Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Mar-2019

لا تستوردوا حيوانات رومانية*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور-نصرة للقدس؛ قرر جلالة الملك عبدالله الثاني إلغاء زيارته لدولة رومانيا، حيث جاء القرار في أعقاب تصريحات رئيسة وزراء رومانيا فيوريكا دانسيلا، الأحد، عن عزمها نقل سفارة بلادها إلى القدس، وهي التي تحدثت أمام رموز اللوبي الصهيوني «الحاكم» فعليا في الولايات المتحدة، جين صرحت مسرورة بأنها وبصفتها رئيسة حكومة رومانيا ستنقل سفارة بلادها من تل أبيب الى القدس، التي وصفتها بأنها عاصمة اسرائيل..ضاربة عرض الحائط بالمواثيق والقرارات الدولية بشأن فلسطين وشعبها وأرضها ومقدساتها التي تقع في قبضة أطول وآخر احتلال في الكوكب الأرضي، متجاوزة على حقوق الأردن وموقفه الحازم تجاه القدس وحقوق الشعبين «الأردني والفلسطيني»..فأية منحة يقدمها المانحون تجاوزا على حقوق الشعب الفلسطيني، هي تعني في كثير من التفسيرات انتزاع حقوق أردنية ومنحها لشعب تمت سرقة أرضه.

الأسبوع الماضي؛ صرح جلالة الملك تصريحا مهما متعلقا بما يقوله بعضهم، أو يتجاهله بعضهم عن دور الأردن وواجبه وحقه في الوصاية على المقدسات، وتمسكه كذلك بحقوق الشعب الفلسطيني وبحل الدولتين المعروف، حيث قال جلالة الملك نقول لهم «كلَّا»، وقال أيضا كل شعبي معي بهذا الموقف.
لم يتقاعس الأردن ولم يتخل جلالة الملك عن واجبه ودوره في الوصاية على المقدسات وفي الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.. وما أود التأكيد عليه هنا هو ما أثبته الأردنيون دوما، فهم يدعمون الحق الفلسطيني في إقامة دولته، وبذلوا كل شيء وما زالوا يبذلون ويقدمون التضحيات، دعما للأشقاء الفلسطينيين، وحماية للأردن أيضا، فكل الخسائر التي تعرض لها الشعب الفلسطيني دفع الأردن ثمنها دون منة وما زال يدفع، وهو البلد الأول المهدد بأية تصفية لحقوق الشعب الفلسطيني لأنها ستكون على حساب الأردن، وهذا أمر ربما لا تفهمه دانسيلا وترامب وغيرهم..لكنها حقيقة، يكفينا نحن في الأردن وفي فلسطين أن نفهمها ونفعل كل شيء حتى لا تصبح واقعا، لا سيما بعد وعود ترامب المستمرة للدولة الصهيونية المحتلة بحقوق الآخرين، كالقدس عاصمة لإسرائيل وآخرها وعده لهم بالجولان السورية باعتبارها أراضي «يهودية» اسرائيلية.
الشعب الأردني الذي قال الملك بأنه كله معه في موقفه الداعم للقدس والمقدسات والحقوق الفلسطينية، يلتقط هذا الموقف الملكي الغاضب من رومانيا ورئيسة حكومتها، وأذكر الحكومة بهذه المناسبة بأنها عليها أن تعيد النظر في العلاقات التجارية المتبادلة مع رومانيا، لا سيما وزارة الزراعة، التي تسمح باستيراد «حيوانات» كالأغنام الحية واللحوم من رومانيا سنويا، وتزيد كلفتها عن مليار دينار من العملات الصعبة، واذكر ايضا بأن الميزان التجاري يميل لصالح رومانيا الى درجة كبيرة، فيجب أن يخرج قرار عن الحكومة بوقف كافة أشكال التعامل التجاري مع دولة ليست طرفا في الصراع الفلسطيني والعربي والاسلامي مع اسرائيل وأمريكا، لكنها أصبحت كذلك حين قامت بمثل هذا التصريح عن طريق رئيسة حكومتها، فيجب وقف التعاون التجاري بينها وبين الأردن وتقليله الى اقل حد، وصولا الى التخلي عنه نهائيا، إن أوفت دانسيلا بما وعدت به دولة الاحتلال الاسرائيلي المجرمة.
يجب ترجمة هذا الموقف الملكي بسرعة، فهذا ربما الموقف «المعلن» الأول من نوعه الذي يصدر عن جلالة الملك، وهو يكافىء ويترجم كلمة «كلا» التي قالها جلالته قبل أسبوع..
«كلا» أردنية واحدة تكفي، وهي ما يجب أن تترجمها الحكومة عمليا، ولتبدأها بإغلاق الطريق على الحيوانات الرومانية، مع الاحترام بالطبع للحيوانات وحقوقها، وعدم الاحترام لمن يعتدي على حقوق الآخرين ويدعم المعتدين عليها.