Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Mar-2017

كلام من خشب - طارق مصاروة
 
الراي - لعل من الصعب فهم الكلام «الخطير» الذي سمعناه وشاهدناه لنجم الدبلوماسية السورية بشار الجعفري، ان سوريا لن تقبل اقتحام الرقة – عاصمة داعش – دون موافقة الحكومة السورية.
 
فهذا كلام معناه اولاً: ضرورة الابقاء على عاصمة داعش، طالما ان موافقة دمشق ليست ملزمة لأحد، فدمشق غير موجودة في دولة بشار الاسد إلا على خارطة «دمشق المفيدة».
 
ومعناه ثانياً: ان بقاء النظام، حتى بشكله الرمزي، يتطلب بقاء داعش لبقاء «الحرب» التي يشنها النظام ضد الارهاب.
 
ثم أين دور حامي حمى النظام، الولي الفقيه، الذي يسيطر على اربع عواصم عربية، ويصنع الحروب في كل بلد عربي؟ وما هي مبررات وجوده إذا طُردت داعش من عاصمتها الاولى؟
 
قد يكون بشار الجعفري فقد اللغة الاصيلة في استمراره بالتعاطي باللغة الخشبية، لكن المؤكد ان الرقة ومعها الموصل ستسقطان بيد التحالف الدولي، فالمالكي الذي سلّم مدينة كبرى كالموصل لسبعمائة داعشي، وسلم اسلحة ثلاث فرق من الجيش العراقي بعد ان ضمن هروب جنودها، وستمائة مليون دولار في فرع البنك المركزي في الموصل، المالكي كان يهدف الى تنفيذ تجزئة العراق الى كيانات سُنية، وشيعية وكردية، ليقدم حصّة الشيعة لايران حلالاً زلالاً، وليعيد البلد العربي الى ايام كوروش وعهود الصفويين.
 
والمؤكد ان الموصل والرقة ستعودان الى البلدين العربيين قبل نهاية هذا العام، وسينتهي عهد الخضوع العربي للفرس والروم، وهذا هو القضاء والقدر.
 
وغدا سيكون يوم اخر، لا مكان بعده للكلام الخشبي، إذ يبدأ العرب باستعادة كيانهم القومي، بدءاً بحلف الجزيرة وسوريا الكبرى، وانتهاء بالقمة التي لا قمة توازيها، ولا تحالف يشبه تحالفها.
 
سيكون اسد الجزيرة سلمان بن عبدالعزيز ضيف قائدنا وضيف شعبنا، وسنعقد شراكتنا القومية كما تقررت، فالسعودية تخرج الى العالم كعملاق أُطلق من قمقمه لبناء عالم يسوده السلام والثقة والحرية.