Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Aug-2018

مثلوثي.. ‘‘أيقونة الحرية‘‘ تغني للإنسان أين ما كان

 فنانة تونسية تأخذ الجمهور إلى عوالمها الخاصة بأمسية فنية ضمن مهرجان الأردن

 
غيداء حمودة
 
عمان-الغد-  هزت آمال مثلوثي؛ أيقونة الحرية من كان في فضاء مسرح الأوديون مساء أول من أمس بتنظيم من مهرجان الأردن، بصوتها الواضح القوي اللامع، وهي تغني أغنيتها الشهيرة "كلمتي حرة" التي يقال إنها أبكت ملايين التونسيين، ولامست كل إنسان حر يرفض الرضوخ، وقالت "سأودعكم مع أفضل نوته: نوتة الحرية".
 
الأغنية التي هي من كلمات أمين الغزي والتي تقول "أنا أحرار ما يخافوش، أنا أسرار ما يموتوش، أنا صوت ال ما رضخوش، أنا حرّ وكلمتي حرّة، ما تنساش زارع الغصة، وما تنساش خاين الويل، أنا احرار ما يخافوش، أنا أسرار ما يموتوش أنا صوت ال ما رضخوش، أنا سرّ الوردة الحمرا اللي عشقوا حمرتها سنين.."، انتظرها الجمهور على أحر من الجمر، لتقدمها آمال قبيل نهاية الأمسية.
 
وكما عهدها جمهورها، أدت آمال العرض بحرية كاملة في التعامل مع صوتها وجسدها وهي تنثر إحساسها الهائل وتأخذ الحضور إلى عوالمها، بصوتها الخالص الذي يتقن الصعود والنزول، وحركات جسدها المرنة واللوحات التي ترسمها على المسرح، لتظهر بما يميزها ليس فقط في قدرتها على الغناء بشكل مختلف وبصوتها الخاص، بل أيضا بأدائها المنفرد على المسرح وتعبيرها بجسدها مع إدارة الإضاءة لصالح العرض، لتكون كل أغنية عرضا مسرحيا بحد ذاته.
 
آمال؛ التي تجمع الأمل في اسمها، اختارت مجموعة من الأغاني التي تمثل رسالتها الإنسانية في الفن مثل "في كل يوم تشرق شمس" و"إنسان ضعيف" التي تتكلم عن الضغط والقهر اللذين يتعرّض لهما الإنسان على هذا الكوكب بشكلٍ عام، كما قدمت "قديش" التي تحكي عن قساوة الإنسان مع الإنسان.
 
أمسية آمال مثلوثي كانت عرضا شاملا، وقدمتها مع ثلاثة موسيقيين فقطـ، اثنين منهم على آلات إيقاعية، والثالث على الكيبورد، لكنه كان عرضا شاملا مع حيثيات المكان، والإضاءة وأدائها الهائل.
 
الجمهور كان أكثر من متفاعل مع الأمسية والعرض الاستثنائي الذي لم يسبق لمغن عربي تقدمته بهذا الشكل، فالمغنون في العادة يقفون أمام الفرقة الموسيقية ويغنون بأصواتهم وإحساسهم، بعيدا عن أن يكون العرض غنائيا مسرحيا معتمدا على أداء المغني الصوتي والجسدي والموسيقيين الذين معه وإخراج العرض نفسه.
 
تتقن آمال المزج بين الأنماط الموسيقية والغنائية المختلفة، كما تتقن الغناء بأكثر من لغة منها بالإضافة إلى العربية الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وتقدم أغنياتها من دون التخلي عن روحها التونسية الأصيلة وانتمائها للإنسانية جمعاء، ولبلاد الشعر والياسمين.
 
الحاضر لعرض آمال مثلوثي يلمس حتما أن "المسرح حياتي" وهو ما أكدته في مقابلة لها مع الإعلامي والشاعر زاهي وهبة في مقابلة ضمن برنامج "بيت القصيد"؛ حيث قالت "على المسرح أشعر بنفسي مُتكامِلة، أشعُر وكأنني في الفضاء وفي الوقت نفسه عندي القوة لأتفاعل كثيراً مع الإنسان الآخر بسهولة كبيرة. الجمهور هو الذي يُقرّر كيف تكون الحفلة، بمعنى أحياناً هناك جمهور هادئ وأحياناً هناك جمهور مُتفاعِل أكثر وهذا يُبدِّل من طريقتكِ في الأداء وطريقتكِ في الغناء ويبدِّل في مشاعِركِ".
 
آمال غنت للإنسانية، للحرية والباحثين عنها والساعين نحو تحقيقها، وقالت في أمسيتها في عمان "إن ما قبل الثورة أهم من الثورة.. فهي الفترة التي تحضر لمرحلة الثورة"، وتركت الجمهور بأثر الفراشة الإيجابي المليء بالأمل الذي نشرته بإيمان مطلق.
 
يذكر أن الفنانة آمال المثلوثي (ولدت في 11 كانون الثاني (يناير) 1982) هي مغنية ومؤلفة أغان تونسية، كما غنت في حفل تقديم جائزة نوبل للسلام 2015 في أوسلو، وغنت آمال المثلوثي قصيدة (جفرا) للشاعر الفلسطيني عزالدين المناصرة، ومن أغانيها أيضاً، "كلمتي حرّة"، "بين الوديان"، "ديمة ديمة"، "هدوء".