Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Apr-2017

صناعة العقول - د. تيسير عماري

 

الراي - بعد الاوراق النقاشية السادسة التي طرحها جلالة الملك والتي كان اخرها حول الدولة المدنية تأتي الورقة النقاشية السابعة والتي تتعلق بالتعليم وضرورة تطويره وتحديثه وهي ورقة هامة لأن التعليم هو جوهر تقدم الامم. أجمل ما رأيت بالورقة السابعة هي مطالبة جلالته بأن تكون مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا مصانع للعقول ولا يتحقق ذلك الا بمناهج دراسية تفتح ابواب التفكير العميق.
 
صناعة العقول هي التي اوصلت العالم الذي نعيشه اليوم من تقدم علمي وتكنولوجي وغيره ، صناعة العقول عندما تم تحرير العقول هي التي ادت الى اختراع الكهرباء والراديو والتلفزيون والانترنت والفيسبوك والسيارة والطيارة وغيرها كلها ادوات حضارية نستخدمها ولا نستطيع تصنيعها لأننا ومنذ عقود طويلة لم نحرر العقول لكي يتقدم الفكر ، فالتقدم الفكري هو اساس كل تقدم ان كان سياسيا او اقتصاديا او اجتماعيا او غيره ، وهذا حال كل الامة العربية وكل الدول النامية.
 
تطوير التعليم لمواكبة التحديث اصبح ضرورياً في الاردن واول الخطوات هو تعديل المناهج لكي نتخلص من اسلوب التلقين وننطلق الى اسلوب التفكير ونحرر مناهجنا من الموروث القديم الذي يريد البعض المحافظة عليه والامر يحتاج الى الشجاعة واتخاذ القرارات الصحيحة لكي نحرر عقول الاجيال بدل تجهيل العقول.
 
جلالة الملك يريد ان يتبوأ الاردن مكانة في مصاف الدول التي سبقتنا في هذا الميدان ويريد للاجيال القادمة ان تجد مكاناً في هذا العالم الذي يتطور بسرعة هائلة تقنياً وفنياً بدل ان تبقى مدارسنا وجامعاتنا تخرج الالاف من العاطلين عن العمل.
 
نريد اجيالاً تتسلح في قيم التسامح بعيداً عن الغلو والتعصب وفهم الاخر واحترامه نريد بناء مجتمع المعرفة وجامعات تصنع العقول المفكرة ومدارس مختبرات تكتشف فيها ميول الطلبة وتنمي قدراتهم وتصقل مواهبهم.
 
التغيير والتطوير هو مفتاح تقدم الامم ، تحرر الفكر بعد العصور الوسطى هو الذي قاد الامم المتحضرة الى ما وصلت اليه الآن أوصلته الى القمر وبعد عشر سنوات ستوصله الى المريخ.
 
لم يعد مكان للتوقف والرجوع الى الوراء احياناً ، وتقدم الامم اصبح سريعاً واللحاق به صار اصعب اذا بقينا مستمرين في سجن العقول بدل تحريرها.
 
الورقة السابعة من اهم الاوراق التي قدمها جلالة الملك للنقاش فهي جاءت من اجل بناء الاجيال لكي يجدوا مكاناً في العالم.