Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Jul-2020

على حساب التعليم بكل أشكاله*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

الأحداث؛ بل قل الحادثات، التي تستهدف حياتنا العامة كثيرة، وتكون جسيمة حين يتضرر منها آخرون، أبرياء، يتم السطو أو الاستيلاء أو على الأقل التجاوز على حقوقهم، والمثال الكبير يتجلى في التعليم بكل مستوياته،  نذكر هنا التعليم المدرسي على وجه التحديد، لأنه تعرض لهذه الحادثات كثيرا في العقد الأخير.
 
كلنا يمكنه أن يتحدث عن كثير من التحديات واجهت التعليم المدرسي (النظامي)، خلال السنوات العشر الأخيرة، ولدينا ذاكرة مكتنزة بحكايات عن امتحان الثانوية العامة، عملت كل الحكومات خلال هذه السنوات على تحاشيها، أو تلافي آثارها، فتحملت الجامعات جزءا من الأعباء، وكان لهذا جوانبه الأكثر سوءا على المنتج الجامعي، وتحمل سوق العمل أيضا هامشا لا يستهان به من هذه النتائج.
 
العام الماضي، كان لارتفاع معدلات الثانوية العامة أثره القاسي على جامعاتنا، حين اضطرت أن تستقبل أضعاف طاقتها الاستيعابية، ولم يتسن لكل المؤسسات المعنية، أن تلتزم بالمعايير المعتمدة والتي تشرف عليها وتراقبها هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي.. والقصة معروفة.
 
وهذا العام الدراسي المدرسي، الذي انتهى الخميس الماضي، حيث كان آخر امتحان وزاري للثانوية العامة، كان منذ بدايته عاما استثنائيا قاسيا على الطلبة، انطلق متأخرا جدا، بعد أن تعطلت المدارس بفعل إضراب المعلمين، وما لبث أن انطلق، حتى فوجئنا والعالم بجائحة كورونا، وقامت دول كثيرة بالتوقف عن التعليم، أي تم تعطيل المدارس والجامعات، واختار الأردن أن يستمر بلا تعطيل، من خلال التعلم عن بعد، ورغم هذا، يتم تداول أخبار عن إضراب أو انسحاب معلمين من لجان تصحيح أوراق امتحانات الثانوية، وبغض النظر عن الأسباب فهو انسحاب سيكون له أثره، وقد حدث قبل سنوات، أن انسحب المعلمون المصححون من هذه اللجان، وقد لجأت وزارة التربية والتعليم آنذاك إلى معلمي ومعلمات مدارس الثقافة العسكرية للتصحيح، وألزمتهم الأوامر بالتقيد الحرفي بالإجابة النموذجية التي أعدتها الوزارة مسبقا، فانعكس هذا على نتائج طلبة الثانوية، ولسنا بمنأى عن هذا الاحتمال رغم تغيير شكل الأسئلة هذا العام، وأن إجاباتها أكثر نموذجية ووضوحا.. لكننا من حقنا أن نقول إنه موقف خاطىء من قبل المنسحبين.
 
بلا انسحابات ولا مفاجآت، لدينا مقدمات كثيرة عن عام دراسي كبيس، سنشاهد جزءا من استثنائيته في نتائج الثانوية، والجزء الأهم سنراه مستقبلا من خلال الجامعات، التي ستعيش الموقف مرة ثانية وللسنة الثانية على التوالي، وهو تضخم أعداد الطلبة الجدد الى أضعاف الطاقة الاستيعابية لهذه الجامعات، التي تعاني مآسي مالية دون أحداث وعبث، فكيف سيكون الحال بعد العبث والمبارزة السياسية المستمرة في ساحة طلابية، من حق طلبتها أن ينالوا فرصهم الطبيعية في تعليم مستمر ومستقر، وخال من السجالات والحروب المشتعلة بين أطراف أخرى.
 
والله الا تضيعونا.