برهوم جرايسي

الناصرة- الغد-  كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تقرير لها ، أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طالب الإدارة الأميركية والرئيس دونالد ترامب، بأن تكون التفاهمات حول البناء في مستوطنات الضفة، قائمة على اساس البناء في ما يسمى "مناطق نفوذ" المستوطنات، والتي تمتد على مساحات شاسعة في الضفة، وتضاعف مساحات البناء القائمة حاليا في المستوطنات. في حين تعرض إدارة ترامب على نتنياهو استعادة "تفاهمات بوش شارون" في سنوات الألفين الأولى.

وحسب ما نشرته "هآرتس"، فإن نتنياهو معني بالتوصل في أسرع وقت إلى تفاهمات مع الإدارة الأميركية في موضوع البناء الاستيطاني. وقال مسؤول "كبير" للصحيفة، فإن نتنياهو يعتقد أنه بالامكان التوصل إلى تفاهمات خلال بضعة أسابيع، وستتضمن "قيودا" معينة على الاستيطان. وقال المسؤول ذاته، "لا يوجد شيك مفتوح من ترامب للبناء في المستوطنات، وكان هذا واضحا من اللحظة التي دخل فيها إلى البيت الابيض. نحن نبحث عن القاسم المشترك مع الأميركيين والذي يسمح من جهة للبناء ومن جهة اخرى يسمح للطرفين بالتقدم في الخطوات السياسية في مجالات عديدة". 

وكان نتنياهو التقى مساء الاثنين الماضي بالمبعوث الأميركي جيسون غرينبلات على مدى أكثر من خمس ساعات. وسيلتقي نتنياهو غرينبلت مرة اخرى هذا الاسبوع، قبل مغادرة المبعوث المنطقة. وقال نتنياهو أمس، "كانت محادثتي مع غرينبلات جيدة ومعمقة. ولا يمكنني القول اننا انتهينا أو اتفقنا، نحن في خضم حوار متبادل، حقيقي وصادق وبالمعنى الايجابي للكلمة. ولكنه ليس علنيا للصحافة بعد". 

وأشار المسؤول الإسرائيلي، المطلع على مضامين اللقاء بين بنيامين نتنياهو والمبعوث الأميركي إلى أن الطرفين في الطريق للوصول إلى تفاهمات. وقال إن "هذا سيستغرق بضعة اسابيع حتى سنصل إلى تفاهمات حول محدوديات البناء في المستوطنات. تتعلق بما يمكن وما لا يمكن عمله وبالأساس كيف العمل بالتنسيق وليس بشكل احادي الجانب. نحن نريد الوصول إلى سلسلة من المبادئ المتفق عليها كي لا نعود إلى عهد أوباما، حيث كانت في اثنائها مواجهة على كل شرفة في المناطق".

وحسب المصدر الإسرائيلي ذاته، فإن إدارة ترامب اقترحت على نتنياهو استئناف التفاهمات التي كانت بين الرئيس السابق جورج بوش وبين رئيس الوزراء الاسبق أريئيل شارون. وحسب تلك التفاهمات، فإن البناء في المستوطنات لا يتم تجميده، ولكنه ينحصر في نطاق خطوط البناء القائمة في كل واحدة من المستوطنات، بحيث أنه حتى لو ازداد عدد السكان، فان المساحة التي تحتلها المستوطنات لا تتسع.

إلا أن تفاهمات بوش شارون، قد مرّ عليها قرابة 14 عاما، ومنذ ذلك الحين توسعت وتضاعفت جميع مستوطنات الضفة، بما فيها خطوط البناء. وعلى الرغم من هذا، فإن نتنياهو لا يقبل بهذا العرض، ويرى به أنه ليس ذي صلة في الظروف القائمة. ويعرض نتنياهو في المقابل، أن يتم تحديد البناء في مناطق نفوذ المستوطنات. ما يعني أكثر ضعف مساحات البناء القائمة في المستوطنات حاليا. وحسب "هآرتس"، فإن واشنطن تتحفظ من عرض نتنياهو، كونه سيسمح بتوسيع كبير للأراضي المبنية للمستوطنات وراء الخط البناء الحالي.