Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Nov-2019

أرواح المواطنين على كف عفريت*فارس الحباشنة

 الدستور

نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات وصور لباصات نقل عمومي في شارع الجامعة الأردنية تسير على طريقة المطاردات الجماعية وبسرعة جنونية، بدءا من جسر صويلح نحو دوار الداخلية، ومع تعليق ظريف تم تداوله «رالي باصات الجامعة».
كل يوم، وفي اوقات الذروة تشتعل شهية سائقي باصات النقل العمومي ليسجلوا أرقاما قياسية في زمن الرحلة من صويلح الى المجمع الشمالي ورغدان. صور لانتهاكات ومخالفات لا يصدقها العقل، سرعة جنونية وقطع للاشارات الضوئية، وهي تضيء ملتهبة باللون الاحمر المحظور مروريا.
مباريات غير معلنة بين سائقي باصات النقل العام، من يصل أولا، ومن يلتقط الراكب بسرعة، ومن يسجل رحلة باقصر زمن ممكن، تراهم بأم عينيك يلتقطون الركاب من جوانب الطرقات والباصات متحركة، ودون مراعاة لأدنى آداب وشروط السلامة المرورية، وبينها مئات من المركبات تموت قلوب سائقيها رعبا جرّاء الفوضى المرورية.
فوضى ربما وقوعها ليس محصورا بشارع الجامعة، فاينما أفردت نظرك في شوارع عمان، فحدث بلا حرج عن فوضى واستهتار، وهي مظاهر تعم ارجاء العاصمة وتخنقها.
عمان مدينة مطبوعة شوارعها بأزمة المرور، حقيقة لا يمكن تجاهلها أو حتى التغاضي عنها والتستر عليها، ولاسيما في فترتي الصباح وما بعد الظهر «وقت الذروة « تشتد الازمة، ويزداد استهتار سائقي النقل العام، زحمة لا توصف، تصاحبها فوضى، تترك سائقي المركبات كمن يموت وينتظر معجزة تعيد الحياة إليه.
لا يمتثل سائقو النقل العام للتوقف عند محطات الركاب للتنزيل والتحميل، مخالفات ترصدها بـ» أمِّ عينيك» ولا يكتفون بذلك، بل يقودون حافلات النقل بسرعة جنونية، وآخر ما يفكرون به أو يهجسون به مراعاة قانون السير ومراعاة سلامة الآخرين المرورية.
شارع الجامعة الأردنية تحوَّل قبل أيام الى ماراثون سباق بين حافلتي نقل عام، انطلقتا من بوابة الجامعة الأردنية الرئيسة ومرتا تتزاحمان عبر مداخل ومخارج الشارع لالتقاط ركاب مبعثرين في توقفهم على جنبات الشارع، حدة التسابق استعرت وكادت أن تتسبب بعدد لا محدود من الحوادث المرورية عند الاقتراب من دواري المدينة الرياضية والداخلية.
هذا المشهد المروري المرعب في شارع الجامعة الأردنية يحدث بشكل يومي، فوضى تلقي بظلالها على كل أركان الشارع، بدءا من صويلح وانتهاء بدوار الداخلية، تطالعك اختناقات مرورية دون أي سبب، لمجرد أن حافلة نقل عام أو تكسي توقف بغتة في قلب الشارع لإنزال أو تحميل راكب.
لا يخال اليك أن في شارع الجامعة الاردنية رجال سير ينظمون حركة المرور ويراقبونها، فكل ما تراه وأنت عالق في قلب الفوضى، هو فصل من فصول الفوضى الممتدة في شوارع عمان، وليس ثمة أدنى إرادة مرورية تلوح في الأفق لدى الجهات المعنية لوضع حدٍّ لتلك الفوضى المرورية المرعبة التي تغتال أوقات المواطنين وتهدد سلامتهم المرورية وتعرضهم إلى مخاطر لا تحمد عقباها.