Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-May-2017

أقوى حزبين في الأردن - د. تيسير عماري
 
الراي - يوجد عندنا في الاردن 50 حزباً مسجلاً في وزارة الداخلية ووزارة التنمية السياسية كل حزب يتقاضى سنوياً 50 الف دينار وهناك 25 حزباً في طريقها الى الترخيص يقدر عدد المنتسبين الى الخمسين حزب 35 الف مواطن لا يتجاوز عدد الشباب المنتسبين للخمسين حزباً 10 الاف شاب في حين ان نسبة الشباب في المجتمع الاردني هي الاعلى..
 
الحزب الوحيد المسجل من ضمن الخمسين حزب الذي يستطيع ايصال عدد من النواب هو جبهة العمل الاسلامي ، في حين ان الاحزاب الباقية لا تستطيع ايصال اي نائب إذن وفي المحصلة النهائية لا توجد عندنا احزاب حقيقية لها قواعد شعبية لنقول ان لدينا احزاب تشارك في صنع القرار لكي نصل الى الحكومة البرلمانية وتبادل السلطة التنفيذية كما هو معمول في الدول المتقدمة سياسياً.
 
نعود الى الشباب فهم الاكثرية في المجتمع الاردني وهم جيل المستقبل يوجد لديهم حزبان عدد المشجعين والمتابعين والمهتمين بهما (اي الحزبان) كبير جداً يتابعون ادق التفاصيل بهما وينتقدون اداء كل حزب بموضوعية واتقان الحزبان هما حزب ريال مدريد وحزب برشلونة !! في العاصمة لوحدها عدد الشباب المنتمين الى الحزبين يفوق مئات بل الاف الشباب المنتمين الى الاحزاب المرخصة في وزارة الداخلية.
 
لو قام شباب الحزبين بتسجيل احزابهم وخاضوا الانتخابات لحصلوا على مقاعد تفوق مقاعد جبهة العمل الاسلامي.
 
لماذا وكيف وصلنا الى ذلك ؟! الاجابة تحتاج الى شرح طويل لا يمكن لمقال واحد تفسير هذه الظاهرة وهي عزوف الشباب عن المشاركة في الاحزاب السياسية وهي ظاهرة عامة غير مختصرة على الشباب وحدهم فالكل بأستثناء الخمسة وثلاثين الف المسجلين في الاحزاب الخمسين غير معنيين بالاحزاب وهم الغالبية الذين يزيد عددهم عن ستة ملايين مواطن.
 
هل لم نتقدم بعد فكرياً وثقافياً كما تقدمت الشعوب الاخرى المتقدمة في موضوع العمل الحزبي ؟! من وجهة نظري نعم لم نتقدم بعد نحتاج الى بناء اجيال لكي نصل الى ما وصلت اليه الدول الاخرى ، لا زلنا نعتمد على العشائرية والجهوية والفئوية وغيرها حتى ما يسمى بالمثقفين والمتعلمين يعودون الى العشائرية وغيرها في مناسبة الانتخابات.
 
هذا من جانب ، اما الجانب الاخر فعلى مؤسسات الدولة اعادة النظر بالعمل السياسي الحزبي من خلال ايجاد قانون جديد للانتخابات وقانون جديد للاحزاب.
 
الاردن لا يحتاج الى خمسين حزب وربما سيصبح العدد خمسة وسبعون حزباً ، فجلالة المغفور له الملك الحسين كان يقول كثرة الازدحام تعيق الحركة وجلالة الملك عبدالله الثاني قال اكثر من مرة ان الاردن يكفيه ثلاث احزاب برامجية اقتصادية واجتماعية حزب يميني وحزب وسطي وحزب يساري.
 
رؤية وتطلعات جلالة الملك هي الصحيحة وهي الطريق الوحيد والصحيح لنصل الى مستوى الدول المتقدمة وهي الاساس لبناء مجتمع متقدم فكرياً وسياسياً ، من يبني فوق هذا الاساس؟! الجواب ليس عندي.