة شعبه حاضرا ومستقبلا، وينهج سياسة  ينأى بنفسه من خلالها عن  المحاور والتصادم بين الأشقاء داخل المعسكر الخليجي الواحد، ويرفض سياسة التطبيع مع العدو القومي الإسرائيلي الذي يحتل أراضي ثلاثة بلدان عربية فلسطين وسوريا ولبنان ويتطاول على أقدس مقدسات المسلمين والمسيحيين في فلسطين، بينما يُهرول البعض نحو التطبيع تحت دعاوي كاذبة ظاهرها حماية الذات وجوهرها الاستجابة للضغوط الأميركية، وتستقيل الحكومة لأنه وفق خطاب رأس الدولة لشعبه بقوله «لا أحد فوق القانون» ، وهذا يعود لسببين :
أولهما: إن ما يجري من احتجاجات لدى لبنان والعراق ووصلت إلى إيران على خلفية انتشار الفساد وتبديد الثروة والتطاول على حقوق المواطنين دروس وعبر يجب العمل على تفاديها وما يماثلها من أهداف ودوافع شعبية احتجاجية مُحقة.
وثانيهما: توفر قيادة حكيمة لدى شعب الكويت تعمل على استدراك تداعيات النتائج وردات الفعل قبل أن تحدث ليسهل معالجتها قبل أن تتفاقم كما هو الحال السائد لدى الجيران حيث لا تتوقف الاحتجاجات الشعبية ولا أحد مُحصن من مواجهتها طالما تتوفر عوامل انفجارها بفعل الفساد وسوء توزيع الثروة وضيق مساحة الشراكة في إدارة البلاد.
هذه هي حصيلة القراءة لمكانة الكويت ودورها وإدارتها، شمعة مضيئة لشعبها وأمنها بدون ادعاء أو انفعال أو المس بالآخرين حتى بوجود بعض الأصوات النشاز لديها من قبل هذا الشخص أو ذاك من صحفي ضيق الأفق أو كاتب لا يرى أبعد من ذاته أو سياسي طموح يخبو أمام الحكمة الكويتية التي يقودها العقلاء وواسعو الأفق.
نتطلع إلى الكويت بهذه الرؤية الواثقة حتى تستمر في خياراتها حماية لأمنها عبر مؤسساتها القائمة على حسن الاختيار وصناديق الاقتراع، ومواصلة التقدم خطوات جوهرية على طريق احترام التعددية والقواسم المشتركة والاستقرار الوطني الداخلي للكويتيين، والإسهام في إرساء سياسة عربية تقوم على التعاون والإسناد والتضامن الفعلي لحماية العرب من حروبهم البينية وتدخلات الآخرين في شؤونهم، ودعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وإسناد نضاله في مواجهة العدو القومي الإسرائيلي وهزيمته واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني كاملة غير منقوصة.
وهذه مناسبة أيضا للتذكير أن ما تتعرض له القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية تتطلب من دولة الكويت بشكل خاص أن تمد يدها الكريمة لأهل القدس الذين يحمون أولى القبلتين وثاني الحرمين وثالث المسجدين ومسرى ومعراج سيدنا محمد وقيامة السيد المسيح، هذه القدس ومقدساتها تحتاج فعلاً وحقاً للفتة كويتية ملموسة وبادرة مالية  من أهل الكويت في وقت تشتد الضغوط والمؤامرات والبرامج التي تستهدف القدس في العمل على تهويدها وأسرلتها من قبل المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.