Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Feb-2020

«الصفقة» العجيبة وموقف الأردن منها*نايف القاضي

 الراي

بعد ثلاث سنوات من التصريحات والإشاعات والتسريبات ظهر الرئيس الأميركي ترمب على الملأ في إحدى قاعات البيت الأبيض ومعه رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته وبعض أركان الإدارة الاميركية بالاضافة الى عدد من الضيوف خصّهم الرئيس ترمب بالتحية وكذلك فعل نتانياهو حيث أعلن ترمب عن خطته المعروفة بصفقة القرن، والمتضمنة على حد تعبيره «حلاً واقعياً» لقيام دولتين إسرائيلية واخرى فلسطينية، مضيفاً ان الدولة الفلسطينية لن تقوم إلا وفقاً لشروط عدة بما في ذلك الرفض الصريح للإرهاب والعنف، وان تكون هناك عاصمة فلسطينية في القد? الشرقية مؤكداً أن القدس ستبقى عاصمة لدولة إسرائيل غير القابلة للتجزئة مع تجميد الاستيطان لأربع سنوات كي يحصل الفلسطينيون على دولة، وبين أن الخطة سوف تتضمن نقل السكان العرب الفلسطينيين في مناطق ما يسمى بالخط الاخضر الى سيطرة السلطة الفلسطينية بعد توافق الاطراف على تبادل الأراضي، وتنص الخطة أن تبقى القدس الموحدة عاصمة لدولة إسرائيل وستكون عاصمة الدولة الفلسطينية في المناطق الواقعة شرق وشمال الجدار الفاصل «جدار العزل» على ان تكون المناطق المقدسة في المدينة القديمة تحت الوصاية الأردنية.
 
وهناك تفاصيل اخرى ذكرها الرئيس ترمب وأضاف عليها الكثير الرئيس الإسرائيلي وكلها تؤكد أن الخطة العجيبة قد كتبت بيد إدارة نتانياهو، وبمساعدة رجال الإدارة الأميركية وعلى رأسهم صهر الرئيس ترمب المدلل وفريدمان سفير الولايات المتحدة الأميركية في إسرائيل، الذين قصدوا من وراء الاحتفال بإعلانها الوصول إلى ما يلي:
 
اولاً: إقصاء الطرف الفلسطيني من الحضور أو المشاركة وهو الطرف الأساسي في العملية وغيابه يعني أنه لا وجود لهذه الخطة الغريبة والبعيدة عن المنطق.
 
ثانياً: استغلال غياب الطرف الفلسطيني واتهامه برفض الخطة وفتح الباب أمام نتانياهو ليكون اللاعب الوحيد على المسرح والمدعوم من الإدارة الأميركية.
 
ثالثاً: التجاهل المتعمد للعلاقة التاريخية التي تربط الأردن بفلسطين مع التهديد بضم غور الأردن وأراض شمال البحر الميت ووضعها تحت السيادة الإسرائيلية.
 
رابعاً: لا تستند الصفقة الى أية مرجعية وخاصة قرارات الشرعية الدولية أو قرارات الأمم المتحدة أو الجمعية العامة أو مجلس الأمن أو القانون الدولي أو حتى اتفاقية أوسلو المعترف بها من الطرفين.
 
خامساً: عدم الاشارة الى اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية وتجاهل ذكرها تماماً مما يعتبر تهديداً للأمن الوطني الأردني واستخفافاً بالسيادة الأردنية على الاراضي والحدود الأردنية مع الضفة الغربية وفتح الباب لتهجير ابناء الضفة الغربية إلى الأردن وإحلال المهاجرين اليهود مكانهم.
 
وفي مقابل ذلك أعلنت القيادة الفلسطينية رفضها التام للصفقة العرجاء التي ساهمت باعادة الحياة للوحدة الفلسطينية والمصالحة، وذلك خلال الاجتماع الموحد للفصائل ومن ضمنها «حماس والجهاد» واستعدادهم للقاء توحيدي وتصالحي في غزة قريباً جداً، وهو أمر إيجابي في هذا الظرف العصيب الذي تمر به القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والأمة العربية، ومواجهة الخطة الأميركية الإسرائيلية لتصفية المشروع الوطني الفلسطيني.
 
وقد تكلل اجتماع الفصائل الذي انعقد في رام الله في نفس الوقت الذي أعلنت فيه الخطة في تحريك الشعب الفلسطيني واعلان رفضه الكامل للصفقة المشبوهة وتمسكه بالوحدة واستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على التراب الفلسطيني ورفضه التام للتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية الفلسطينية.
 
اما فيما يتعلق بالجانب الأردني فهناك اجماع كامل في الوقوف خلف جلالة الملك باعتباره المرجعية الوحيدة للشعب الأردني، والتأييد الصادق للموقف الأردني الذي أعلنه الأردن ملكاً وحكومة وشعباً بالوقوف الشجاع الى جانب الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه العادلة والمشروعة واقامة دولته الحرة المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام مع دول المنطقة على أساس حل الدولتين. ويأمل الأردنيون بتحقيق الوحدة بين الفصائل الفلسطينية باسرع وقت لأن استمرار الانقسام أدى الى اضعاف الموقف الفلسطي?ي وكذلك العربي والاسلامي وهي الحجة التي أتخذتها اسرائيل واطراف اخرى بأن اسرائيل لا تجد شريكاً لها في عملية السلام أو حتى التفاوض، ومن الضروري في هذه المرحلة أن يتحرك الفلسطينيون بإتجاه الإخوان العرب أولاً والمسلمين أيضاً من أجل مساندتهم ودعم موقفهم، وكذلك نحو الأمم المتحدة والهيئات والمنظمات الدولية وحتى داخل الولايات المتحدة وإسرائيل للدفاع عن حقهم في الوجود على أرضهم وتقرير مصيرهم مثل غيرهم من شعوب الأرض.
 
وسيجد الفلسطينيون كل الدعم والمساندة من اخوانهم الأردنيين الذين عبّروا عن وقوفهم الشجاع الى جانب اخوانهم في فلسطين واعتبارهم ان في الصفقة ما فيها من تهديد للأردن واعتداء على سيادته وأمنه الوطني، وأن ضم المستوطنات أو توسيعها ما هو إلا دليل على النوايا السيئة التي تقوم عليها إسرائيل في سياساتها الاستيطانية، وأن الهدف من ذلك هو إبعاد الفلسطينيين عن أرضهم عبر الأردن وإحلال المهاجرين اليهود ليحلوا محلهم، ولهذا فإن الأردن سوف يستمر بالسعي الصادق والجريء لتحقيق السلام الشامل والعادل الذي ترضى عنه شعوب المنطقة طبق?ً للشرعية الدولية والتعاون والتنسيق والاتصال مع المجتمع الدولي للتعامل مع المرحلة المقبلة، مع الرفض القاطع للنوايا الإسرائيلية المعلنة في الاستيلاء على غور الأردن والأراضي الواقعة شمال البحر الميت، مما يعتبره الأردنيون اعتداء سافرا على السيادة الأردنية وتهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة وخرقا صارخا لاتفاقية السلام الأردنية الاسرائيلية، وسيقوم الأردن بتشديد الإجراءات على حدوده للحيلولة دون هجرة ابناء الضفة الغربية وخاصة القدس إلى الأردن.
 
وعليه سيقوم الأردن أيضاً بالتحرك في المرحلة القادمة وبالتنسيق مع القيادة الفلسطينية والقيادات العربية والإسلامية من أجل دعم الموقف الفلسطيني ومطالبة المجتمع الدولي بضرورة الضغط على إسرائيل للانصياع للإرادة الدولية وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.