Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Aug-2017

‘‘بركة يقابل بركة‘‘.. فيلم يحكي عن قيود الحب والحياة

 

عمان-الغد- ينتقد الفيلم السعودي "بركة يقابل بركة" لمخرجه محمود صباغ، بطريقة ذكية، بعض ما يعانيه الشباب في المجتمع السعودي.
الفيلم الذي اختتم فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الفيلم العربي-عمان، يأخذ طابع الكوميديا الرومانسية، كان قد عرض في مهرجان برلين بدورته الـ66 في رسالة للمجتمع الغربي أن ما سيرونه في هذا الفيلم هو واقعي تماما.
في نص لا يخلو من الانتقاد الاجتماعي، يطرق الفيلم باب طبيعة العلاقات العاطفية التي من الصعب على الشباب عيشها في مجتمع مغلق بسبب تقاليده من جهة وبسبب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة أخرى؛ إذ يقع بركة الموظف في بلدية جدة، ويجسد دوره الممثل هشام فقيه، بحب فتاة جميلة ومدونة مشهورة تروج لمحال والدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي الممثلة فاطمة البنوي، وتجسد دور "بيبي" ويجمعهما حب المسرح خلال التدريب على مسرحية هاملت، فيلجآن لاستخدام هذه الوسائط الحديثة لتيقابلا في ظل القيود الاجتماعية.
الفيلم حافظ على الأجواء ووتيرة الحياة في مدينة جدة، بدون السعي لنسخ نماذج هوليوودية، وخلق ردود فعل متعاطفة مبالغ بها، بل هو فيلم واقعي بأداء عفوي متقن لطبيعة الحياة الفعلية، تبين مراوغة الشباب وبحثهم عن ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
الفيلم يقدم من خلال الكوميديا القيود التي تفرض على المرأة أيضا بأشكال مختلفة من خلال الشخصيات، فبركة هو موظف في البلدية التي تفرض قيودا على بعض الممارسات في الشوارع التي من المحتمل أن تجلب المتاعب وتثير البلبلة.
ويكشف الفيلم طبيعة حياة الشباب السعودي، ومشاعرهم المكبوتة في مجتمع له قوانينه الخاصة والتي تختلف عن بقية الدول العربية المحيطة بشكل كبير، فضلا عن الصورة النمطية للعائلة ونظرتها للمرأة بدورها الأزلي كونها راعية مصالح الرجل وملبية لرغباته.
ومع نموذج "بيبي" التي تدعى أيضا بركة، يظهر في نهاية الفيلم صورة مغايرة للمرأة السعودية، بعيدا عن التقليدية، فهي جميلة جدا، مثقفة، ذكية، متحررة، قلبها ينبض بالحياة وملمة بأحدث التطورات التقنية، جريئة ولها فكرها وقوانيتها.
وهذه الصورة نفسها هي التي تسعى لخلق التغيير، وتطالب بأبسط حقوقها للعيش، فتظهر في مشهد وهي متنكرة تقود السيارة، حيث تمنع السلطات السعودية قيادة المرأة للسيارات.
فيلم المخرج صباغ، يحمل نظرة ثاقبة باسخدامه الفكاهة لكشف واختراق مجتمع يفرض قيودا كثيرة على الحريات الفردية، في جعبته كثير من الرسائل الإيجابية التي تؤسس لتغيير قادم يحمله هؤلاء الشباب، عبر فيلم سعودي، وهو من الإنتاجات القليلة نظرا لغياب وجود دور عرض سينمائية هناك، ما يعد مفارقة وتحديا وأملا أيضا.
حصل الفيلم على شهادة تقدير في برنامج آفاق السينما العربية ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. وقد تم عرض الفيلم أيضاً في أيام قرطاج السينمائية ومهرجان BFI لندن السينمائي ومهرجان تورنتو السينمائي الدولي.