Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Oct-2014

محللون: "الأقصى" في كفة والسلام مع إسرائيل في كفة أخرى
الغد  - تغريد الرشق - اتفق محللون على وجود تصعيد دبلوماسي أردني غير مسبوق تجاه اسرائيل، نظرا لانتهاكاتها في المسجد الأقصى، وذهب بعضهم الى القول إنه لا يمكن لإسرائيل الجمع بين "استهداف الأقصى وعلاقة جيدة مع الأردن"، لأنها تنتهك الوصاية التاريخية والقانونية للأردن، ووصاية جلالة الملك عبدالله الثاني على الأماكن المقدسة.
وشدد هؤلاء في حديثهم لـ"الغد" على أن هذه الانتهاكات والقرارات ببناء مزيد من المستوطنات في القدس الشرقية، تفتح الخيارات أمام الأردن للتعامل مع الأمر، ومنها التلويح بمعاهدة السلام، واستخدام عضويته في مجلس الأمن، وهو ما حصل عند عقد جلسة طارئة للمجلس أول من أمس، بطلب من الأردن.
وفيما تتعرض إسرائيل حاليا لضغط وهجوم دبلوماسي غير مسبوق على مستوى العالم بأسره أيضا، فإن ذلك يعود لافتقاد الجانب الإسرائيلي للعقلانية واستجابته للرأي العام المتطرف أكثر من صوت العقل، وهو ما سيؤثر، إن استمر، على معاهدة وادي عربة، بحسب مراقبين. وفي هذا الصدد، يذهب الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي الى اعتبار أن "الأقصى في كفة ومعاهدة السلام في كفة أخرى"، وأن استمرار اسرائيل بسياستها الحالية في الأقصى، قد يؤدي بها الى "خسارة الأردن ومعاهدة السلام لأنه لا يمكن لها الجمع بين استهداف الأقصى وعلاقة جيدة مع الأردن".
وتابع الرنتاوي: إن الرعاية الهاشمية للأقصى عمرها تسعون عاما وأكدتها معاهدة السلام، وهي أمر واقع، لذا فان اسرائيل بانتهاكاتها "توجّه سهام حربتها للأردن ولقيادته"، وعليها أن تدرك أن رد الفعل لن يكون بإطار "المتوقع"، وأن الأردن قد يذهب الى المعاهدة، إذا لم تدرك اسرائيل أن كلام الأردن جدي وليس مزاحا عن الأقصى. وفيما لا يعتبر الرنتاوي أن المعاهدة هي الخيار الأول للتعامل مع اسرائيل، إلا أنه يؤكد أن الأردن لن يستطيع الدفاع عن المعاهدة في ظل هذا الهجوم.
واعتبر أنه لا يجوز لأحد أن يقلل من أهمية الغضب العميق الذي تشعر به القيادة الأردنية بهذا الصدد، وأن هذا سيترتب عليه مواقف وخطوات، ما لم ترتدع اسرائيل، فهي تثير غضب العالم ومن المهم الآن، "تحويل هذا الغضب الى مواقف وسياسات جديدة وضغوط تمارس على اسرائيل وتحميلها وزر انهيار عميلة السلام".
استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني، يرى أن ما يجري بين البلدين هو تصعيد دبلوماسي، ويذهب الى أنه "في السياق العام فإن الأردن غير راض عن اتجاهات إسرائيل تجاه عملية السلام"، يضاف الى هذا أنها في الفترة الأخيرة كثّفت من انتهاكاتها، وهي بهذا "عمليا تنتهك الوصاية الدينية للأردن". هذه الوصاية التاريخية والقانونية، يضاف إليها الاتفاق الأخير مع الجانب الفلسطيني على أن الملك عبدالله الثاني هو "الوصي على الأماكن المقدسة"، وبالتالي فإن الأردن أمامه خيارات، أولها التصعيد الدبلوماسي غير المسبوق الذي نشهده حاليا، نظرا لأهمية القضية.  ويدلّل المومني على هذا التصعيد بتصريحات الملك أولا، ومن ثم التصريحات غير المسبوقة لسفيرنا لدى تل أبيب وليد عبيدات في الاحتفال بذكرى المعاهدة في تل أبيب قبل أيام، والتلويح بخطر يتهدد الاتفاقية إن استمرت الانتهاكات، إضافة الى تصريحات وزير الخارجية ناصر جودة المستمرة حول الخيارات الدبلوماسية والتي تعبّر جميعا عن "اهتمام الأردن بالأماكن المقدسة وحجم الانتهاكات".
أما الى أين سيصل الأردن، فإن الخيارات مفتوحة بحسب المومني، ومنها اللجوء الى المعاهدة، إذا ما تعرضت المصالح الأردنية المباشرة لضرر.
وخلص الى أن اسرائيل تتعرض لضغط وهجوم دبلوماسي غير مسبوق على مستوى العالم وهي في أسوأ حالاتها، وأن الجانب الإسرائيلي افتقد العقلانية واستجاب للرأي العام المتطرف أكثر من صوت العقل وهذا له تأثير سلبي. الى هذا، اعتبر عدد من المحللين أن اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، التي مر على توقيعها 20 عاما، ستكون بالفعل "مهددة"، وأشاروا الى أن الأردن تجنب سابقا التلويح بالمعاهدة، إلا أنه وسط التصعيد الإسرائيلي بسبب استمرار البناء الاستيطاني اليهودي ومحاولة تغيير الوضع الديني لساحة في الحرم القدسي، فإنه أقدم على هذا التلويح، الذي لا يستبعدون أن يصل الى أكثر من مجرد تلويح.
وقررت إسرائيل أمس إعادة فتح المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة مع منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن خمسين عاما من دخوله، حسبما أعلنت الشرطة.