Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Feb-2017

لافروف و«المناطق الآمنة» وحاميهـا هـو حراميهـا ! - صالح القلاب
 
الراي - كان على وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن يسأل نفسه عمن يشكل الخطر الأمني الفعلي على المهجرين السوريين قبل أن يقرن موافقته، بتردد واضح كل الوضوح، على الإقتراح الأميركي – السعودي بتأييد تركي بإقامة مناطق آمنة لهؤلاء المهجرين واللاجئين وعلى الأراضي السورية بشرط ضرورة استشارة نظام بشار الأسد المسبقة وضرورة أن تكون الأمم المتحدة مشاركة في الإشراف على هذه المناطق.
 
ويقينا أن لافروف الذي كان ولا يزال له الإشراف على كل شيء بالنسبة للتحالف الروسي – السوري، والمقصود هنا هو نظام بشار الاسد، يعرف كل المعرفة أن الذي شكل الخطر الفعلي على هؤلاء المهجرين هو هذا التحالف وأن الذي إقتلعهم من منازلهم ومناطقهم ومدنهم وقراهم هو قصف الطائرات الروسية وهو عمليات التغيير «الديموغرافي» المستمرة حتى الآن التي قام ويقوم بها جيش هذا الرئيس السوري ومعه حزب الله وحراس الثورة الإيرانية والميليشيات المذهبية التي إستوردها الإيرانيون من كل حدب وصوب والتي تجاوز عددها كتنظيمات أكثر من ستين تنظيماً. 
 
إن لافروف بالتأكيد يعرف أن هناك مثلاً يقول، ربما أنه مستعمل أيضاً في روسيا الإتحادية وليس في المنطقة العربية فقط، :»حاميها حراميها « أي لا يجوز أن يكون الحارس هو الحرامي ولذلك هل يعقل يا ترى أن يكون رأي نظام بشار الأسد أساسياً لإقامة مثل هذه المناطق الآمنة لهؤلاء المهجرين بينما كانت آخر «بطولات» هذا النظام في هذا المجال تهجير أهل وادي بردى وسكانه منذ :»أن قامت ناقة صالح» ودفعهم تحت القصف وهدير جنازير الدبابات دفعاً وحفاة عراة نحو منطقة إدلب التي غدت «مخيماً» كبيراً للذين شملت مناطقهم عمليات التغيير «الديموغرافي» هذه .
 
إن إقامة مناطق آمنة لهؤلاء المهجرين الذين تقطعت بهم السبل والذين أصبحت أجساد أطفالهم الطرية طعاماً شهياً لأسماك بحور الظلمات والذين أصبحوا هُمْ غير آمنين على أنفسهم في المناطق التبادلية التي إضطروا للهجرة إليها وأيضاً غير مقبولين حتى في بعض «الدول الشقيقة» ولذلك فإنه لم يعد هناك أي حل إلا حل المناطق الآمنة المحمية جواً وبراً وبحراً والأفضل بقوات من الأمم المتحدة .
 
والمؤكد أن هذه المناطق الآمنة يجب ألا تتحول إلى مدن وقرى ومناطق بديلة لمدن وقرى ومناطق هؤلاء المهجرين وهؤلاء اللاجئين فهذه المناطق الآمنة يجب أن تكون مؤقتة وأمكنة تجميع لأبناء الشعب السوري الذين غادروا وطنهم سوريا العظيمة تحت ضغط المدافع وصواريخ الطائرات والأسلحة الكيماوية وأيضاً أمكنة تجميع للذين لم يعد بإمكانهم البقاء لا في بعض دول الجوار ولا في المهاجر البعيدة التي لم تقبل بالمزيد منهم !!.
 
وهكذا فإن من حق لافروف أن يصر على مشاركة بلده روسيا الإتحادية في هذه العملية على إعتبار أنها غارقة «حتى شوشة رأسها» كطرف سلبي في هذه الأزمة السورية أمّا أنْ يطلب من أصحاب مقترح هذه الأماكن الآمنة إستئذان بشار الأسد وأخذ رأيه المسبق قبل أن يباشر بتطبيق مقترحهم فإن هذا هو الذي ينطبق عليه أيضاً ذلك المثل القائل :»كالمستجير من الرمضاء بالنار»!!.