Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Aug-2016

المتفائل العملي - أوري سفير

 

معاريف
 
الغد-  أتم شمعون بيرس الاسبوع الماضي 93 سنة. لقد درج بيرس على السؤال: أتدري لماذا أنا متفائل؟ لانه ليس لدي ما افعله بالتشاؤم. لا شك انه متفائل عملي يعمل على أن يحقق بنفسه رؤياه الايجابية لدولة إسرائيل. كثيرون يسألونني كيف يحتمل أن يكون بيرس ما يزال يؤمن بضرورة وامكانية سلام الدولتين؟ الجواب هو ليس فقط المفتاح لفهم الرجل المثير للاهتمام بل وايضا لمستقبلنا الممكن. من ديمونا إلى اوسلو، بيرس مسؤول عن بناء جزء كبير من قدرة ردع إسرائيل. فمنذ شبابه، حين كان نائب وزير الدفاع في عهد بن غوريون، بادر إلى اقامة الصناعة الجوية والمفاعل في ديمونا. فالدولة اقيمت كي تخلق قوة درع ذاتي، وهو على علم جيد بالقوة التي لإسرائيل. ولذاك السبب فانه على علم ايضا بقيود القوة. فالقوة العسكرية هي ناجعة للغاية عندما تنشأ الظروف لعدم استخدامها الا كمخرج أخير. ومع السنين اقتنع بيرس باننا أقوياء بما يكفي كي نسمح لانفسنا بحلول وسط من أجل التعايش بسلام، بداية مع مصر، وبعد ذلك مع الاردن والفلسطينيين.
 وبقدر لا يقل عن ذلك نجد بيرس يتحرك بالاعتبار الاخلاقي؛ ففي سلمه القيمي الاخلاق والقوة هما أمر واحد. فأخلاق اسرائيل تقوم على أساس قيم المساواة في وثيقة الاستقلال. وعليه، فان بيرس يرى في الاحتلال شرا فرض علينا، ويؤمن بانه يجب وضع حد لذلك بشروط الامن والتعايش. وهو درج على القول انه من الصعب التحكم بالمصير اليهودي، وليس من شأننا أن نتحكم بالمصير الفلسطيني.  كما ان ليس لبيرس عقدة تفوق "النور للاغيار" وللعرب. فهو لا يتحرك بنزعة الثأر، بل بالرغبة في المصالحة والتعاون. وهو يعرف اكثر من أي شخص آخر كيف يخلق الشراكات والتحالفات، ودوما على اساس المساواة.  رؤيا بيرس هي تغيير علاقات اسرائيل مع المنطقة، رؤيا تعيش اليوم ايضا. فقد بادر الى مؤتمرات اقتصادية اقليمية في التسعينيات، ويؤمن اليوم بالمصالح الامنية المشتركة لنا وللدول العربية البراغماتية، والتي يمكن ترجمتها الى تسوية اقليمية.  شمعون بيرس هو الدبلوماسي الرائد لإسرائيل في العالم. وانطلاقا من معرفته لقوتنا العسكرية، الاقتصادية والتكنولوجية، فانه يعطي اعتبارا هاما جدا لعلاقاتنا الطيبة مع الولايات المتحدة واوروبا. فقوتنا للمدى البعيد منوطة بجودة علاقاتنا هذه. واضح له بان الامر ممكن فقط الى جانب حل سلمي واقعي من أجل الدولتين – اسرائيل وفلسطين. على اسرائيل، برأيه، ان تعيش قيميا بالتوافق مع العالم الغربي، اما التحكم بشعب آخر، والذي يعد استعمارا جديدا، فلا مكان بين اصدقائنا في العالم.