Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Feb-2020

فلسطين لا ينقصها رجالها*د. فايز الربيع

 الراي

البطولات الفردية التي سجلها شباب فلسطينيون بمفردهم، ودون تنسيق مع أية جهات رسمية، أمثلة يصعب حصرها، شاب لوحده يقتل أكثر من ١٢ عسكريا يهوديا، وآخر يقاوم كتيبة من أبرز جنود النخبة الصهاينة، وفي المقابل كانت المدارس تفتش فجأة لضمان عدم وجود سكين، بين أيدي الطلبة، يذكرنا ذلك بفترة الانتداب البريطاني، والتي كان الثوار يمولون أنفسهم بالأسلحة، مع رديف من إخوانهم الأردنيين، أما غزة فهي قصة صمود أخرى، سنوات من الحصاد والتجويع ومنع حتى الحديد الذي يمكن أن يصنع منه سلاح، وكان التنسيق الأمني قاصمة الظهر، وهو موجه إلى ?ل من يقوم بالمقاومة أو تسّول له نفسه المقاومة، والدول العربية تخلت عن دورها في الإسناد ولا أقول في القتال في ظل ميزان القوى الدولية، وسيطرة الدول الكبرى على مفاصل القرار وتوجيهه نحو عدو آخر أصبحت البوصلة فيه نحو إيران بدلاً من إسرائيل، وبغض النظر عن الأخطاء الإيرانية، ورغبتهم في السيطرة أو التوسع أو التحكم في مفاصل القرار بأربع دول عربية، انتفضت فيه العراق اخيراً، وقال شبابها لا للسيطرة الأميركية أو الإيرانية، نعم لاستقلال القرار العراقي، أقول بعد كل هذه الجولات من المفاوضات وبعد «أوسلو» وما تبعها، وبعد كل?هذا الضياع للجهد والوقت، يبقي المشروع الصهيوني، مستمراً في اقتلاع الأرض وتمخض أخيراً عن رغبة جامحة في ابتلاع ما تبقى من فلسطين، وتكريس يهودية الدولة، وربما يكون القادم أسوأ من رغبة في الحصار وربما الطرد بأساليب مختلفة، أمام كل ذلك، ما هو الحل.
 
جميل أن تجتمع الدول العربية، وأن تصدر بياناً على استحياء، وكان الموقف الأردني الفلسطيني، أكثر وضوحاً وصلابة، هل سيبقى هذا الموقف أعزلاً من عناصر القوة التي ستدعمه.
 
ربما الوحدة الفلسطينية هي مدخل للمواجهة، في الداخل، أما فلسطينيو الخارج فلا يكفي أن يصدروا بيانات الرفض أو الاستنكار أو الخروج في مسيرات حتى على مستوى العالم، لا بد من إعادة خلط الأوراق، وكما نسي العراقيون المذهبية والطائفية والحزبية، يجب أن ينسى الفلسطينيون ذلك، وأن يبدأوا بتشكيل جبهة وطنية عريضة في الداخل والخارج، وبما أن الفلسطينيين يملكون المال على مستوى العالم، فلا بد من تشكيل نواة صندوق دعم للفلسطينيين في الداخل، يقدم لكل من يتصدى للمقاومة ولتعزيز الصمود ولا ينتظرون المال العربي الذي نعرف جميعاً من ي?حكم به وكيف يصرف، ويستغلون الآن الموقف الأردني الرافض وكذلك الموقف الفلسطيني، وتحول هذه الأموال بكل الطرق الممكنة للفلسطينيين في الداخل سواء في الضفة أو القطاع، و يترك لهم حرية التصرف بها، وربما تكون اللجان المشكلة في فلسطين جسماً يمكن التعامل معه، مثل لجنة المبادرة الفلسطينية، وصندوق الأسرى، والتكافل، ولا نقول أن هذه الأموال ستقوي الفصائل، فلنترك كلمة الفصائل على حدة، لأنها يجب أن تتوحد في جبهة واحدة، وللحديث بقية.