Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Jan-2018

التغلغل الاسرائيلي في افريقيا - احمد ذيبان

 الراي - ما الذي يجعل دولة مغمورة مثل غواتيمالا ، تنحاز الى اسرائيل وتقرر نقل سفارتها الى مدينة القدس، وتستخف بمشاعر نحو ( 3.1مليار) مسلم ، بضمنهم أمة عربية تضم300 الف نسمة تمتلك إمكانات هائلة !

الجواب ببساطة هو حالة الانهيار العربي، وتشتت العالم الاسلامي.. صفق العرب لقرار الجمعية العامة ، الذي رفض قرار الرئيس الاميركي ترمب، باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني بأغلبية 128 صوتا ، واعتبرنا ذلك نصرا سياسيا لنا ، وهزيمة دبلوماسية لواشنطن ، لكن على أرض الواقع اسرائيل تحقق نتائج عملية ، وتتواصل مع عشر دول لنقل سفاراتها ، مستثمرة المناخ السياسي الناتج عن قرار ترمب ، وحسب مصادر دبلوماسية إسرائيلية أن بين تلك الدول :»هندوراس والفيلبين ورومانيا وجنوب السودان « ، وبالاضافة الى الدول التي صوتت مع قرار ترمب،لا يجوز تجاهل امتناع 35 دولة عن التصويت، وذلك يعني موافقة ضمنية على الموقف الاميركي.

 
وفيما تتواصل الحرائق في الجسد العربي، وتنشغل الحكومات بالتآمر على بعضها ، والإمعان في حبك المكائد السياسية وإضاعة الفرص، وهدر أموال هائلة في حروب بينية وأهلية ، قررت اسرائيل إنشاء صندوق مساعدات للدول من أفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية وجزر المحيط الهادئ ، مقابل التصويت لصالح إسرائيل في الأمم المتحدة». وينوي نتانياهو إدراج المشروع في الميزانية العام 2019.
 
ومقابل ذلك يغيب العرب عن المشهد ، رغم أنهم يمتلكون إمكانات مالية هائلة ،لكنها تضيع سدى وتنفق على صفقات اسلحة ،وتصفية حسابات فيما بينهم ، ويتجاهلون أن للدول مصالح وليس هناك مبادئ وأخلاق في السياسة ، وانحياز غواتيمالا لاسرائيل ليس مبدأيا ،لكنها وجدت مصلحتها مع واشنطن وتل ابيب في غياب العرب ،وكذلك الدول الأخرى التي صوتت مع قرار ترمب، أو امتنعت عن التصويت !
 
كانت القارة الافريقة لمدة عشرات السنين نصيرا للقضية الفلسطينية ،عندما كان العرب لديهم الحد الادنى من التضامن الرسمي، وكان لهم اهتمام بالقارة الافريقية، وتقديم مساعدات تنموية لها، لكن بعد اتفاقيات التسوية مع اسرائيل وانهيار النظام الرسمي العربي ، استثمرت اسرائيل الفرصة وبدأت التغلغل في القارة السمراء، وفي شهر نوفمبر الماضي قام نتانياهو بزيارة إلى كينيا، للمشاركة في مراسم أداء القسم الخاصة بالرئيس كينياتا بعد فوزه في الانتخابات ثانية. لكنها في الواقع ثالث زيارة لنتانياهو إلى أفريقيا خلال العام والنصف الماضيين، بهدف تعزيز العلاقت مع افريقيا ،وخلال زيارته الاخيرة التقى رؤساء « تنزانيا، أوغندا، زامبيا، رواندا، توغو، بوتسوانا، ناميبيا، رئيس حكومة إثيوبيا، نائب رئيس نيجيريا وقادة آخرين» وكان قد صرح أنه خلال العامين الماضيين فُتحت أربع ممثليات أفريقية في إسرائيل ، ويسعى لافتتاح سفارة إسرائيلية جديدة في إحدى البلدان الأفريقية «. تشكل ادارة ترمب فترة ذهبية لاسرائيل ،حيث تتماهى سياستة المتهورة والعنصرية التي تستفز العالم ، مع أهداف اسرائيل في تكريس احتلالها للاراضي الفلسطينية، وكان أكبرهدايا ترمب لاسرائيل قراره بشأن القدس، الذي أدخل العرب في متاهة المنافسة على الولاية الدينية والوصاية على المقدسات ، رغم ان المشكلة الأساسية هي في احتلال المدينة ، وفي انتظار» صفقة القرن» ،التي يتم طبخها لتصفية القضية الفلسطينية.
 
وجاءت تصريحات ترمب الأخيرة ، التي وصَفَ فيها البلدان الافريقية بـ «القذرة»، لتشكل صدمة هائلة هزت القارة الافريقية والرأي العامالعالمي ،وجاء رد الفعل الافريقي شديد اللهجة بإدانة هذه التصريحات الفاضحة والعنصرية ومطالبته بـ «الاعتذار»، وهذه فرصة جديدة للعرب لاستثمارها ،باتجاه استعادة تأييد هذه القارة السمراء الى جانب القضايا العربية ، وقطع الطريق على التغلغل الاسرائيلي
Theban100@gmail.com