تغريد السعايدة

عمان-الغد-  في خطوة من جيل الشباب في الفن والإخراج السينمائي، وتكريماً للفن الأصيل الذي اربتط بالأجيال القديمة، قام المخرج السينمائي الفلسطيني نورس أبو صالح، بإخراج فيلم وثائقي تحت عنوان “عبده موسى، أمير الغزل والربابة”، والذي تم عرضه مؤخراً على قناة الجزيرة الوثائقية، ونال استحسان العديد ممن شاهد البرنامج بطريقة العرض والتمثيل والإخراج، عدا عن كونه خطوة تكريمية للفن القديم.

وفي نهاية أيار (مايو) الماضي، تم عرض الفيلم، للمخرج أبو صالح، والذي تميز عبر الأفلام التي يقدمها بدمج الواقع مع التمثيل، بحيث يتم سرد الوقائع بطريقة وثائقية، ولكن مع وجود ممثلين يحاكون تلك الأحداث بكل تفاصيلها، وهو الأسلوب الذي يجذب المشاهد في مثل هذه الأحداث، وبخاصة أن الفترة المخصصة لعرض الفيلم قد لا تتجاوز الساعة الزمنية، ولكنها يجب أن تحتوي على مختلف محتويات القصة، وبحاجة إلى إخراج متمرس في هذا المجال.

أبو صالح، قال لـ”الغد” إن “عبده موسى، أمير الغزل والربابة”، يتناول حياة فنان يعتبره الكثيرون “أيقونة التراث الأردني”، وعازف الربابة الأشهر، ولمع نجمه في فترة من الوقت في أعماله الفنية الغنائية، وتواجد في بعض المسلسلات التي كانت جاذبة للمشاهدين، وصوته العذب، وكلماته العامية المحكية البسيطة.

وأشار أبو صالح إلى أن الفيلم يتناول بدايات عبده موسى وتطوره في الغناء التراثي، واستخدامه بشكل فريد للربابة، التي أصبحت فيما بعد، ميزته الخاصة، وآلته التي يعرف بها وتعرف به؛ حيث قامت شركة “العناصر” للإنتاج التلفزيوني، لصاحبها إبراهيم أبو سلمى، بإنتاج الفيلم، وتصوير ياسر جلال وبروديوسر ياسمين الجمل.

كما وبين أبو صالح أن مشاهد التصوير تمت من الحياة البدوية الحقيقية، مضيفا “استمعنا لجلسات شعر بدوي على الربابة، ورافقنا في هذا حسين عبده موسى، الذي كتب نص الفيلم، واستعنا بالأرشيف الأردني، وقابلنا معظم من عاصر عبده موسى من فنانين عرب وأردنيين”.

ويعتقد أبو صالح أن تسليط الضوء على هذه القامات الفنية والأصيلة والتي تأثر بها لاحقا الكثير من الفنانين، والفرق الموسيقية الحديثة، يخلق حالة من التواصل الفني بين الأجيال ويؤسس لنهضة فنية حقيقية؛ إذ يعد عازف الربابة الأردني عبده موسى من الفنانين الذين أسسوا اتجاها فنيا غنائيا بدويا تبعه فيه كثيرون، والغناء البدوي الذي اشتهر به “هو ذلك الغناء الذي يخص المجموعات البشرية التي تقطن البادية والصحراء، وقد كان للصحراء أثر واضح عليه كفنان ابن بيئته ويظهر ذلك جليا في اللحن والإيقاع والآلات الموسيقية التي استخدمها”.

وكانت جمعية عبده موسى لإحياء التراث، أعلنت عبر العديد من المواقع عن توقيت عرض الفيلم قبل أيام من عرضه، ودعت كل من يرغب بمشاهدة الفيلم إلى متابعته، في خطوة منها للفت النظر إلى قامة فنية متخصصة في فن الربابة، وفي ذلك تأكيد للفخر بالفنان وفنه الذي لا يغيب عن الأذهان، وارتبط بحياة الكثير من المجتمعات العربية في وقتٍ سابق.

ويعد المخرج أبو صالح من المخرجين الذين تميزوا بطرح أفكار جديدة ولافتة في مختلف الأفلام التي يقوم بإخراجها وأداء بعض الأدوارها الرئيسية، كما في فيلمه الذي تناول قضية إضراب الأسير الفلسطيني محمد القيق، وقام بأداء دور الأسير القيق، عدا عن العديد من الأعمال الفنية التي تتمثل في الأفلام القصيرة، وشارك في زاوية الأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي مرتين قبل ذلك في العام 2011 بفيلم درامي قصير بعنوان “هدنة”، والعام 2016 بفيلم “القيق”، وهو صاحب الفيلم الذي عرض في العديد من دول العالم فيلم “معطف كبير الحجم”، والذي يتطرق فيه إلى تفاصيل الحياة في القضية الفلسطينية بمختلف جوانبها.