Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Nov-2017

الحرب مستبعدة.. إلاّ!! - صالح القلاب

الراي -  رغم تعالي أصوات طبول الحرب في لبنان فإنه ليس سهلاً على اللبنانيين، بإستثناء المقاتل في فيلق الولي الفقيه وحزبه الذي أصبح حزباً للشيطان وليس حزباً الله جلّ شأنه على إعتبار أنه وكيل إيران في بلاد الأرز، أن يبادروا إلى حمل السلاح مجدداًّ وأن يعودوا إلى الحرب الأهلية مجددا وأن يستعيدوا مآسي الحرب الأخيرة التي أنهاها مؤتمر الطائف المعروف بعد جهود سعودية مضنية ساهم فيها بعض العرب بجهودهم في حين أن آخرين قد ساهموا فيها بقلوبهم!!.

ما كان من الممكن أن تستطيع إيران تحقيق أهدافها في سورية لو لم يذهب بها هذا النظام البائس بعد تظاهر أطفال درعا إستجابة لصخب الربيع العربي في تونس وبعض الدول العربية الأخرى إلى هذا المستقبل المظلم والحرب الأهلية، ولو لم يفتح أبوابها للإيرانيين وللروس ولكل ما هبّ ودبّ، ولذلك فإنه ليس سهلاً على اللبنانيين الذين إكتووا بجمر الحروب الأهلية أن يستجيبوا لهدير طبول الحرب ما لم يجبرهم حزب االله على إمتشاق السلاح مجددا ومرة أخرى للدفاع عن أنفسهم وعن أطفالهم وعن شرفهم وكرامتهم، وما لم تجبرهم إيران على ما تحدث به علي أكبر ولايتي لرئيس الوزراء اللبناني «المستقيل» سعد الحريري، وما صرح به في حلب الشهباء السورية لقناة روسيا اليوم.
 
إنّ كل الحروب قد إضطرت إليها الدول كلها إضطراراً وحيث كان هناك دائماً معتدٍ ومعتدى عليه، ولهذا فإنه لا بد من أن يذهب اللبنانيون إلى حرب مقبلة باتت أصوات طبولها تصم آذانهم إذا مضت إيران في السير على هذا الطريق الخطير وإذا واصل المقاتل في فيلق الولي الفقيه «إختطاف الدولة اللبنانية» وواصل تحدي باقي الطوائف اللبنانية ومعها قطاعاً واسعاً من الطائفة الشيعية الكريمة، بإعلان أنّ هذا اللبنان سيصبح جزءاً من إيران الكبرى بقيادة «صاحب الزمان» ووكيله قائد الثورة الإيرانية ومرشدها الذي كان سابقاً «الإمام» الخميني ولاحقاً أصبح علي خامنئي.
 
ثم وإن الواضح والمؤكد أن المملكة العربية السعودية لا تريد الدخول في حرب مباشرة مع إيران إلا دفاعاً عن النفس ودفاعاً عن العرب والخليج العربي وإذا تجاوز الإيرانيون كل الحدود وواصلوا تدخلهم العسكري والسياسي والإرهابي في الشؤون الداخلية للعديد من دول هذه المنطقة، التي تريدها طهران مجالاً حيويا لها وتابعة لها تبعية مباشرة وفي كل شيء، وكما هو الوضع الآن بالنسبة لسورية والعراق أيضاً، إن بقي قاسم سليماني هو صاحب القرارات الصعبة في بلادنا.
 
وهكذا فإنه من المفترض أنه معروف أن إيران بعد فشلها في فرد عبائتها السياسية والأمنية على شرقي البحر الأبيض المتوسط بالطرق والوسائل السلمية قد لجأت إلى الإختراق والغزو العسكري والميليشياوي الإرهابي، وإلى الإختراق الإستيطاني وهذا إن هو إستمر فإن الحرب التي يجري الحديث عنها بأصوات مرتفعة في هذه الأيام ستصبح تحصيل الحاصل وهي ستندلع لا محالة.