Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Mar-2017

حكاية بطل - ابراهيم العجلوني
 
الراي - كان ثمة في احدى القرى رجل متنفج (هشّات باللهجة العامية) يصدع رأس زوجته كل يوم بأخبار بطولاته وخوارقه. وكان قد وضع في جانب من بيته عدداً من العصي وجعل في رأس كل واحدة منها رقماً بعدد الاشخاص الذين سيهزمهم بها. فعصا منها لعشرة رجال, وأخرى لعشرين رجلاً وثالثة لخمسين.
 
كان من شأن هذا «الهشات» ان يقول لزوجته المسكينة: ناوليني اليوم عصا العشرين أو «مضروب العشرين», أو ناوليني عصا الثلاثين, ثم يغيب عنها بعض الوقت ويعود لاهثاً وهو يقول: لقد واجهت اليوم ضعف العدد الذي أواجهه في العادة, ولكني هزمتهم فاحمدي ربك على أن رزقك زوجاً قوياً شجاعاً يجندل الرجال وتهابه الابطال.
 
ولقد ضاقت الزوجة ذرعاً بأحوال زوجها وبما يمارسه من أكاذيب, وهي التي تعلم علم اليقين كيف يطير فزعاً لأدنى نأمة وكيف ترتجف ساقاه فرقاً عند أية صيحة في الحي.
 
قالت المرأة في نفسها: «لا بد لي من حيلة اكتشف بها «بطولات» هذا الزوج العجيب», ثم وطّنت ارادتها على أن تسبقه متنكّرة الى منعطف في طريق القرية, وأن تباغته لدى قفوله وهو يحمل احدى عصيّه المرقّمة, فترى ما سيكون من شجاعته التي يدل بها عليها.
 
كمنت الزوجة خلف أحد الرجوم على جانب الطريق المفضية الى القرية. وكانت الشمس قد غربت. وما أن وصل زوجها «الهمام» الى مقربة من مكمنها حتى هبّت في وجهه صائحة بصوت جهدت أن تجعله أجشّ: قف مكانك ايها الجبان.
 
لم تُفاجأ الزوجة وهي ترى زوجها يولّي هارباً, لكنها سارعت تسبقه الى البيت, حتى اذا وصله فزعاً قال وهو يلهث: «سامحك الله, لقد اعطيتني عصا العشرين, على حين واجهت اليوم اربعين فارساً..».
 
قالت الزوجة وهي تضحك: دعك من هذا أيها البطل, فإنني انا التي كمنت لك خلف الحجارة فهربت لا تلوي على شيء.
 
قال البطل الهمام وقد افرخ روعه: ولكن, وبرأس ابيك, ألست شاطراً في الركض؟
 
***
 
لا نزال نذكر بيت شعر ولا نذكر قائله:
 
وفي الهيجاء ما جرّبت نفسي
 
ولكن في الهزيمة كالغزال
 
***
 
يقول أحد الخبثاء: ترى لو استبدلت بعصا صاحبك المتنفج (الهشّات) صاروخاً.. أكان يختلف الامر أو تتخارج الدلالات.