Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Oct-2016

عيد ميلاد سعيد نتنياهو - جدعون ليفي

 

هآرتس
 
الغد- صادف اليوم (أمس) عيد الميلاد الـ67. والأدب يستوجب باقة ورود، والواقع يستوجب باقة شوك والموعد يستوجب حساب النفس: هل هذا ما أردته؟ هل هذا ما توقعته؟ هل هذا ما حلمت به؟ الوقوف على رأس دولة كهذه وأخذها إلى حي تأخذها؟ وأن تخلف وراءك ما ستُخلفه؟ لا توجد فرصة لأن تخطر هذه الافكار على بالك. فإنت لست ما يقولونه عنك. الدولة تهمك على طريقتك، وإرثك أيضا يهمك. بعد هذا الوقت الطويل في السلطة لا توجد فرصة لأن هدفك الوحيد هو البقاء. لدي على الاقل، أنت تحظى باعتماد أكبر.
ما الذي ستقوله لنفسك، في يوم ميلادك؟ إن هذه هي الدولة التي حلم بها جدك ووالدك؟ إن سنوات حكمك قد حسنتها؟ حولتها إلى أكثر عدالة؟ إلى دولة يستطيع الإسرائيليون التفاخر بها؟ هل تعتقد ذلك بجدية؟ لا شك عندي بأنك مقتنع بأنها أصبحت أقوى تحت حكمك. أنت على حق. لم يسبق أن كانت قوية هكذا. ولكن هل القوة هي كل شيء؟ القوة فقط؟ ما سمعته في طفولتك، لكن مسموح أن تتغلب عليه بعد مرور 67 سنة. بل ومطلوب أيضا.
إسرائيل الآن ليست لـ"المليكوبسكيين" الذين جاءوا إلى هنا قبل مئة سنة، وأيضا ليست لوالدك الذي نفى نفسه منها مؤقتا، وليست لمعظم أعمامك الذين نفوا أنفسهم منها إلى الأبد. إنها دولة قوية، لكن ينقصها شيء واحد فقط هو العدل. إنها ليست دولة عادلة، بل هي بعيدة عن ذلك. تعال لنكون صادقين للحظة: أنت تقف على رأس دولة ظلامية. فيها القليل من الضوء الذي يدعو إلى الفخر، لكن هذا الضوء آخذ بالخفوت بالتدريج. أنت في الاصل أكثر تنورا وأكثر فهما من جميع وزرائك. ليست هناك فرصة أن تكون ميري ريغيف كأس الشاي الثقافي بالنسبة لك، وأفيغدور ليبرمان هو النموذج الاخلاقي بالنسبة لك. وبالتأكيد أنت لا تريد العيش قرب بنتسي غوفشتاين أو باروخ مارزل. وليس مع نافا بوكر. أنت لست كذلك، لكن هذا ما بنيته لنفسك. توقعاتي: أنت تفضل شيئا آخر – حضاريا، ليبراليا. وشيئا ثقافيا أكثر. هذا الامر بيدك لأنك قوي بما يكفي.
تعلمت الديمقراطية في أميركا، وهذا ليس شيئا نموذجيا، لكنه افضل من ديمقراطيتنا. أنت تعتقد بالفعل أن إسرائيل يمكن أن تعتبر ديمقراطية مع 4 ملايين شخص بدون حقوق؟ ألا يُذكرك ذلك بالمرحلة الاكثر سوادا في تاريخ أميركا، الذي لم تتخلص منه إلى الآن؟ هل تعتقد أن إسرائيل التي تطرد اللاجئين كي يموتوا هي دولة يمكن التفاخر بها؟ وأن الدولة التي فيها، بشكل علني، طبقتان على أساس العرق والدين والقومية، يمكن أن لا تسمى دولة فصل عنصري؟ أنت الذي شكلها في العقد الاخير – أنت تفخر حقيقة بأنك رئيس حكومة للأبرتهايد؟ هل تعتقد حقا أن كل العالم مخطئ وأنت فقط المحق؟ إسرائيل ليست مرفوضة بعد من حكومات العالم كما يدعون ضدك. ولكن شكرا لأن هذا أيضا ليس احتراما كبيرا للقول إنك إسرائيلي – ليس لك وليس لي. وهذا بسببك.
لقد كبرت في بيت يميني ومحافظ، مليء بالغضب من حزب مباي. وكطفل عرفت عن بعد أبناء عائلة والدك. وسمعت من أعمامك ما يقولونه عن الهستدروت الشيوعية وغولدا مئير وجابوتنسكي من مكان وجودهم في سكارس ديل، نيو روشل، سياتل وبورتوريكو. أنت أيضا كنت ولدا في حينه وتشربت كل ذلك. لقد كانوا صهاينة كبارا، لا سيما في أميركا، لكنك أردت أن تساهم في الدولة، فعدت.
في يوم ميلادك، قد تخصص لحظة لسؤال ما الذي ساهمت به وما الذي حطمته. الوقت ليس متأخرا. وكذلك العمر. وأيضا الفراغ من حولك، الامر الذي سيُمكنك من سنوات طويلة في الحكم. ما رأيك في أن تتغير؟ وأن تبدأ في التفكير من خارج الصندوق الذي بناه آباؤك من حولك. إما أن تفعل ذلك الآن أو لا تفعل. عيد ميلاد سعيد.