Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Dec-2017

عاصمتان لشعبين - أسرة التحرير

 

هآرتس
 
الغد- أطلع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن في نيته نقل السفارة الأميركية إلى القدس. ومع أن ترامب لم يعلن ذلك بعد بشكل رسمي، فإن الانباء عن نواياه أثارت العالم العربي والإسلامي: فالقيادة الفلسطينية، الأردن، مصر، تركيا (التي هددت حتى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل)، منظمة التعاون الإسلامي (التي تجمع 57 دولة إسلامية)، وحتى السعودية أعربت عن معارضتها للخطوة، وارفقت معارضتها بتحذيرات من الآثار الخطيرة لمثل هذا الإعلان، بما في ذلك انفجار العنف في الشرق الاوسط. وفي الضفة الغربية أعلن عن ثلاثة أيام غضب، ابتداء من اليوم. 
وتجاوزت المعارضة العالم العربي فأثارت موجة تحذيرات من دبلوماسيين كبار في أرجاء العالم، بمن فيهم الرئيس الفرنسي عمانوئيل ماكرون، وزير الخارجية الالماني زيغنر غبريئيل ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فدريكا موغريني. وبعث 25 سفيرا إسرائيليا سابقا، أكاديميا ونشيط سلام برسالة عاجلة إلى مبعوث الولايات المتحدة إلى المنطقة جيسون غرينبلات وأشركوه في قلقهم. 
المعارضة والقلق مفهومان من تلقاء ذاتهما. فالقدس مقدسة لليهود، للمسلمين وللمسيحيين ومكانتها موضع خلاف شديد، وهي في قلب النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. أما البيانات احادية الجانب حول مكانتها، في غير اطار التوافق السياسي، فهي بمثابة تجاهل للتطلعات الفلسطينية. وبالتالي، من المتوقع لها أن تضر بفرص السلام وتثير المقاومة، بما في ذلك المقاومة العنيفة. مثل هذه الخطوة كفيلة أيضا بان تصور الولايات المتحدة كوسيطة غير نزيهة. 
ليس واضحا كيف يستوي تطلع الرئيس ترامب لحل النزاع الطويل بين الإسرائيليين والفلسطينيين وخطوات احادية الجانب في صالح مصالح طرف واحد فقط، ولا سيما في مسألة مركزية ومشتعلة بهذا القدر. إذا كان ملحا لترامب ان يفي بوعده لنقل السفارة الأميركية إلى القدس، أو على الاقل الاعتراف بها كعاصمة إسرائيل، فيجمل به أن يفعل ذلك في اطار اعتراف متساو أيضا بمطالب الفلسطينيين فيها. 
إن اعترافا أميركيا بالقدس كعاصمة إسرائيل ونقل السفارة اليها ليستا خطوتين اشكاليتين بحد ذاتهما. فحل الدولتين ينطوي على تقسيم القدس بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتحويلها من مدينة منقسمة عمليا وتشكل عاصمة لإسرائيل، إلى مدينة مقسمة بشكل رسمي: القدس الغربية عاصمة إسرائيل وشرقي القدس عاصمة الدولة الفلسطينية. عندما يحصل هذا، ليس الولايات المتحدة وحدها فقط بل وكل دول العالم ستتمكن من الاعتراف بهاتين العاصمتين وستكون مدعوة لان تفتح فيها سفاراتها.