Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Sep-2017

سحابة التهديد الإيراني - ألون بن دافيد

 

معاريف
 
الغد- في كل سنة في شهر تشرين (العبري)، قبل أن تظهر سحب الخريف، تظهر سحابة التهديد الإيراني. هذه المرة لا تنقطع خطوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التي تستهدف العمل على الغاء أو تعديل الاتفاق النووي عن المعلومات عما يجري في إيران، ومع ذلك تبقى عديمة الاحتمال. ولكن بينما يصرخ "إيران!" من فوق كل منصة ممكنة، يجدر به أن يفتح عينيه على ما ينسج بين إيران والسعودية. نتنياهو كفيل مرة أخرى بأن يكتشف أنه من تحت أنفه تنسج صفقة هامة هو ليس جزء منها.
الاتفاق النووي الذي وقع بين الدول العظمى وإيران، مهما كان سيئا، لا يمكن حقا تغييره. فليست الولايات المتحدة وحدها كانت طرفا في الاتفاق – فقد وقع مع كل الدول الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن والمانيا. لا يوجد أي احتمال لتجنيدها للتراجع عن الاتفاق أو تغييره.
ناهيك عن أن إيران تفي بالاتفاق – فهي تحرص على عدم تخصيب اليورانيوم بالكميات والتركيز الذي يتجاوز ما هو مسموح لها. ولكن في كل ما يتعلق بالفعل الذي لا يوجد حظر صريح عليه في الاتفاق، ولا سيما البحث والتطوير في مجال النووي ومجال الصواريخ، فإن إيران تفعل أكبر قدر ممكن. وعليه، فقد هرع رئيس الوزراء إلى لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وعليه، فقد انضم إلى صرخة رئيس الموساد، بخلاف رأي باقي قادة جهاز الأمن.
لقد عرضت هذه المعلومات على ترامب. نتنياهو، الذي لا يوجد من هو أكثر اطلاعا منه على تفاصيل الاتفاق مع إيران، يعرف أن لا أمل حقيقيا في تراجع أميركي عن الاتفاق. يمكن للولايات المتحدة أن تفرض عقوبات جديدة على إيران ولكن المعنى سيكون أنها لا تنفذ نصيبها في الاتفاق، وآثار مثل هذه الخطوة خطيرة، ولا سيما على إسرائيل. فاذا توصلت إيران إلى الاستنتاج أن ليس لها ما تكسبه من وجود الاتفاق، فهي كفيلة بأن تركض نحو القنبلة، وعندها ستجد إسرائيل نفسها وحيدة في المعركة أمام دولة متحولة نوويا. في مثل هذه الوضعية مشكوك أن يتجرأ نتنياهو على الخروج وحده إلى معركة مع القوة الاقليمية العظمى الجديدة، فيما لا يكون إلى جانبه سوى حكومة معقبين لدينا.
يمكن لسلاح الجو أن يبيد تماما صباح غد المنشآت النووية الإيرانية، لكن لا يمكنه أن يأخذ من الإيرانيين العلم الذي جمعوه حتى الآن. وسيستغرقهم سنتين، وربما أكثر بقليل، لإعادة بنائه بعد مثل هذا الهجوم. ولكن الهجوم الإسرائيلي سيعطي الإيرانيين ذريعة كاملة للتوجه نحو القنبلة، بدعوى أنهم تعرضوا للاعتداء ممن يرونهم قوة عظمى نووية.في ظل غياب بديل حقيقي للاتفاق، فإن جهود نتنياهو يجب أن تتجه نحو زيادة الرقابة من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية على المواقع التي تجري فيها اعمال مشبوهة في إيران. وإلى جانب ذلك، ينبغي اقناع الولايات المتحدة بأن تؤيد مطالبنا بإبعاد إيران عن الحدود في هضبة الجولان. هذان الامران يمكن تحقيقهما، ويبدو أيضا أن هذه الرسائل استوعبها الرئيس ترامب، الذي يتقاسم معنا النفور من الاتفاق النووي الذي حققه سلفه. وقبل ذلك بانتظاره الاختبار في كوريا الشمالية الذي ستملي نتائجه موقف ترامب من إيران أيضا.