Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Feb-2019

فشل لقاء الفصائل الفلسطينية بموسكو في تحقيق المصالحة

 الغد-نادية سعد الدين

 فشل لقاء الفصائل الفلسطينية الذي تستضيفه روسيا في أراضيها، واختتم أعماله أمس، في تحقيق المصالحة وإنهاء الإنقسام، الممتد منذ العام 2007، مكتفياً بتجديد الموقف الجمعي من رفض “صفقة القرن” الأمريكية وضرورة مواجهتها، على وقع مطالب الفلسطينيين بالوحدة الوطنية.
وقد أغلق لقاء موسكو الستار على حوارات امتدت منذ ثلاثة أيام، من دون الخروج بإنجاز ما، إزاء معالجة الملفات الخلافية بين حركتي “فتح” و”حماس”، حول المسائل الأمنية والسياسية والتنظيمية، عدا إشكاليتي موظفي قطاع غزة و”تمكين” الحكومة الفلسطينية من تسلم مهام إدارته والتي شغلت الساحة الفلسطينية طيلة الفترة الماضية.
بينما التأم حوار الفصائل الوطنية وسط الجدل القانوني والسياسي الداخلي الحاد حول قرار الرئيس محمود عباس بحل المجلس التشريعي الفلسطيني، مما أدى إلى تعطيل جزء معتبر من آخر اتفاق للمصالحة جرى توقيعه بين حركتي “فتح” و”حماس” في 12 تشرين أول (أكتوبر) 2017.
وقد دفع هذا الأمر بالقيادي الفلسطيني في حركة “فتح” ومبعوثها لحوار موسكو، عزام الأحمد، إلى تقديم “اعتذار للجانب الروسي بسبب عدم التمكن من التوصل إلى اتفاق”، بينما اتهمت حركة “حماس” نظيرتها “فتح” بعدم امتلاكها القرار السياسي لإنهاء الإنقسام وتنفيذ الاتفاقيات.
في حين رفضت حركة الجهاد الإسلامي التوقيع على البيان الختامي للحوار، إزاء اعتراضها على بندين أساسيين، وهما؛ “اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا من دون ربط ذلك بإعادة بنائها وتطويرها، وفق اتفاق القاهرة 2005، ورفض الحركة لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة”.
من جانبه؛ قال الأحمد، خلال إلقاء البيان الختامي للقاء موسكو، مخاطبا روسيا قائلا “نعتذر لكم، لم نتمكن من تقدير الصداقة”، مضيفا “ما توصلنا إليه يشبه ذلك الذي تم التوصل إليه عامي 2011 و2017، لكننا بحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى في وجه المخططات الأميركية، والعمل على انتزاع ورقة الانقسام من أيدي الأميركيين ومن يساندهم في الساحة الفلسطينية”.
وشدد على “عدم قبول ممثل شرعي للشعب الفلسطيني سوى منظمة التحرير، والتي تعد بمثابة حكومة فلسطين”، مضيفا أنه “بالرغم من الخلافات مع إيران، غير أن الجانب الفلسطيني لا يقبل التجنيد ضدها، بينما يعد الاحتلال الإسرائيلي أصل كل أزمات المنطقة”.
ولفت إلى “التنسيق مع القيادة المصرية بخصوص لقاء موسكو، الذي أخرجنا من الجمود”، معربا عن “الثقة الفلسطينية بالدور المصري”.
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، حسام بدران، أنه “لا يوجد قرار سياسي لدى حركة “فتح” لإنهاء الانقسام وتنفيذ ما تم اتفق عليه”.
ورأى أنه “لا توجد حاجة إلى حوارات جديدة، لا بالصيغة المتعلقة بمنظمة التحرير، أو المتعلقة بالشراكة، والشأن الداخلي الفلسطيني”، مبينا أن “الاتفاقيات التي جرى توقيعها في مصر، وغيرها، تكفي، إلا أن المشكلة تكمن في التنفيذ”.
ونوه إلى اتفاق القاهرة 2011، الذي وقعت عليه كل الفصائل، ويعد أكثر تفصيلا، وصولا إلى اتفاق 2017، معتبرا أن “الإشكالية تكمن في عدم وجود قرار سياسي لتطبيق هذه الاتفاقيات”.
وأوضح بأن “حماس طرحت حلولاً واضحة؛ للخروج من الأزمة الحالية، عبر الذهاب إلى انتخابات شاملة، بينما الحركة ملتزمة وموافقة على من يختاره الشعب الفلسطيني ومن يختار من القيادات والبرامج”.
وكان القيادي في حركة “حماس”، موسى أبو مرزوق، المشارك في لقاء موسكو، قد أكد أهمية التوافق على ثلاث قضايا أساسية؛ “التصدي لكل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني، والحصار المفروض على غزة”.
بدورها؛ قالت حركة الجهاد الإسلامي إن لقاء الفصائل في موسكو، جاء لتقريب وجهات النظر حول المصالحة وسبل إنهاء الانقسام.
ودعت إلى اجراء حوار وطني شامل لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وفق اتفاق القاهرة، بوصفه مدخلا حقيقيا للوحدة، وترتيب البيت الداخلي، والتفاهم على برنامج وطني شامل واتفاق حول استراتيجية وطنية تجمع الكل الفلسطيني وتحفظ حق الشعب في مقاومة الاحتلال حتى التحرير والعودة”.
وكان حوار الفصائل الفلسطينية الذي تستضيفه روسيا في أراضيها، قد بدأ يوم الاثنين الماضي، بمشاركة حركتي “فتح” و”حماس”، لمناقشة ملف المصالحة، والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، فيما اجتمعت في وقت لاحق مع وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، في ظل إبداء موسكو الاستعداد “للإسهام في المصالحة الوطنية بين الأطراف”.
وقد كانت نفس الفصائل الفلسطينية التقت في العام الماضي بموسكو لبحث ملفات عديدة؛ من أبرزها الوضع الداخلي، وسبل إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، بدون أن يسفر ذلك عن تحقيق خطوات ملموسة، أسوة بحوار العام 2011.
يأتي ذلك على وقع قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بنشر عناصرها في المسجد الأقصى المبارك، وبمحيطه، لتأمين اقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين للمسجد، من جهة “باب المغاربة”، وتنفيذهم جولات استفزازية مشبوهة داخل باحاته.
فيما صعدت قوات الاحتلال من عدوانها ضد الشعب الفلسطيني في مختلف أنحاء الأراضي المحتلة، عبر شن حملة واسعة من الاقتحامات والمداهمات التي نفذتها في بلدة تقوع، جنوب شرقي مدينة بيت لحم، وبلدة كوبر، شمال غربي رام الله، وقرية فحمة، جنوب غربي جنين.
وطالت الاعتقالات الإسرائيلية عددا من الشبان الفلسطينيين، من بينهم أسرى محررون، من بلدة حلحول شمالي مدينة الخليل، ودورا جنوبي المدينة، ومدينة طوباس.
فيما اندلعت المواجهات في بلدتي الظاهرية جنوبي الخليل، وجيوس شرقي قلقيلية، بعد اقتحامهما من قبل قوات الاحتلال؛ ومداهمة منازل المواطنين فيهما وتخريب محتوياتها.
وكانت قوات الاحتلال، قد اعتقلت الليلة الماضية، عددا من المواطنين قرب حاجز “قلنديا” العسكري شمالي القدس المحتلة، وقرب حاجز عسكري شمال غربي نابلس، تزامناً مع قيام عشرات المستوطنين بمهاجمة منازل الفلسطينيين في مدينة الخليل، ورشق المواطنين ومنازلهم بالحجارة وترديد عبر مكبرات الصوت هتافات للانتقام من الفلسطينيين.