Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jun-2019

وثيقة الإخوان: ما الجديد..؟!*حسين الرواشدة

 الدستور-حين قرأت الوثيقة السياسية التي اشهرتها جماعة الاخوان المسلمون امس الاول، خطر الى بالي سؤالان : الاول، ما هو الجديد في هذه الوثيقة، والثاني : ما الذي دفع الجماعة الى اصدارها في هذا التوقيت.

قبل ان اجيب عن هذين السؤالين استأذن في الاشارة الى مسألتين : الاولى ان معظم المراجعات التي قامت بها الجماعة على امتداد تاريخها جاءت خجولة ومتأخرة، واحيانا غير مقنعة، وبالتالي فإن ماكينة الحركة السياسية فيها ظلت محكومة ( مشدودة ان شئت ) لاعتبارات معروفة متعلقة بتركيبة الحركة التاريخية ومرونتها المحدودة، مما اعاقها عن مواكبة التطوات المتسارعة التي تعرضت لها بلادنا والمنطقة في العقود الماضية.
اما المسألة الثانية فهي ان ثمة محطات «عصف سياسي» داهمت الجماعة وكان يمكن ان تتوقف فيها لمراجعة ادائها، لكنها لم تفعل ذلك، والاخطر انها عاقبت كل من انتقدها من كوادرها او دعا الى التوقف من اجل المراجعة، او من « بادر» الى الفعل انذاك، خذ مثلا الرسالة التي وجهها المراقب العام الشيخ سالم الفلاحات للدكتور معروف البخيت (2007) حول مبادئ الجماعة حيث اطيح به بعدها، خذ ايضا وثيقة الحكماء ( 2012) التي كشفت عن اخطاء الجماعة وشخصت ازمتها والتي سرعان ما انكرتها الجماعة ثم اعترفت بها لاحقا، ثم سحبت البساط من تحت اقدام الذين قدموها ودفعتهم الى الهروب من الجماعة.
اشير ايضا الى مسألة ثالثة، و هي ان من يستعرض الادبيات السياسية التي خرجت من الحزبين الذين انشقا عن : « الشراكة والانقاذ والمؤتمر الوطني «، سيكتشف مدى التحول الذي جرى على الصعيد الفكري والسياسي لابرز قيادات الجماعة الذيت خرجوا من تحت مظلتها، وبالتالي فإن المقارنة بين هذه التحولات وبين تلك التي اشهرتها الجماعة في وثيقتها السياسية تبدو لافتة تماما، كما ان المسافة بين «المنطقين» ما تزال بعيدة.
بالعودة الى السؤالين اللذين طرحتهما في مطلع المقال، اعتقد انه لا جديد فيما قدمه الاخوان في وثيقتهم السياسية، اذ لا يوجد ما يشير الى « تحول « حقيقي في منطلقاتهم وادبياتهم، فيما لم يرد اي كلام عن اهم ما كنا ننتظره منهم كالفصل بين النشاطين الدعوي والسياسي، كما ان موقفهم من الحرية والتعددية والمشاركة السياسية ومن العنف والتطرف والارهاب والمقاومة والاصلاح والمرأة ظلت كما هي دون اي تغيير، مما يعني اننا امام نسخة مطابقة للاصل للذي كتبه حسن البنا رحمه الله قبل نحو سبعين عاما.
اما فيما يتعلق بالدوافع والتوقيت فاعتقد ان تقدير « الاخوان « لانحسارهم السياسي « وبرودة « علاقتهم مع الدولة ورغبتهم في الخروج من دائرة الحصار، وتجاوز تداعيات الانشقاقات التي عصفت بهم في السنوات الخمس الماضية، كان وراء استعجالهم باصدار « الوثيقة «.
تبقى الملاحظة الاخيرة وهي ان الجماعة حين خصصت في وثيقتها فصلا «لادارة علاقاتها السياسية» على الصعد الوطنية والعربية والاسلامية ثم على مستوى القضية الفلسطينية اسهبت في الكلام على صعيد القضية الفلسطينية، فخصصت لها ضعف ما خصصته للصعيد الوطني ثم انها « اكدت على اهمية الانفتاح على مختلف المستويات....»»
 وفهمكم كفاية.