Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Feb-2018

تسوية إسرائيلية سورية - يوسي بيلين

 

إسرائيل هيوم
 
الغد- عندما اطلعت على الاستطلاعات التي اجريت في بعض من الدول العربية، والتي اظهرت أن المستطلعين رأوا في إسرائيل نوعا من الحليف في المواجهة مع إيران وسورية، فرحت للحظة مثلما يخرج المشاهد لمباراة كرة قدم فرحا من مباراة تخسر فيها إسرائيل أمام الاتحاد السوفياتي بنتيجة 1:2. فالدول العربية المستعدة للقتال حتى آخر قطرة من دمائها ضد إيران ليست حليفة لنا، حتى عندما تصفق لنا. وعندما تصفق لنا، يجدر بنا أن نراجع أنفسنا. 
الاجماع الإسرائيلي أيضا أثار فيّ احساسا غير مريح. فعندما يتفق الجميع، فهذا مؤشر على أن هناك شيئا ما ليس على ما يرام. والصوت الوحيد لقائد المنطقة الشمالية السابق، اللواء احتياط عميرام لفين الذي قال إنه كان من الأفضل الاكتفاء باعتراض الطائرة الإيرانية غير المأهولة، ابتلع في بحر من الاجماع. يحتمل أن يكون هو المحق بالذات مع كل الأهمية التي في ضرب الأهداف في منطقة دمشق. فبعد كل شيء، الطائرات بلا طيار تطير في منطقتنا من جهات مختلفة وبشكل عام نكتفي باعتراضها. والفرصة لاستخدام الطائرة الإيرانية غير المأهولة كي نتعرف على القمقم وما فيه كانت مهمة واعتراضها كان يمكن أن ينهي القضية في هذه المرحلة. 
ولكن ما سيذكر من سبت المواجهة في الشمال سيكون طائرة اف 16 التي اسقطت. كلما وسعنا في الحديث عن خصوصية الحدث، وعن أنه لم تسقط طائرة في اراضينا منذ ربع قرن، هكذا سيتركز الخطاب على الاسقاط ومن يدفعنا نحو الحرب سيكونون الأوائل الذين سيوزعون الحلويات من شدة الشماتة. 
هذا لا يعني اننا فقدنا الردع. فجيراننا يعرفون ما هي قوتنا وهم يفهمون جيدا انها حالة نادرة جدا  تبين قوتنا فقط. كما أنه لا ريب ان بطاريات الصواريخ في سورية قلصت مستويات حريتنا، وضربها يسهل على سلاح الجو ولكن مشكوك أن يكون حدث الطائرة غير المأهولة برر مثل هذه الخطوة على قرب من العاصمة السورية. ان وضع إسرائيل في بداية الحرب بين داعش وكل الباقين على الارض السورية مركب للغاية ليس فقط بسبب تواجد إيران وحزب الله على اراضيها، بل اساسا بسبب التواجد الروسي، الذي ليس في الطريق إلى الخارج، والغياب الأميركي. نحن نجد أنفسنا أمام ائتلاف غير مريح، حيث يكون مجال عملنا العسكري محدودا استراتيجيا، حتى وان كنا تكتيكيا نجحنا في التسهيل على أنفسنا من خلال ضرب بطاريات الصواريخ. 
في الاشهر الاخيرة، تناور إسرائيل بين المصالح المختلفة في سورية، تحظى بإسناد لفظي من الجانب الأميركي، بباب مفتوح في موسكو، تنجح في الوصول إلى توافقات عسكرية موضعية ومحدودة، ولكنها تضطر إلى الاستعداد لفترة طويلة من العيش إلى جانب برميل متفجر. اذا لم يكن مفر- لا مفر. عندنا تجربة لا بأس بها في مثل هذا الحال ويمكننا أن نجند هذه التجربة إلى جانبنا في السنوات القادمة ايضا، ولكن ليس واضحا على الاطلاق فيما اذا كانت هذه هي الامكانية الوحيدة. والوضع المعقد الناشئ بالذات كفيل بأن يؤدي إلى اتجاه معاكس للتسوية السياسية، برعاية روسية، وربما أيضا أميركية. 
ان العلاقات الطيبة بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس بوتين كفيلة بأن تؤدي دورا مهما أكثر بكثير من التوافقات التكتيكية الحالية. معقول جدا الافتراض بان لبوتين مصلحة في أن يؤدي دورا تاريخيا في حمل إسرائيل وسورية إلى تسوية سياسية كنا قريبين منها جدا قبل 18 سنة. فقربه من الطرفين وفهمه لاحتياجات إسرائيل الامنية كفيلان بان يساعدانا.  
لقد كان نتنياهو مشاركا في المفاوضات على هضبة الجولان في الماضي من خلال رون لاودر، وكل ما عليه أن يفعله هو أن يخرج الملف المتعلق بالأمر من الارشيف. على إسرائيل أن تصر على مصالحها الأمنية في مثل هذه التسوية وان تفهم بان السلام الإسرائيلي- السوري كفيل بأن يكون ذا آثار هامة على حزب الله، على العلاقات بيننا وبين لبنان وعلى ما يبدو أيضا على التهديد الإيراني. وفي هذه اللحظة بالذات هذه هي الافضل للمصلحة القومية لإسرائيل.
 
FacebookTwitterطباعةZoom INZoom OUTحفظComment