Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Apr-2018

ياسمين المصري: حُزمة فنية متكاملة

 

رشا سلامة
 
عمان-الغد-  ترتسم قصة الممثلة الفلسطينية العالمية ياسمين المصري على محيّاها، بمجرد أن تطلّ.. يطالعك شاطئ يافا بلون سُمرتها، وبشعرها الذي تتركه حرا هائجا دونما قيود.
حتى عباراتها، تشي بالحكاية من دون التصريح بها علانية.. تقول "كل شيء معرّض للفقد والتغيير. سريرك الذي تنام عليه، وسادتك، الدول التي تحل عليها، يتبقى جسدك. الشيء الوحيد الذي يلازمك ويؤكد لك أنك أنت نفسك".
هي ابنة يافا، التي رُحّل أهلها عنها نحو مخيمات لبنان، لتمضي عقب ذلك نحو فرنسا. نحو عوالم التمثيل السينمائي والـ"فيديو آرت" والرقص الإيحائي، وهي من تهجس بالحرية ليس سياسيا فحسب، بل وفنيا أيضا.
تؤمن بالتخصص الفني، بيد أنها تعد حكر الموهبة في مجال محدد "من ضروب تقييد الحرية في التعبير عن الذات".
ترى أن السينما تعبر عنها حاليا، إلى جانب الرقص، بيد أنها لا تطمئن إلى ذلك؛ إذ تخشى أن تصبح المجالات الآنفة قاصرة على منحها الشعور بالحرية، ما يجعلها متأهبة لطرق الأبواب الفنية كلها، ورافضة لنعتها بـ"الممثلة"، مؤكدة أن عالمها "أكبر من مجرد وقوف أمام كاميرا لأداء دور".
ترقص على موسيقى الأخوة جبران، وعلى الألحان الشرقية البحتة، والغربية كذلك. تراوح في فنونها بين زي الرقص وبين ارتداء الملاءة ولباس الصحراء، وما بينهما من أطياف أزياء شرقية وغربية، بحسب ما يقتضيه الدور.
عرفها الجمهور من خلال فيلميّ "كراميل" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، و"المر والرمان" للمخرجة الفلسطينية نجوى النجار. قامت بأدوار أخرى تُعرض تباعا في دور السينما العربية والعالمية كفيلم "ميرال" مع المخرج الأميركي جوليان شنابيل، والمأخوذ عن رواية للفلسطينية رولا جبريل، والذي يتناول دور امرأة فلسطينية تعرضت للاعتداء في طفولتها.
تقول إنها كفلسطينية تحمل عبئا إضافيا دوما؛ "إذ يُطالَب الفلسطيني ممّن حوله بعدم الخطأ دوما، في دوره الفني أو حتى في حياته"، إلى جانب انتظار الجمهور من الممثل الفلسطيني لعب دور يتحدث عن القضية الفلسطينية غالبا، وما يفرضه ذلك من جدلية لدى الممثل في المؤاخاة بين طرح القضية الفلسطينية من منظور سياسي صرف كما في فيلم "المر والرمان"، أو التحدث عن الإنسان الفلسطيني من منظور إنساني بحت كما في فيلم "ميرال".
الجدلية الآنفة، كثيرا ما تضعها في حيرة، وهي التي لا تفصل القضية الفلسطينية حتى عن فنجان قهوتها الصباحي، كما تقول.
ترفض أعمالا عالمية لا تحترم إنسانيتها قبل فلسطينيتها، كمثل هوليوود "التي لا تنفك تصوّر العرب بالإرهابيين والعربيات بالمقموعات ولا شيء آخر غير ذلك"، واضعة نصب عينيها أن "الثيمة الفنية المشبَعة فلسطينيا حتما ستكون كذلك إنسانيا وعالميا".
تتحرى التوحد التام مع الدور، إلى حد تؤمن فيه بأن خطأ ما لديها إن هي بقيت متيقظة لاسمها وشخصها الحقيقي أثناء التمثيل، تماما كما تستخدم "تكنيك" الجسد لاستحضار الانفعالات التي يتطلبها الدور. تسوق مثالا على ذلك بمشهد الغرق في فيلم "ميرال"، والذي تدحرجت قبله على الرمل طويلا، كي تدخل في حالة من الاضطراب والدوار يستلزمها مشهد المضي نحو عرض البحر.
لا تفصل بين انعتاق المرأة من القيود المفروضة عليها، وبين حرية فلسطين؛ إذ ترى أن حرية كل منهما ملازمة للأخرى بل وانعكاس حقيقي لها، ما يجعلها تتوخى الجمع بين الشقين في أعمالها الفنية كلها.
 
FacebookTwitterطباعةZoom INZoom OUTحفظComment