Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Dec-2017

القُدس في قلوب الأردنيين - د.هيثم إبراهيم عريقات

 الراي - كانَ لكلٍ منّا ردّة فعل خاصّة على خطاب الرّئيس ترمب، الذي اعترفَ الأسبوعَ الماضي بالقدس عاصمة لدولة الإحتلال الإسرائيليّ، والذي وقّع في نهايته قرارًا بنقل سفارة بلاده إلى القُدس، وتبايَنت هذه الرّدود واختلفت، سواءٌ أكانت الرّدودَ التي عبّر عنها الشّارع الشّعبي في شتّى أنحاء العالم، أو المواقف والتّصريحات السّياسيّة التي عبّر عنها القادة والساسة في مختلف الدّول العربيّة والعالميّة.

 
الأردنيون؛ (أشِقاؤنا، وأخوالُنا وأعمامُنا) هم الأقرب لنا على الدّوام، وعمّان هي شريان القُدس النابضِ دومًا، فهي التي تشارك القدس شمسها وهواءها، لهذا لم تَكن ردّة الفعل الشّعبية الأردنيّة غريبة على أصلِ طيبهم، ومنبتهم، ففورَ صُدورِ القرار تحرّك أشقاؤنا في الأردن بالطرق السّلمية–التي نُرحب بها -؛ ليعبّروا عن عدم قبولهم، واستيائهم من القرار الذي أصدره الرّئيس ترمب، وليوصلوا رسالةً للعالم أجمع أنّ القدس عربيّة، وستبقى عربية، وأنّ هذا موقف الشّعوب العربيّة قاطبةً، فردة الفعل الشعبية بمختلف أشكالها–أكانَت على الأرض، أو من خلال مواقع التّواصل الإجتماعي–ما هي إلا رسالة قويّة من الشّعب الأردنيّ بأنّ الهمّ الفلسطينيّ همنا الأوّل، وأنّ القُدس قُدسنا، ولن نسمح لأحدٍ المساسَ بِها.
 
ولم يكتفِ الأردنيون بالرّدود التّقليدية، فقد شاهَدنا واستمعنا أمس ما قاله الكابتن الطّيار « يوسف الهملان الدعَجَه»، والذي أحبّ أن يعبّر عن عِشقه للقدس بطريقته الرائعة، وليؤكّد للجميع وهو في طريقة للولايات المتحدة الأميركية بأنّنا جميعًا سفراء للقدس، وكلّنا نقف صفًا واحدًا لحمايتها، فما كان مِنه إلّا أن أعلنَ عبر جهاز الصّوت في الطائرة عن خريطة مسار الرّحلة، والتي ستمرّ عبر القُدس الشّريف عاصمة دولة فلسطين، وستمرّ فوق السّواحل الفلسطينيّة.
 
إنّ ردّة الفعل الأردنية الشعبية ما كانت إلا لتدلّ على طيب أصلهم، ومدى ارتباطهم بالقدس، وفلسطين، وأهلها، وما كانت ايضًا إلا من خلال شعورهم بدعم رأس الهرم في البِلاد لهم، حيث عبّر جلالة الملك عبد االله الثاني حفظه االله ومن صفحته الخاصة على تويتر عن موقفه تِجاه ردّة فعل أبناء شعبه، فكتب: «الأردنيون هم على الدوام نبضُ هذه الأمة، وما أظهروه اليومَ من مشاعرَ جياشةٍ تجاه القدس، قضيتنا الأولى، بتلاحم وتآخ لا مثيل لهما، يعكسُ مقدار شموخِ شعبنا ورقيّه، وهو مصدر فخر لي ولكلّ عربي، حفظ االله الأردنّ وشعبه درعًا وسندًا لأمتنا وأبنائها»، جلالة الملك كالعادة وهو الأقرب لشعبِه، وعندما يتعلّق الأمر بالقدس يكون بين أبناء شعبه في الميادين السّلمية، ليقول لا لأيّ مساسٍ بالقُدس، وكما عهدناه في مواقفه يكون السّند والعون، ويقود الجُهود العربيّة والعالميّة لحماية معراج جدّه المصطفى (صلى االله عليه وسلم)، فكيف لا وتاريخ المدينة ارتبط بأجدادِه، ودماء جدّه سالت على باب مَسجدها، ومقامُ شريف العُروبة، وقائد نهضتها شامخٌ مرابطٌ في ساحاتِها، وهو مَن منحة االله – تعالى- أن يكون صاحب الوِصاية الأجلّ على هذه المّدينة المقدسة.
 
* كاتب من القدس الشريف
haithamibraheemk@gmail.com