Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Sep-2022

إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.. العالم في ورطة “كبيرة”

 نيويورك – افتتح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، معلنا أن العالم في “ورطة كبيرة”، ومحذرا من خطورة الانقسامات والعنف.

وعلى مدى أسبوع تقريبا سيلقي نحو 150 رئيس دولة وحكومة من كافة أنحاء العالم خطاباتهم، وستتجه أنظار العالم إلى هذا الاجتماع السنوي الذي يعقد للمرة الأولى حضوريا بعد سنتين من الغياب والاجتماع الافتراضي بسبب أزمة وباء كورونا.
وفي الخطاب الافتتاحي أبدى الأمين العام للأمم المتحدة تشاؤما كبيرا من الأزمات في العالم، إذ سبق أن أعلن ستيفان دوجاريك المتحدث باسمه أن الأمين العام “لن يلطف الأمور”.
وقال غوتيريش في بداية خطابه “عالمنا في ورطة كبيرة، والانقسامات تزداد عمقا، يلوح في الأفق شتاء من السخط العالمي في ظل اشتداد أزمة غلاء المعيشة وانهيار الثقة وتزايد اللامساواة”.
واعتبر غوتيريش أن المجتمع الدولي ليس مستعدا أو راغبا في مواجهة التحديات الدراماتيكية الكبرى في العصر الحاضر، وأن الانقسامات الجيوسياسية تقوض عمل مجلس الأمن والقانون الدولي. وأشار إلى أن أحدث التقارير عن مواقع الدفن في مدينة إيزيوم بأوكرانيا مزعج للغاية، كما أن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران ما زال بعيد المنال.
كما لفت غوتيريش إلى أن العنف والمعاناة لا يزالان سائدين في سورية، فيما يواجه أكثر من نصف سكان أفغانستان مستويات شديدة من الجوع، حيث يعاني الاقتصاد الأفغاني من حالة خراب.
وأضاف “ملتزمون بالاستفادة من كل أداة دبلوماسية للتسوية السلمية للنزاعات وفق ميثاق الأمم المتحدة”.
وندد غوتيريش بمنصات وسائل التواصل الاجتماعي “القائمة على الغضب والسلبية”، معتبرا أنها تسبب أضرارا لا توصف للمجتمعات، حسب وصفه.
أزمة المناخ
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أن أزمة المناخ هي القضية الأهم حاليا، وأنه يجب أن تكون أولوية كل حكومة ومنظمة.
وقال أيضا إن الكوكب أصبح ضحية لسياسات الأرض المحروقة، مطالبا بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 45 % بحلول عام 2030.
وتابع “يجب على المتسببين بالتلوث أن يدفعوا ثمن أفعالهم، ويجب فرض ضرائب على الشركات المتسببة بالتلوث”.
وأضاف غوتيريش “يجب معالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية، ويجب مساعدة البلدان النامية على التكيف مع صدمات التغيرات المناخية”.
ربع البشرية
من جهته قال الرئيس الجديد للجمعية العامة للأمم المتحدة تشابا كوروشي إن ربع البشرية تعيش في مناطق نزاع محاصرة وسط القتال وعدم الاستقرار السياسي.
وأضاف الدبلوماسي المجري في خطابه أمام زعماء العالم أن ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة في الأشهر الماضية دفع 70 مليون شخص إلى الفقر، معتبرا أن العالم يحتاج إلى حلول عبر التضامن والاستدامة والعلم.
وقال أيضا إن الجوع بلغ مستويات تنذر بالخطر بسبب تغير المناخ وكورونا، مشددا على أن أكثر من 300 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.
وأضاف كوروشي “نعمل على تسهيل نقل الأسمدة حتى لا يتحول النقص إلى مجاعات في العام المقبل”.
وتعليقا على الحرب في أوكرانيا، قال كوروشي إن مفتشي الأمم المتحدة موجودون في أحد المواقع النووية الرئيسية في أوروبا لمنع وقوع كارثة، في إشارة إلى محطة زاباروجيا النووية.
كما أكد كوروشي التضامن مع الشعب الباكستاني بعد أن جرفت الفيضانات المدمرة مئات القرى.
من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “عملنا بكل جهد ودأب كي يسود السلام، وبذلنا جهودا جبارة لتسوية النزاعات”، معتبرا أن التسوية السلمية مطلوبة للنزاع في سورية.
وأضاف “لن نتوانى عن مكافحة الإرهاب، ونبذل كل ما في وسعنا كي يتمكن السوريون من العودة إلى ديارهم”.
واتهم أردوغان اليونان بأنها تبعد اللاجئين بالقوة وبشكل غير مشروع.
وطالب أردوغان مجلس الأمن بأن يعمل بشكل أفضل في سعيه لتحقيق السلم والعدل والرفاه، وأن يتحمل مسؤولياته لدعم آلية إيصال المساعدات الإنسانية في شمال غربي سورية.
وقال أيضا “ينبغي البحث عن حلول دبلوماسية منصفة وقابلة للتطبيق، على الأمم المتحدة أن تتمكن من تقديم الحلول من أجل عالم أكثر إنصافا”.
وتعليقا على أزمة أوكرانيا، قال الرئيس التركي إن هذه الحرب لن يكون فيها أي منتصر، وإن هذا النزاع يتزايد.
وأضاف “نبذل قصارى جهدنا للتمكن من وضع حد للحرب في أوكرانيا، بذلنا مساعي دبلوماسية حثيثة، وتوصلنا إلى اتفاقية إسطنبول لتصدير الحبوب”.
كما حذر أردوغان من أن خُمس سكان العالم لا يزالون يقارعون الجوع والفقر، وشدد على ضرورة التصدي للتغيرات المناخية، مؤكدا أن بلاده تلعب دورا رياديا في هذا المجال.
وفيما يتعلق بقضايا بلاده، قال أردوغان “سندافع عن حقوقنا في بحر إيجة وشرقي المتوسط حتى النهاية.. نطالب الاتحاد الأوروبي بألا يغض الطرف عن الانتهاكات اليونانية”.
وأعرب أردوغان عن أمله بأن يحل السلام والهدوء في كشمير، معتبرا أنه يمكن التوصل إلى سلام أيضا بين أذربيجان وأرمينيا.
وأضاف أردوغان “نحتاج إلى الدبلوماسية والحوار بشأن برنامج إيران النووي”.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، شدد أردوغان على مسؤولية الأسرة الدولية في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين ووكالة الأونروا، وقال إنه يجب وقف الأنشطة الاستيطانية غير المشروعة وتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال حل الدولتين.
أما أزمة ليبيا فقال عنها أردوغان إنه لا بد من إجراء انتخابات عادلة وذات مصداقية، ولا بد من إرساء الاستقرار، مؤكدا أن تركيا تدعم جهود الأمم المتحدة في هذا الإطار.
وقال الرئيس التركي أيضا “نشعر بالقلق حيال ارتفاع معدلات العنصرية والتمييز والكراهية ضد الإسلام”.
ويأتي انعقاد هذه الدورة في ظل أزمات حادة، كما أثرت على ترتيباتها وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، إذ أرجأ عدد من القادة بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن مواعيد وصولهم من أجل المشاركة في جنازة الملكة.
وتعقد هذه الدورة في خضم انقسامات وتباينات شديدة بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، وذلك على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا التي ستهيمن على أجندة الاجتماعات، حيث يستعد كلا المعسكرين لمنازلة دبلوماسية لاستقطاب تأييد دول أو تحييدها.
وسيشارك في الدورة افتراضيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رغم اعتراض روسيا وحلفائها، ما يعكس حجم المعركة واتجاهاتها، وهي خطوة سبقها تقليص وتأخير تأشيرات الوفد الروسي المشارك هذا العام.
وتناقش اجتماعات الأمم المتحدة أيضا التحديات العالمية المتصاعدة في قضايا الغذاء والمناخ والتعليم، كما ستكون قضايا كل من ليبيا واليمن وسورية وفلسطين وأفغانستان والاتفاق النووي مع إيران تحت الأنظار.
وقالت بولينا كوبياك المتحدثة باسم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة إن “الكثير مما يجري في الجمعية العامة لا يحدث على المنصة، تعلمون أن الدول الأعضاء تلقي خطابات مطولة، ولكن العمل الحقيقي يكون في اللقاءات الثنائية خلف الأبواب المغلقة، نتوقع حضورا شخصيا كبيرا”. – (عواصم)