Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Jan-2020

التطورات في المنطقة والموقف الأردني*صدام الخوالده

 الراي

ليس أهم من حدث تصفية الجنرال الإيراني قاسم سليماني ومن معه من قيادات في الحشد الشعبي العراقي وعلى الأرض العراقية إلا مراقبة التطورات التي تتوجه الانظار إليها فهي نتاج طبيعي لحجم الحدث ولعل كل من يراقب التطورات ومن يحاول توقع مصير الأزمة في قادم الأيام يدرك كمية المجهول الذي من الممكن أن تجر اليه المنطقة برمتها وانعاكساتها في المشهد الدولي بكثير من القضايا اقليميا ودوليا وعربيا وانتهاء بحجم الأثر على دولة مثل الأردن.
 
موقفنا سياسيا اعتقد ان اتصال جلالة الملك بالرئيس العراقي وتاكيده على حرص الأردن الدائم على الحفاظ على أمن العراق واستقراره وضرورة بذل كل الجهود اللازمة لتجاوز التوتر وحماية العراق وشعبه بكل مكوناته وتجنيب المنطقة والعالم أي تهديد للسلم والاستقرار حيث تعبر رسائل الملك في هذا الاتصال عن الموقف الأردني ومنطلقات السياسة الخارجية للاردن والتي يقودها جلالته تجاه الأزمة وهي رسالة متوازنة سياسيا رغم أن كفة العلاقات استراتيجيا تميل لصالح الولايات المتحدة الأميركية وفي كثير من القضايا في مقدمتها التحالف الدولي للحرب على الإرهاب في العراق وسوريا.
 
ما ندركه جميعا على الساحة الداخلية ان التخوفات من اي أزمات جديدة في المنطقة من حولنا لها كلفة اقتصادية كبيرة علينا في ظل أوضاع مالية صعبة اصلا على الأردنيين الذين استبشروا بانفراجات اقتصادية تتعلق بالبوابة العراقية وتحديدا في العام الماضي حيث اتجهت الامور للاستقرار قبل الانفجارات الشعبية الأخيرة وصولا إلى مقتل قاسم سليماني وقيادات الحشد الشعبي بأمر من الرئيس الاميركي ترمب.
 
حالة الترقب لما ستؤول إليه الأمور قد تبقي المنطقة وشعوبها بحالة انتظار مزعجة فذلك يعني فقد الاستقرار وكلا طرفي الأزمة لديهم من المعطيات ما يقود إلى تصعيد مجنون في المنطقة والعالم ومما لا شك فيه فإن أي تصعيد قادم قد يكون على أراض عربية أو بادوات عربية والابعد من ذلك حالة الانقسام الذي تعززه هذه الأزمة عربيا والمحاور القديمة الجديدة.
 
على الساحة الداخلية وفي المشهد السياسي لدينا، هل ستؤثر اي تطورات قادمة في المستقبل القريب في خيارات تتعلق باستحقاقات اجراء الانتخابات القادمة في موعدها وهل ستعجل هذه التطورات برحيل الحكومة والنواب ام ان ذاك سيكون سببا لتاجيل الانتخاب والتمديد للحكومة والنواب معا بحكم اضطراب الأوضاع في المنطقة ان كان هناك تصعيد بين طرفي الأزمة وبكل الأحوال اعتقد ان اي قرار بشأن ذلك لن يحسم حتى ينتظر مآلات الامور الى اين لأن الأثر كبير ان تم لا قدر الله ويحتاج إلى قيادات بخصائص أخرى لقيادة البلد.
 
ختاما على الصعيد الأمني والعسكري فإن الأردنيين يجمعون أن الساحة الأردنية ستظل نظيفة ومحمية بهمة وعزيمة جيشنا العربي وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية بقيادة جلالة الملك ومن خلفه شعب يؤمن بهذه القيادة ويتحد معها دوما.