Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Feb-2020

فلسطين والأردن في خندق مواجهة وإسقاط صفقة القرن*علي ابو حبلة

 الغد

وحدة الموقف الأردني الفلسطيني له دور كبير في إسقاط كافة المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتستهدف الأمن القومي الأردني، حكومة الاحتلال تحسب ألف حساب للموقف الأردني ورد الفعل الفلسطيني من عملية ضم الأغوار وشمال البحر الميت والمستوطنات وتتحسب من ردود فعل أردنية غاضبة.
الرئيس الأمريكي ترمب أخذته العزة بالإثم حين غرر به لإعلان صفقة القرن، ظنا منه أن اسمه سيسجل في سجل العظماء من الرجال والزعماء حسب ما غررت به الصهيونية العالمية والايباك الصهيوني، وبحسب معتقداته الدينية ظنا منه انه يمثل قوانين الكنيسة في العصور الوسطى والسلطة البابوية وأن قراراته ستتحول الى قوانين ملزمة للعالم بصك البابوية التي يمثلها، وبات الواجهة السياسية للانجليكيين المتصهينيين، لذلك طرح مشروعه الكارثي الأخير حول القضية الفلسطينية. ويدرك من يخبر السياسة الامريكية أن مشروع صفقة القرن إنه مشروع لا يحمل مقومات النجاح أو البقاء، وأن المشروع ولد ميتا. فالعالم يدرك أن أية مبادرة لحل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن تحظى برضا وقبول الطرفين، وإلا فلا مجال لحل الصراع بطريق الفرض الأحادي الجانب.. الأردنيون والفلسطينيون بتنسيق المواقف بينهم، أعلنوا رفضا مطلقا لما أسمته واشنطن «صفقة القرن» واعتبروها «لعنة» او «صفعة» ورفضوا بنودها جملة وتفصيلا.
ترمب لم يتعلم من دروس التاريخ الماضي والحديث، ويعتقد أن القوة المادية والسياسية وحدها قادرة على حسم الصراعات خارج أطر العدالة ومنطق التراضي. فمشروع صفقة القرن يطالب الفلسطينيين ببنود مرفوضة بالمطلق فلا يمكن: التخلي عن أرض فلسطين التي مضى سبعة عقود على نضال الشعب الفلسطيني من اجل تحريرها. ولا يمكن الاعتراف بكيان الاحتلال بدون قيد أو شرط، ولا يقبل الفلسطينيون والأردنيون الإذعان لما يسمى يهودية ألدوله، وان تجاهل صفقة القرن القرارات الدولية التي صدرت منذ التقسيم وفي مقدمتها القرار 181، 242 و338 والانصياع لقرارات ترامب وحده.
إن إقرار القرارات الأمريكية الأخيرة بما في ذلك اعتبار القدس عاصمة لـ «إسرائيل» والاعتراف بشرعية ضم الجولان لهذا الكيان وإقرار المستوطنات التي بناها الإسرائيليون في الضفة الغربية وقضمت 60 % من الضفة الغربية، والقبول بسيادة الكيان الإسرائيلي على غور الأردن ليكون فاصلا بين الضفة والأردن جميعها قرارات مرفوضة ولا يمكن التسليم بها والتعامل معها والإقرار بما تضمنته خطة صفقة القرن المجحفة.
إنها حقا «صفعة القرن» وهنا يسجل للفلسطينيين والأردنيين موقفهم الرافض لجريمة الاعتراف بالاحتلال وإقرار جرائم التهجير والتهويد والاستئصال والتوطين ورفض القرارات الدولية واستبدالها بقرارات أمريكية جائرة.
إنها واحدة من أكثر الحقب التاريخية إيلاما وأشدها وقعا على النفس وتحديا للمشاعر، وتعبيرا عن سقوط قيمي وأخلاقي وسياسي يكرس تراجع الأمة وتهميشها ومنع نهوضها. فالنهضة هنا مشروطة بالالتفاف حول قضية محورية وهي القضية الفلسطينية. وعلى مدى العقود السبعة الماضية كانت فلسطين هي محور الالتقاء العربي والإسلامي. واستمر ذلك حتى تراجع البعض عن موقفهم، وغلبت عليهم الصراعات وتحريف للصراع عن أولويته وبات الكيان الإسرائيلي مقبولا والتطبيع مع هذا الكيان هو الاولوية حتى لو كان على حساب القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية وعلى حساب الأمن القومي الأردني، تغيرت موازين القوى في العالم العربي لغير صالح قوى التحرر وبات السمة المميزة الصراعات العربية الفئوية والطائفية والمذهبية.