Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Jan-2017

حتى لا يبقى دور النقابات رهينة للقوى السياسية؟!

 

كتب - طارق الحميدي
الراي - منذ بداية الربيع العربي وما رافقه من احداث داخلية وخارجية القت بظلالها على الحراك السياسي في الاردن وغيرت في المعادلة الداخلية على المستوى الشعبي والتي كان من أهم نتائجها تراجع زخم النقابات المهنية فيما يسمى بـ»العمل الوطني».
 
النقابات المهنية التي كانت ولسنوات طويلة قبلة العمل الوطني المسؤول، تعارض قرارات وتؤيد اخرى من أجل الوطن ، تعظم النجاح وتنتقد الاخطاء، قادت الشارع وحملت الهم الوطني وراية الدفاع عن الطبقة الوسطى فكانت خير من مثلها في أكثر المنعطفات صعوبة. 
 
هذا التراجع - المعروفة أسبابه - أضعف من حجم وتأثير النقابات المهنية وجعل منها تسير في الصف الثاني خلف تيارات سياسية وشبابية وتحاول اللحاق بها واستدراك سقوفها، لتجد نفسها أضاعت بوصلتها فهي لم تستطع تبني تلك السقوف التي لا تمثل السواد الاعظم من منتسبيها من جهة، كما أنها عجزت عن استقطاب منتسبيها ضمن خطة وطنية تعيد للنقابات ألقها من جهة أخرى.
 
ومن خلال المسيرات والاعتصامات وحتى الندوات التي نظمتها النقابات خلال الفترة الماضية يظهر بشكل جلي ضعف قدرتها على التحشيد كما في السابق حيث يقتصر الحضور على تيار بعينه في حين أن التيار الاخر من قيادات النقابات يستمر في الاحجام عن حضور معظم تلك الفعاليات.
 
وفي الوقت الذي يحتاج فيه الاردنيون الى حراك شعبي وازن ومسؤول ، وهو ما جسدته النقابات المهنية خلال عقود طويله، ظهرت تيارات خلال السنوات الماضية اخذت منحى متطرفا في معارضتها ما أدى الى اضعاف زخم الحراك الوطني وانسلاخه عن مطالب المواطن البسيط الذي لم تكن تلك الشعارات أو التيارات تمثله في أي حال من الاحوال.
 
النقابات المهنية مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بترتيب بيتها الداخلي وإعادة ضبط بوصلتها الوطنية في الاتجاه الصحيح وهو المأمول في فترة تسلم نقيب المهندسين الزراعيين المهندس محمود أبو غنيمة دفة قيادة مجلسها.
 
كما أن المطلوب اعادة بناء علاقتها بالاحزاب والتيارات الوطنية الاخرى ومؤسسات المجتمع المدني وهو ما تعمل عليه النقابات التي اعلنت عن اقامة ملتقى وطني للتباحث حول الاوضاع الاقتصادية التي يمر بها الوطن وتوجيه دعوة للفعاليات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وخبراء اقتصاديين وشخصيات وطنية بالتعاون مع تيار التجديد الذي يضم عددا من الاحزاب السياسية.
 
النقابات المهنية حاضنة مهمة للعمل المهني ورافعة من روافع العمل الوطني، والمصلحة الوطنية تقتضي أن يسمو اعضاؤها عن الخلافات الثانوية ليرتقوا ويطلعوا بدورهم في قيادة حراك وطني مسؤول يحتاجه الوطن اليوم أكثر من أي وقت مضى.