الراي - يستدعي تحديد مكانة وقوة الشخصية على سلم شخصيات العالم المتميزة إدراك بعدين اساسيين هما مدى استمرار ومفهوم ومنهج هذه الشخصية ودلالاتها وكيفية قياس هذه القوة الفكرية السياسية من خلال حضورها في الحاضر والمستقبل إذ ان مقياس القوة لولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله يظهر في تفاصيل خطابه امام العالم من خلال امتلاكه لنتائج خطابه الذي لفت العالم والذي يشد حركة التطور والتنمية في مساراتها المتنوعة والتي يتمتع سموه بقوة فكرية وسياسية يساهم بدفع المنطقة للازدهار والتنمية واستمرارها وتطورها وهذا من اساسيات رؤية القيادة المبدعة والقدرة التنظيمية العالية، تلك هي جزء من ملامح الحسين الشاب الذي يسابق الزمن وسط انواء وعواصف عاتية حيث انصب خطاب ولي العهد على التنمية لايمانه بان السلام في المنطقة لن يتحقق إلا بالتنمية وهذا من وحي حكمته كمفكر سياسي من الدرجة الاولى رغم تزايد المتطلبات وتنوع التحديات الكبيرة، وهذا قد صنع موقفا اردنيا نموذجيا ساهم في احداث ثورة انسانية تتطلع للحياة والسلام برؤية صادقة وقيادة فكرية عميقة لها طابعها السياسي المميز والتي تسابق الزمن من خلال فهم سموه الواعي والادراك الدقيق للمتغيرات السريعة في العالم حيث كان خطاب سموه يشكل أملا غاليا من آمال الانسانية يتحقق إذا توافر التعاون المنشود في اطار الدبلوماسية التي تحاول منع نشوب المنازعات وتصعيدها وتحويلها الى صراعات مسلحة والعمل على حصرها في حدود أطرافها المتنازعة.

 

رؤية قيادية لولي العهد بمحتواها الانساني ليبين بوضوح ايمانه بمنظومة فكرية وحضارية لها جذورها التاريخية مغايرة تماما للأفكار والسلوكيات المتطرفة والمتشددة والبعيدة كل البُعد عن التقاليد والاصول في العلاقات الدولية والاصول الدبلوماسية وهذه المنظومة الفكرية ممزوجة مع طموح الشباب الاردني وهذا تعبير عن رؤية القائد الابداعية التي تحتوي على الفهم والتحليل والتركيب والاستنباط والممزوجة بالتربية القيادية والتي تعتبر بمثابة القلب بالجسد الاردني والعربي.

 

خطاب ملكي رفيع الشأن أفرز رؤية قائد سجلتها ذاكرة التاريخ باحرف من نور لعطائه الذي لا ينضب ولمدى ابداع الرؤية النهضوي التي ستضيء الكثير من جوانب الطريق، خطاب يخاطب مشاعر وعقل العالم بتلك الرؤية الصادقة والتي جاءت تلبية لحاجات تاريخية انسانية ووطنية وما لديها من الاصرار والعزيمة في مواجهة المتغيرات والعمل على الطريق الطويل القائم على العدل والحرية والحقوق ورسمت حركة الفعل على ارض الواقع من خلال منظور ابداعي متحرك تتحرك بصفحات التاريخ وتتحرك معها الأمة مختزنة أبعاد الرؤية واهدافها نحو التقدم في بناء مستقبل الاجيال وتقديم رسالتها للعالم والتي هي نتاج لتطور ابداع فكر الحسين الانسان والتي تمثل ضمير الوطن وعدالته في إقامة مجتمع يرتكز الى القيم الديمقراطية.

 

أمير وقائد انسان خلق المعادلة التوازنية في الفكر والعقل.