Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-May-2020

ذكرى النكبة ..ماذا يمكن أن نقول؟*فارس الحباشنة

 الدستور

العرب يحيون هذه الأيام  الذكرى 72 للنكبة . ولَم  يكن من الممكن ان تمر الذكرى دون الاحتفال المؤلم بها . الأجيال تتعاقب وتتصارع ، والحقيقة التاريخية للنكبة و القضية الفلسطينية تواجه الطمس و التشويه والتدليس .
 
هزيمة الجيوش العربية في حرب 48 كانت زلزالا مدويا على الأمة العربية .وحكمت مصير أنظمة سياسية ، وغيرت بمعادلات سياسية و استراتيجية .
 
حلم التحرير وامال النصر و استعادة الارض المحتلة . أجهض في حرب 67 ، و حيث احتلت اسرائيل مزيدا من الاراضي الفلسطينية ، وهاجر ملايين الفلسطينيين وتركوا ارضهم ، سقطت اول اوراق الثورة  الفلسطينية  ، وهي :ومقاومة ومواجهة  الاحتلال من الداخل .
 
في حرب الكرامة 68 حقق الجيش الاردني بالتحالف مع القوى الشعبية الوطنية انتصارا على الجيش الاسرائيلي الخارج من نشوة وزهوة  انتصار 67 .
 
وبكل ما خسرت القضية الفلسطينية بفعل صراعات الفصائل الفلسطينية ، و الاستدارة نحو البلاد العربية ، وصناعة فوضى و وحروب أهلية في الأردن و لبنان ؛ الا انها بقيت قضية العرب المركزية والأولى .
 
اسرائيل استطاعت ان تكسب معركتها مع المجتمع الدولي والرأي العام العالمي ،وتحديدا الأمريكي والأوروبي .
 
وبالدعاية الممنهجة استقطبت مشاعر الرأي العام الأوروبي  والأمريكي ، دولة ديمقراطية وسط منطقة متخلفة، ودولة حديثة ومتقدمة اقتصاديا ،و تقوم على مبادئ ديمقراطية واجتماعية : عدالة و حرية و مساواة .
 
وفِي المقابل ، فأن الفلسطينيين خسروا معركتهم ، والقضية ميعت ،و انحصرت في اوسلوا  . والأجيال الفلسطينية تشتت حلم عودتها ، و فلسطين أصبحت  ركنا منسيا و مهجورا في الذاكرة ، يجري أحياؤه من باب اللطافة و النكايات والمناكفات الهوياتية العربية .
 
وهناك رواية جديدة يجري الترويج لها عن الصراع العربي - الاسرائيلي ، ومن عبر بوابة الدراما، وتتبنى شاشات عربية  افكارا تروج للتطبيع مع اسرائيل وقبولها، والرواية الصهيونية  ، والترويج لحقها التاريخي و الشرعي في المنطقة ، وادانة الضحية الفلسطينية.
 
وبالتزامن، فان نتنياهو عازم على ضم ثلثي الضفة الغربية الى اسرائيل ، وقضم ما تبقى من حقوق واراضي للفلسطينيين ، وفِي لغة اسرائيل تعني «العدالة والحق التاريخي».
 
لربما ان القضية الفلسطينية تمر بأشد محنها .و كما يبدو فان التحالف الأمريكي - الإسرائيلي يأخذ القضية  الى انعطافات هي الاخطر في تاريخها. 
 
واقعيا ، فكما خرجت اسرائيل منتصرة من حرب 48 ، ومع مرور اكثر من مئة عام على سايكس بيكو ؛فاسرائيل اليوم هي الاقوى والمنتصر الوحيد في المنطقة.
 
العرب غارقون في تجزئة المجزأ، وحروب كورونا الفاضحة لهشاشة الدول وانظمة الخدمات والرعاية الصحية ، والخوف الكبير من الانفجار الاجتماعي والشعبي  جراء الازمة الاقتصادية و المعيشية التي تواجه دولا  عربية ويعاني منها ملايين  من العرب لا يجدون قوت عيشهم ، ودخلهم  اليومي انحدر لاقل من دولارين .