محمود الطراونة

عمان- الغد- فيما تؤكد وزارة الصحة على مضيها بتنفيذ برامجها نحو الاعتمادية، في إطار خطة شمولية للنهوض بها، ما يزال 20 مستشفى حكوميا من أصل 32، و40 مستشفى خاصا من أصل 60، بالاضافة لـ610 مراكز صحية من أصل 700، خارج الاعتمادية.

وفي الوقت الذي قال فيه وزير الصحة الدكتور محمود الشياب لـ"الغد" أن مستشفى البشير في عمان، يقترب من الاعتمادية، فإن أول مستشفى حكومي حصل عليها، كان مستشفى الشونة في الأغوار عام 2010.

ويعتبر رفع مستوى جودة الخدمات الطبية في المستـشفيات الحكوميـة والخاصة، مطلبـاً لإدارة المستشفيات والموظفين والمرضى، اذ أكد مختصون مساعي هذه المستشفيات للبحث عن الاعتمادية، أكانت دولية او محلية، عبر مجلس اعتماد المؤسسات الصحية.

وتساعد الاعتمادية على قياس ومعرفة أبعاد جـودة الخدمة الطبية في المستشفيات، وبيان الأسباب التي قد تعوق تقديم مستوى جيد من الخدمات الطبية، وتقديم توصيات، تساعد على رفع مستوى تطبيق أبعاد جودة الخدمة الطبية.

الشياب قال لـ"الغد" ان من شأن ذلك دعم ومساندة جهود الوزارة لحصول مستشفياتها ومراكزها الصحية على الاعتمادية، في اطار استراتيجيتها الملتزمة بوثيقة رؤية الاردن 2025، والرامية لتحسين الرعاية الصحية وسلامة المرضى.

وشدد الشياب ان طموح الوزارة وسعيها، يكمن بالتوسع في برنامج الاعتمادية، بحيث تحصل مستشفياتها ومراكزها الصحية، على الاعتمادية.

وبين ان الاعتمادية عملية مستمرة، تقيّمها هيئات مستقلة كالمجلس، والذي يمنح اعتمادا دوليا، تأكيدا على تطبيق المؤسسة الصحية للممارسات الفضلى على صعد ذات صلة بالكوادر البشرية، عبر 364 معيارا.

من جهته، قال رئيس جمعية المستشفيات الخاصة ونائب رئيس المجلس الدكتور فوزي الحموري، إن تطبيق المعايير بطريقة الاعتمادية الدولية او المحلية، يرفع مستوى التنافسية بين المستشفيات، بخاصة في استقطاب السياحة العلاجية.

كما يساعد في المحافظة على المكانة المتقدمة التي يحتلها الاردن كمركز جذب للسياحة العلاجية، عبر تطبيق معايير الجودة والحصول على الاعتمادية.

واضاف الحموري ان على المستشفيات مراعاة 1200 معيار، في الاجراءات والمرضى والدواء والغذاء والسلامة العامة والتدريب وغيرها.

وشدد على ان المستشفيات الحاصلة على الاعتمادية، تكون حريصة على الالتزام بالمعايير، لافتا الى ان المعايير وضعت لتتواءم مع الاعتمادية الدولية. 

وحول المعايير التي يصدرها المجلس، قال الحموري انها تنقسم الى 15 مجموعة، تمثل المعايير الاساس لمبدأ الاعتماد.

وقال الحموري ان الاعتماد يمنح للمستشفى لمدة عامين، وبعد مرور عام من نيله، يطلب من المستشفى إجراء تقييم ذاتي حول كل المعايير، ثم يرفع مستوى المعايير بما يتناسب مع التطور الطبي.

وبين رئيس اللجنة الصحية في مجلس النواب الدكتور ابراهيم بني هاني  لـ "الغد" ان اعتمادية المستشفيات  ، نوعان: دولية، ومحلية، تتم عبر المجلس. لافتا الى ان مستشفيات اردنية خاصة وجامعية، حصلت على الاثنتين عبر تطبيق معايير الجودة، مشددا على اهمية تطبيق المعايير لدورها في الجذب السياحي الطبي للاردن.

وأكد وزير صحة اسبق لـ"الغد"، فضل عدم نشر اسمه، ندرة المتخصصين في حقل جودة الرعاية الصحية بالمستشفيات.

ودعا لتضمين الخطط الدراسية للكليات الصحية في الجامعات وكليات المهن الطبية المساندة، مساقات الجودة والاعتمادية، واستحداث تخصصات تعنى بهذا الجانب، والاهتمام بالأبحاث العلمية والدراسات.

وطالب بتفعيل نشر ثقافة الجودة والاعتمادية وتعميمها، وتدريب عاملي المستشفيات، وتطوير مهاراتهم في مجالها، وإعطاء مبادئ ومفاهيم سلامة المريض الأولوية في متابعة ممارستها، وتعميق مفهوم السلامة العامة وإدارة المخاطر في المؤسسات الصحية.

كما حث المستشفيات على إجراء دراسات مسحية دوريا، للتعرف على احتياجات المرضى والمراجعين، وتقديم خدمات فنية وفندقية، تتوافق مع تغير هذه الاحتياجات.

وجاء إنشاء مجلس اعتماد المؤسسات الصحية، استجابة لوجود هيئة وطنية مستقلة، تعمل بوصفها راعياً لاعتماد الرعاية الصحية، والذي تم خلال منتصف عام 2008 بوصفه وصفة لاعتماد المؤسسات الصحية، بدعم من الوكالة الأميركية للإنماء الدولي (USAID)، عبر مشروع اعتماد الرعاية الصحية في المملكة.