Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jul-2017

يُريدون تعويم.. «جثة» إئتلاف المُعارَضات السورِيّة - محمد خروب
 
الراي - في غمرة التحولات اللافتة التي تشهدها المنطقة وبخاصة على الساحتين السورية والعراقية، والهزيمة المُدوّية التي لحقت بدولة الخرافة الداعشية في الموصل، والمترافقة مع مخاوف جدية بان تلجأ بقايا داعش وخلاياه النائمة على قلتها ويأسها، الى نشر المزيد من الفوضى وعمليات القتل العشوائية ذات البعد الاستعراضي، اكثر مما تؤشر الى ان التنظيم الذي استولدته ورعته ودعمته الغرف السوداء الشيطانية في اكثر من عاصمة دولية وخصوصاً إقليمية، عربية وغير عربية، قادر على اعادة «احياء» دولته المزعومة او الاستقرار في عاصمة «دائمة» له، كما هي حال الرقة الآن وقبلها الموصل التي تحرّرت من ارتكاباته ونهجه الدموي والظلامي.
 
نقول: في غمرة ذلك كلّه وبخاصة بعد الاتفاق الأخير على منطقة خفض التصعيد جنوب غرب سوريا، التي رأى فيه مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هربرت ماكماستر: «أولوية بالنسبة للولايات المتحدة، وأن البيت الابيض «مُتحمّس» للتقدم الذي تم احرازه مع روسيا والأردن لإنشاء هذه المنطقة.. تبرز أسئلة جادة وعاجلة لا تقل الاجوبة عليها، أهمية عن تلك التي ستترتب على قيام مثل هذه المنطقة في جنوب غرب سوريا والتي يمكن – اذا ما استمر الالتزام بها وبخاصة من قبل اسرائيل ــ اذا ما اخذنا في الاعتبار – ويجب ان نأخذ ايضا بجدية ـــ ما أكّده الرئيس الروسي بوتين من انه من الضروري «تأمين وحدة الاراضي السورية» وان يجري التعاون مع الحكومة المركزية في دمشق، ليتم «فيما بعد» التوصل الى تسوية شاملة في سوريا».
 
يأتي على رأس هذه الاسئلة الباحثة عن اجوبة بعد ان تم تظهير مشهد اقليمي جديد، قائم على موقف اميركي وصفه بوتين بانه بات «اكثر براغماتية»،.. اين هو ائتلاف المعارضات السورية الذي يرأسه رياض حجاب؟ وما هو موقعه من «الإعراب» في «جُملَة» المشهد الاقليمي والدولي الجديد الآخذ في التشكّل والبروز؟ واين هو دور «الحكومة المؤقّتة» التي شكّلها هذا الائتلاف، بِهديٍ من اصدقاء سوريا المزعومين؟ الذين هيأوا لثوّار الفنادق ان وصولهم الى السلطة في الفيحاء هو مسألة وقت ليس إلاّ، وان المطلوب منهم فقط التواجد في المناطق المُحرّرة، والظهور بين السوريين بمظهر الثوار وان يُكثِروا من التقاط الصور وهم يتفقدون الاسواق والتجمعات السكانية، ودائما في ارتداء ملابس الثوار «الكاكية او الفوتيك» حتى يُبهِروا جموع السوريين الذين ينظرون اليهم كمقاتلين من اجل الحرية وثوار نهضوا لمقارعة النظام الاستبدادي.
 
كل ذلك تبدّد وانفجر بالون الكذب والإرتزاق، وتخلّى الداعمون والممولون والرعاة وبات ثوار الفنادق بلا عمل او تكليف، ما استدعى من عواصم الغرب الاستعماري وفي مقدمته الولايات المتحدة التي تضم تحت اجنحة وكالاتها الاستخبارية «فيالق وألوية» وجماعات متعددة الاسماء والمهمات في الرقة وجوار الحدود السورية العراقية، زاعمة انها من اجل القضاء على داعش، البدء بمحاولات لـ»تعويم» الائتلاف وإعادة نبض الحياة الى جثته التي يكاد ان يُصيبها العفن والتحلل، وها هي تبدأ المحاولة – وفق ما تروج انباء متواترة – عبر رئيس الائتلاف السابق الشيخ الثائر احمد الجربا، الذي بات يُعرف الآن بـ»قائد» تيار الغد، ويتبع له تشكيل عسكري يحمل اسم «قوات النخبة»، ويعمل تحت إمرة التحالف الأميركي في الرقة. بل ثمة شائعات تقول انه يجري إعداد الجربا ليكون الرجل الأبرز أو الأول الذي سيتولى قيادة دولة «مستقلة» جديدة، تمتد الى مناطق من حمص وحلب ودير الزور والرقة وحماة ودرعا (..)، لهذا بات من الضروري والعاجل جمع شتات ما تبقى من معارضة، افلست وبات ثوارها بلا عمل، كي تُضفي نوعا من المشروعية على مخطط «تقسيم سوريا» الذي لم يتخل عنه المتآمرون في عواصم اقليمية ودولية، رغم النكسات والهزائم التي لحقت بهم وبخاصة بعد تحرير حلب وتنظيف اريافها من رجس داعش، ووصول القوات السورية الى الحدود العراقية ومحاصرة المسلحين في الغوطة الشرقية.
 
لهذا أيضاً، وعلى ما تقول الروايات التي تؤكدها التحركات التي تجري بدعم من اجهزة استخبارية عديدة، التقى «القائد» احمد الجربا «ثلاث مرّات» بالرجل الذي فَقَدَ ظله رياض حجاب، الذي ما يزال يحمل مُسمّى «المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات»، بهدف إقناعه بخطة واشنطن لمرحلة ما بعد داعش، التي تشمل سيطرة «قوى عربية» على الدولة «المستقلة» الجديدة التي ذكرنا «حدودها» أعلاه.
 
لم يَرْشَح شيء بعد، عن مدى التقدم الذي احرزه الجربا في مسعاه الاميركي لتشكيل «مجلس مُشترَك» مع ائتلاف رياض حجاب، يكون مقره مدينة الرقة (بعد تحريرها) ولكن.. شريطة ان يضم هذا المجلس اعضاء من حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يرأسه صالح مسلم، والذي تشكل قواته (حماية الشعب) رأس الحربة في معركة تحرير الرقة.
 
لا يخرج هذا السيناريو عن محاولة إبعاد رياض حجاب عن تركيا وبعض العواصم العربيّة، ليس فقط في شأن ان الرجل وما تبقّى معه من ثوار الفنادق، ما يزال يقيم في اسطنبول بل وايضا لان ثمة مقايضة تجري برعاية اميركية، تشترط قبول الجربا (وتالياً حجاب) بمنطقة (اقرأ دويلة) كردية يُسيّطر عليها مؤيدو حزب العمال الكردستاني التركي PKK تشمل الجيب الكردي شمال سوريا (روج آفا), دون الالتفات الى تهديدات اردوغان باجتياح عفرين عبر غزوة جديدة اسماها.. «سيف الفرات».
 
في السطر الأخير.. ورغم التفاؤل والزخَم الذي ولّده الاتفاق على منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا، ورغم مديح بوتين لما وصفه البراغماتية الاميركية الجديدة، إلاّ أن المخاوف ما تزال قائمة من ان «حزب الحرب» في الادارة الاميركية، يسعى بلا كلل من اجل تقسيم سوريا وإحياء مشروع رسم الخرائط الجديدة... في المنطقة.
 
kharroub@jpf.com.jo