Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Mar-2017

أزمة دبلوماسية متصاعدة بين تركيا وهولندا
 
اسطنبول- تحول التوتر المحيط بالحملة المؤيدة للرئيس التركي التي تقوم بها أنقرة في اوروبا السبت الى ازمة دبلوماسية بين هولندا وتركيا.
وأفادت مصادر بالخارجية التركية، السبت،  أنه تم إغلاق منازل السفير والقائم بالأعمال والقنصل العام الهولنديين لدواع أمنية.
وقالت وزارة الخارجية التركية، إنها لا ترغب في عودة السفير الهولندي إلى أنقرة "لبعض الوقت" في خضم تصاعد للخلاف بين عضوي حلف شمال الأطلسي بعد منع وزير خارجية تركيا من السفر جوا إلى هولندا.
وأوضحت الوزارة في بيان "لا نريد عودة السفير الهولندي، وهو حاليا في عطلة، لبعض الوقت. تم الشرح لنظرائنا أن هذا القرار الخطير ضد تركيا والجالية التركية في هولندا سيتسبب في مشكلات خطيرة دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا وفي مجالات أخرى."
وكان  تشاووش أوغلو الذي وصل إلى فرنسا في زيارة غير مخطط له، اقد صرح في وقت سابق، أن منع هولندا له من التوجه إلى روتردام السبت في خلاف بشأن الحملة السياسية التي تقوم بها أنقرة بين المهاجرين الأتراك لن يمر مرور الكرام وستكون له تبعات و"سنرد بإجراءات قاسية".
وقالت وسائل إعلام تركية إن الشرطة الهولندية أوقفت موكب وزيرة الأسرة التركية، فاطمة بتول صيان قاي، عند حدود هولندا، بعد ساعات من منع هبوط طائرة وزير الخارجية التركي.
وأشارت قناة "نوس" الهولندية إلى أن الشرطة احتجزت الوزيرة في روتردام، وذلك بعد أن كانت قناة تركية قالت إن الشرطة الهولندية ترفض دخول موكبها إلى الأراضي الهولندية.
وكانت صيان قاي قد كشفت، في وقت سابق اليوم، عن عزمها الانتقال من ألمانيا حيث كانت تقوم بزيارة، إلى مدينة روتردام الهولندية عن طريق البر، رغم إلغاء الفعاليات التي كان مقررا أن تحضرها هناك.وأعلنت هولندا انها "تسحب الترخيص بهبوط" الطائرة التي كانت ستنقل وزير الخارجية مولود تشاوش اوغلو الى اراضيها.
واوضحت الحكومة الهولندية في بيان ان "السلطات التركية هددت علنا بفرض عقوبات مما يجعل من المستحيل التوصل الى حل منطقي".
واثار اعلان لاهاي غضب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي اعتبر انه يذكر بممارسات "النازية".
على الاثر، اعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية رفض الكشف عن هويته ان السلطات استدعت السبت القائم بالاعمال في السفارة الهولندية.
وكان وزير الخارجية التركي اعلن في وقت سابق السبت انه سيبقي على زيارته المقررة الى روتردام في اطار الحملة المؤيدة لتوسيع صلاحيات اردوغان ضمن استفتاء تجريه انقرة في 16 نيسان/ابريل، وهدد هولندا بـ"عقوبات شديدة" اذا حاولت منع قدومه.
واعلن تشاوش اوغلو لقناة "سي ان ان تورك" قبل ظهر السبت "سأتوجه الى روتردام اليوم (السبت)" متوعدا "سنفرض عقوبات شديدة على هولندا اذا اعترضت الزيارة".
وكان من المفترض ان يشارك تشاوش اوغلو في تجمع مؤيد لاردوغان.
الا ان الحكومة الهولندية اعلنت معارضتها للزيارة والغت التجمع منذ الاربعاء على لسان رئيس بلدية روتردام الذي برر القرار بان مدير القاعة التي كان من المقرر أن يجري فيها لم يعد يمكنه تخصيصها لمنظمي التجمع.
وكان وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز عبر بوضوح الخميس عن عدم ترحيب سلطات بلاده. وقال ان "هولندا تتحمل وحدها دون سواها مسؤولية النظام العام وأمن المواطنين الهولنديين. وهولندا لا تريد بالتالي أن تتم" هذه الزيارة.
وقال كوندرز "لن نشارك في زيارة مسؤول حكومي تركي يريد القيام بحملة سياسية من أجل الاستفتاء. وبالتالي، لن نتعاون. لن تخصص أيا من الوسائل التي نرصدها عادة لزيارة وزارية"، مشيرا إلى أنه أجرى محادثات في وقت سابق من النهار مع الوزير التركي.
بعدها، بدات هولندا مشاورات مع تركيا من اجل التوصل الى "حل مقبول". واوضحت لاهاي في بيان "كانت هناك مشاورات جارية لتحديد ما اذا كان بامكان السلطات التركية نقل مكان التجمع او اعطائه صفة خاصة على نطاق ضيق داخل القنصلية او السفارة التركية".
واعتبر اردوغان في اسطنبول "هذه بقايا من النازية، هؤلاء هم فاشيون"، ومضى يقول "امنعوا وزير خارجيتنا من القدوم قدر ما تشاؤون، ولنر من الان فصاعدا كيف ستهبط رحلاتكم في تركيا".
والمح اردوغان الى ان تركيا سترد من خلال منع مسؤولين هولنديين من القدوم الى اراضيها لكنها لن تمنع "زيارات المواطنين" الهولنديين.
وكان تشاوش اوغلو اعلن منذ صباح السبت على "سي ان ان تورك" "اذا كانت زيارتي ستزيد من التوتر فليكن"، مضيفا "ما هو الضرر الذي يمكن ان تحدثه زيارتي؟".
 
تثير الحملة التي اطلقتها السلطات التركية بين رعاياها في اوروبا في اطار الاستفتاء توترا مع العديد من الدول بدءا من المانيا، وذلك بسبب الغاء عدد من المدن الالمانية لتجمعات مؤيدة لاردوغان.
في الخامس من اذار/مارس، اتهم اردوغان المانيا باللجوء الى "ممارسات نازية" مما اثار غضب برلين وبروكسل. الا ان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل دعت الى "ضبط النفس".
تعيش في المانيا اكبر جالية تركية في العالم مع نحو 1,4 ملايين نسمة تريد انقرة اجتذاب اكبر عدد منهم للتصويت لصالح تعزيز الصلاحيات الرئاسية في الاستفتاء. ويعيش في هولندا نحو 400 الف شخص من اصل تركي.
واعربت دول عدة عن عدم ارتياحها ازاء الحملة. وعلى غرار المانيا، اعلنت سويسرا والنمسا الجمعة منع تجمعات على اراضيها يشارك فيها اعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، معللة ذلك بمخاطر حصول اضطرابات امنية، بينما من المقرر مبدئيا ان يتوجه تشاوش اوغلو الى زوريخ الاحد.
ودعا المستشار النمساوي كريستيان كيرن قبل اسبوع الى "رد جماعي من الاتحاد الاوروبي لمنع مثل هذه التجمعات الانتخابية" لمسؤولين اتراك في اوروبا.
وتأتي الازمة بين هولندا وتركيا قبل بضعة ايام على انتخابات تشريعية في هولندا تمحورت الحملة فيها حول الاسلام.
واشارت استطلاعات الراي الاخيرة الى ان حزب النائب المعادي للاسلام غيرت فيلدرز سيحل في المرتبة الثانية.(أ ف ب)