Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Oct-2018

أمسية لملتقى المفرق الرابع للشعر العربي في «المكتبة الوطنية»
الدستور - عمر أبو الهيجاء
استضافت المكتبة الوطنية، مساء أمس الأول، أمسية ملتقى المفرق الرابع للشعر العربي، أدارها د. سالم الدهام، وشارك فيها الشعراء: ابراهيم الكوفحي، عبد الله أبو شميس، وفاء جعبور، محمد أبو هديب، وعطا الله الحجايا، وحضرها حشد من المثقفين والمهتمين.
الشاعر الدكتور إبراهيم الكوفحي استهل قراءته الشعرية بقصائد عمودية من مثل: «الشاعر الغريب، قسوة، آه لو نمضي صديقين، وفي اليم»، قصائد لا تحتمل التعقيد والغموض، قريبة من ذائقة القارئ بسلاستها وعفويتها الشعرية وتمعن في الذات الشاعرة. من قصيدة له بعنوان «في اليم» يقول: «في اليم من يصغي لإعيائي/ سفينتي من غير ميناء/ وحدي أقاسي فوق نوحية/ جوديها قد ذاب في الماء/ كم لجة مجنونة تحتها/ تقذفها في موحش نائي/ أبحث عن خارطتي لم أجد/ والريح تعوي غير أشلاء».
الشاعر الدكتور عبد الله أبو شميس صاحب ديوان «الخطأ» قرأ قصيدة واحدة أسماها «راحيل». قصيدة تأخذك إلى حكاية شعرية صغيت بأسلوب وتقنية مختلفة عن كتب قصة «يوسف»، شاعر لديه رؤاه ومخياله الخصب في سرد شعري يتنامى  من بناء وحوار محكم لا يخلو من الدراما الإنسانية المشعرنة. من هذه القصيدة نقتطف المقطع الآتي: «عندما رجعوا بقميص حبيبي/ صرخت بيعقوب/ قد فعلوها/ قال: فعلوها/ وبكى قمر فوق خيمتنا/ وهوى كوكب/ ولكنني إذ شممت القميص/ هتفت بيعقوب/ هذا دم كذب/ قال هذا دم كذب/ لم يصدق كلامي/ وردده كالصدى/ ومضى بخراف الفجيعة مبتعدا/ آه يا ولدي/ زلّ فيك آخ يا حبيبي/ وضلّ آب/ غير أمك/ ما شكَّ قلبي/ ان الدماء دماء سواك».
أما الشاعرة وفاء فقرأت مجموعة من القصائد مثل: «ما رواه  يوسف بعد خروجه من الجب، الأبواب، مهرة التأويل، تشرين، وقوفا بين أم أوفى، وثلاثيات.. قصائد قصيرة». شاعرة متمكنة في غوصها في عمق المادة التراثية واستقاء مادتها الشعرية بجماليات اللغة، وقد تقاطعت مع الشاعر أبو شميس في قصيدة «راحيل» من خلال قصيدتها «ما رواه يوسف..» لكن ضمن رؤية مختلفة لا تخلو أيضا من دهشة القول الشعري، مفضية حركة الأبواب وجدليتها مع الإنسان ولا تخلو أيضا من فلسفة الشعر. من قصيدتها «الأبواب» والتي تقول فيها: «لو أنّ للأبواب جُرحًا/ كانت التفتتْ لنا/ لو أنّ فيها لوعة المشتاقِ/ أو عطش الطريقِ/ إلى بلادٍ/ في الغياب تهزّنا/ لو أنّ فيها وردةً/ أو جمرةً/ أو أيّ تأنيثٍ لمعنى الحزنِ/ لاتّسعتْ لنا/ لكنها الأبوابُ/ ليستْ مثلنا!/ لو أنّ للأبوابِ/ شكلاً في القصيدةِ/ لا يُغيَره ارتباك النصِ/ لو جفلتْ غزالة روحنا/ لو أنّ فيها نصف محرابٍ/ وبابَ كنيسةٍ/ تفضي لنا/ ما كانتِ انكسرتْ بنا/ لو أنّ للأبوابِ صوتًا/ أو بكاءً/ في الغيابِ يدلنا/ لو أنّ فيها ريحَ يوسفَ/ إذ تهبّ/ على مسافةِ جرحنا/ ما كانتِ الأبوابُ يومًا/ ضدنا/ لكنها الأشجارُ/ حين تشيخُ/ تركضُ في انسجامٍ/ نحونا!»
أما الشاعر الشاب محمد أبو هديب قرأ قصيدة واحدة حملت عنوان «تغيّرنا» في هذه القصيد يسرد ما آلت إليه حالات الإنسان في هذا العالم، من خلال الذات الشاعرة المبحرة في الأمنيات والهواجس والإنتظار. من هذه القصيدة نقتطف هذا المقطع: «تغيرنا وصار هواك عندي/ ملاذا لـ التأمل ليس إلاّ/ تركت لك القصائد خلف بابي/ لتذكر من أحب ومن تخلّى/ كأن الخالق المذبوح يدري/ ويأبى ترك من يدري؟ لعلّ/ وليت الأمنيات على حياء/ كموج في بحور القلب صلّى».
واختتم القراءات الشعرية بقراءة للشاعر د. عطالله الحجايا عبر أكثر من قصيدة اشتبك فيها مع التراث والمادة التاريخية، وقصائده لا تخلو من جانب السخرية اللاذعة التي أسقطها على الواقع المعيش