Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Aug-2017

أي نظـام؟ ..وأي دولة؟ - صالح القلاب
 
الراي - رغم أنه لم يعد هناك، عملياًّ، تمثيل دبلوماسي بين الأردن وسوريا وأنه تم طرد آخر سفير سوري لدى المملكة الأردنية الهاشمية الذي هو بهجت سليمان المستمر في شتم بلدنا على الطالع والنازل فإن هناك من يواصل الإصرار على «الترويج» بأن العلاقات بين البلدين باتت بحكم العودة إلى ما كانت عليه قبل أن تصل الأمور في هذا البلد الشقيق إلى الإنهيار الذي وصل إليه وقبل أن تجمد عضويته في الجامعة العربية وقبل أن يصبح القرار في دمشق للروس أولاً وللإيرانيين ثانياً وحتى لحزب الله وحسن نصر الله.. ولكل من هبَّ ودب!!.
 
لا يوجد أردني واحد إلاّ ويتمنى أن تكون الطرق، كل الطرق، بين الأردن وسوريا سالكة وآمنة وبدون أي نقاط حدودية وأيضاً بدون تحشيد عسكري موسمي وعلى فترات متباعدة ومتقاربة على حدودنا، لكن ما العمل طالما أن العلاقات بين الدول هي كما العلاقات الإنسانية فالحب من طرف واحد ليس حباًّ والمفترض، وقد حصل هذا الذي من المفترض أنه قد أوجع قلب كل عربي صادق، الإنتظار حتى عودة المياه إلى مجاريها وإلى أن تنتهي هذه العواصف التي تضرب «القطر العربي السوري» وتستقر الأمور وفقاً لرغبة غالبية السوريين الذين هم منا ونحن منهم، لو أنَّ الداء الإقليمي الذي أطلق «ميكروبة» سايكس وبيكو قبل قرن كامل لم يضرب هذه الأمة التي كانت أمة واحدة وذات رسالة خالدة !!.
 
حتى تعود العلاقات بين بلدنا، المملكة الأردنية الهاشمية وسوريا، لا بد أن يكون هناك نظام يسيطر على كل الأراضي السورية وبالطبع لا بد أن يكون هناك جيش واحد وجهاز أمني واحد وحكومة صاحبة قرار واحد ولا بد، وهذا قبل كل شيء، من أن يتوقف كل هذا التفسخ الطائفي وكل هذا التشرذم وكل هذا التمزق المتواصل وكل هذا التدخل السافر في الشؤون الداخلية السورية.
 
إن الأهم في العلاقات بين الدول هو أن تكون الدولة المعنية ذات سيادة وتسيطر على معظم أراضيها إنْ ليس كلها وأنْ لا تكون هناك سيادة موازية لسيادتها ولا جيش على أراضيها غير جيشها وبالطبع ولا أجهزة أمنية غير أجهزتها ولا سجون ولا معتقلات إلا سجونها ومعتقلاتها.. فهل هذا متوفر الآن في هذا البلد الشقيق الذي لا أقرب منه إلينا ولا أقرب منا إليه؟.
 
إن العرب، باستثناء بعض الإستثناءات المعروفة ومعهم الكثير من الدول الإسلامية ودول العالم، قد أغلقوا سفاراتهم في دمشق مبكراً وأنهم بانتظار استتباب الأوضاع واستقرار الأمور والواضح أن هذا الإستقرار لا يزال بعيداً طالما أنَّ هذا البلد الشقيق لا يزال يهتز كقشة في مهب أعتى الرياح وطالما أن هناك احتلالاً روسيا فعليا واحتلالاً إيرانيا وطالما أن حتى القوات السورية التي اقتربت مؤخراً من بعض حدودنا أكثر منها كثيراً الميليشيات الطائفية والمذهبية المستوردة من كل حدب وصوب وفي مقدمتها حزب الله المصاب بكل أمراض التاريخ وثاراته المذهبية.
 
ثم.. ما هي الغاية من إعادة العلاقات مع نظام أباد من شعب من المفترض أنه شعبنا وليس شعبه مئات الألوف وبالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياًّ؟.. كيف نستطيع النظر في عيون الأطفال السوريين الذين تقطعت بهم السبل على دروب الهجرة والذين يعيشون في مخيمات الذل والهوان والذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم في الزنازين والسجون السرية وفي ساحات الإعدام والقنابل الفسفورية .. وبكل ما هو ممنوع ومحرم في الكرة الأرضية؟.
 
هل نستطيع أخلاقياً وإنسانيا.. وايضاً سياسياًّ أنْ نعلن: «عفا الله عما مضى» ونعيد العلاقات ليس مع نظام واحد على رأسه بشار الأسد وإنما مع أنظمة بعدد الميليشيات الطائفية والمذهبية التي تحتل سوريا وهذا بالإضافة إلى أن حتى أعمى البصر والبصيرة يعرف معرفة مؤكدة أن القرار السوري الحقيقي هو القرار الروسي وهو القرار الإيراني وهو قرار حسن نصر الله وقاسم سليماني .. وهكذا وبالتالي هل هكذا وضع بات يختلط حابله بنابله بالإمكان اعتباره دولة وبالإمكان إعادة العلاقات معها إلى ما كانت عليه قبل أكثر من ستة أعوام؟!.