Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Jun-2021

فككوا بؤرة “أفيتار”

 الغد-هآرتس

 
بقلم: أسرة التحرير
 
يعرف إخلاء بؤرة افيتار كعبوة ناسفة، تربض على عتبة رئيس الوزراء نفتالي بينيت. ويزعم أنه إذا ما قرر إخلاءها فسيتبين أنه خائنا لقيم ناخبيه والموالين له، وإذا ما امتنع عن ذلك، سيعد خارقا للقانون، هو ليس سوى رسول للمجرمين الذين أقاموا البؤرة.
المعضلة السياسية لا تحتاج تفسيرات. هذه حكومة جديدة ترتبط بروابط هزيلة من شأنها أن تتمزق مع كل لمسة غير حساسة. كل عمل تتخذه يتحول على الفور إلى اختبار مصيري. في هذه الأثناء اجتازت الحكومة الجديدة بحكمة اختبار غزة ومسرحية العبث التي تسمى رقصة الاعلام.
إن اخلاء افيتار أبسط بكثير لأنها تقوم على أرض قانونية مستقرة ولا حاجة لأن تثير علامات استفهام على الإطلاق. صاحب السيادة في المنطقة، قائد المنطقة الوسطى أصدر بحكم صلاحياته أمر تحديد للبؤرة، وهو أن كل المباني التي توجد داخل المنطقة المحددة غير قانونية، ويجب إخلاؤها ولقائد المنطقة توجد الصلاحيات لاستخدام القوة لتنفيذ الأمر. ادعاء الرئيس السابق بنيامين نتنياهو أن الأمر صدر بدون صلاحيات وتفعيله يتطلب مصادقة رئيس الوزراء، هو ادعاء كاذب.
وزير الدفاع، بيني غانس، الذي توجه إليه نتنياهو بطلب تعليق الإخلاء حتى استيضاح مكانة الأرض التي أقيمت عليها البؤرة غير القانونية، أجابه كما يجب: “لا توجد أي تعليمات في القانون تقرر أن إصدار أمر التحديد في منطقة الضفة يتطلب مصادقة رئيس وزراء”.
تؤكد الإدارة المدنية هي الأخرى أن المباني في البؤرة أقيمت بشكل غير قانوني، بدون التراخيص اللازمة لذلك. بمعنى أنها أقيمت بدون قرار من مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة وبدون مخطط هيكلي خاضع للتسوية. من هنا فإنه لم تعط للجمهور إمكانية رفع الاعتراضات.
والمعنى هو أنه حتى لو تبين أن الأرض ليست خاصة، وهو ادعاء يطرحه المستوطنون، فإن إقامة البيوت، شق الطرقات، الربط بالكهرباء وباقي أعمال البناء التي تمت حتى الآن في الموقع هي مخالفات جسيمة، تفترض قبل كل شيء إزالة المباني وإعادة الوضع إلى سابق عهده.
يجب أن يفحص أيضا لماذا يتلبث الجيش الإسرائيلي ولا ينفذ فورا الأمر الذي هو نفسه نشره، حتى لو كانت الشرطة تعيش في ضائقة قوى بشرية يصعب عليها تنفيذ الأمر بذاتها.
الصاروخ المتفجر الذي فكر نتنياهو بدفنه للحكومة الجديدة يميز كل طريقه الملتوية والحيل التي استخدمها كي يخدم مصالحه ويثبت أن الحكومة والدولة بدونه لا يمكنهما أن تعيشا. أما بينيت، الذي يعرف جيدا المتهم بالجنائي ونجح في إسقاطه فيتعين عليه أن يعطل أيضا هذا العائق الخطير. بداية عليه أن يفكك البؤرة.
هذا لن يكون خنوعا سياسيا، بل طاعة للقانون.