Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Mar-2018

لوحات "فنانات وألوان" تزهو في البيت التراثي

 

منى أبو صبح
 
عمان-الغد-  قدمت ست فنانات أردنيات لوحاتهن في معرض "فنانات وألوان" في جاليري "نوفة" المقام في البيت التراثي الكائن في المنطقة القديمة والعريقة في جبل عمان.
اشتغلت الفنانات في كل صنوف الفن التشكيلي من رسم وجرافيك ونحت، ففي الرسم قدمت الفنانة فاديا عابودي أعمالها الزيتية وبألوان الاكريليك مواضيع تخص المرأة والموسيقى.
أما الفنانة مها محيسن فقد رسمت الطبيعة الخاصة، وبلغتها اللونية الخاصة، مستخدمة أدوات مختلفة مثل السكين والخيوط والرمل.
ومزجت الفنانة آمال جلوقة، بين المواد المختلفة والرسم، وقدمت الإرث ورقصات وحكايات الأجداد الشركسية.
وفي الجرافيك، قدمت سحر قمحاوي، أعمالا بالحفر على الزنك تحديدا، واشتغلت على تدرجات الألوان للطبيعة، وحفرت بالابرة والاحماض تعابير الوجوه المتعبة.
وفي المجال نفسه، قدمت الفنانة نعمت الناصر، مجموعة أعمال محفورة على خامات عديدة ومتنوعة، منها الزنك والخشب واللينو، وتنوعت مواضيعها التعبيرية بين الإنسان وهمومه والطبيعة وتشكيلات تجريدية بحتة.
في النحت قدمت الفنانة نجاح عبيدات بيديها الناعمتين تماثيل حجرية بيضاء تمثل نساء بأوضاع مختلفة بطريقة تعبيرية، وبإزميلها أظهرت قوة تحكمها وتمكنها من هذه الخامة، رغم قسوة الحجر وصلابته.
وتؤكد الفنانة آمال جلوقة، في لوحاتها، أن الفنان يعكس خبراته البصرية والحسية، ويترجمها بأعمال ذات شقين؛ بصرية لها علاقة مع المحيط البيئي، وأخرى تترجم دواخله الإنسانية، مبينة أنها في هذا المعرض شاركت بأعمال حفرية ومائية تحكي تراث أجدادها القفقاسيين بما حملته من موسيقى لها امتداد مع الحاضر.
الفنانة فادية عابودي، تقول: "تلتقط أعمالي في الغالب روح المرأة الأنثى في أكثر لحظات الراحة أو الهدوء النفسي، وهي مسحورة بالموسيقى كعازفة أو راقصة أو مستمعة أو تشارك أترابها بحوار، مستخدمة ألوانا تتأرجح بين الترابية الدافئة والمضيئة النابضة بالحياة والفرح وطيب العيش".
ووصفت نجاح عبيدات أعمالها، بالقول: "نهز أساس وجذر الجمود، ونلوي عنق الصخر الحاد في سهول الحياة، لنغير الصمت للجمال، والغياب للحضور، والرؤى والأحلام لحقائق وكنز ضائع لقصص صامتة فيها السر والبوح، لإزميل ينقش ويبث الإحساس في جمادات اللحظات، ينقش فتنسكب سحرا بالقلوب بلورات وأحجار".
وتذهب إلى أنه من القسوة تتولد الرقة والانحناء، فالنحت بوح صامت، ووجع لا صوت له، بصدقه يغني عن آلاف الكلمات، وللخامات الصلبة قدرة على تجسيد العواطف والأحاسيس تبدع بحرية تظهر زخم الأفكار، تكون جملا فنية معبرة عن حالات مختلفة، تحمل رسائل خاصة بلا كلمات تحمل شجاعة الحذف.
وتشرح سحر قمحاوي محتوى أعمالها، بالقول "تمتاز الطبيعة في الأردن بالتنوع الجغرافي (جبال، صحراء، غابات، وديان...) هذا ما دفعني لإعداد أعمال جرافيكية باستخدام الحفر الغائر على معدن الزنك، ومعالجة هذه الأعمال بالأحماض ثم طباعتها باستخدام آلة الضغط ومن ثم إعطاؤها أرقاما تميزها عن غيرها من الأعمال الفنية الأخرى.
وتلفت إلى أن العمل الجرافيكي علم يحتاج الى دراسة وتخصص، فقد حصلت على درجة الماجستير بالفنون الجميلة تخصص جرافيك العام 1981، والبكالوريوس العام 1979 من ولاية نيوجرسي، الولايات المتحدة الأميركية.
أما مها محيسن، فتقول "في أعمالي هاجس الطفولة بألوانه الوردية وأزهاره البرية تأسرني حرارة الصحراء ونسيم الربيع، أمارس بألواني عبثية الطفولة.. وشغف الناس للعبادة في العتمة.. وحرية الأسير في المروج الخضراء.. ليوقظني حلم الغد.. بمخاوفه وأسراره.. وألمه.. ولادة.. وموت وما بين البينين فراغ.. أحاول ملء الفراغ بضربات لون وسكين.. لعل من يراني يقول كانت هنا.. وكانت هنا.. وكانت هناك.. لعلني في لوحتي أترك طبيعتي التي لم يألفها غيري.. وتلك طبيعتي".
الفنانة نعمت الناصر، قالت: "أتنقل بمزاجية متقلبة بين موضوع وآخر، ويشغلني الهم العام فأتفاعل معه وأتابعه، لذلك ينعكس هذا الهم الإنساني على شخوصي المتعبة في أعمالي، بطبيعتي أملّ من التكرار والرتابة وأحب التغيير باستمرار؛ لذلك لا أستطيع أن أقدم مجموعة أعمال لها سياق واحد، في كلّ عمل أنا نعمت جديدة".
وتشير إلى أن ما يجمع أعمالها هو أنها غرافيكية وبالأبيض والأسود، "فالغرافيك هوسٌ ومرض لا أستطيع التخلص منه، أحب الحفر فهو يفرّغ كلّ الطاقة السلبية بداخلي عندما أقوم بجرف مساحاتٍ من الخامة التي أحفرها بأدواتي الحادّة"، منوهة إلى أنها قدمت أعمالا جرافيكية ملونة، وهذا "هو جديدي في هذا المعرض".