Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Aug-2020

الشرق الأوسط الجديد*نسيم عنيزات

 الدستور

يبدو ان فكرة الشرق الاوسط الجديد تدخل مرحلة جديدة و تسير ضمن الخطة ونحن في سبات عميق نصدق التطمينات الامريكية التي تستفرد بكل دولة على حدة. وتمنحها تطمينات زائفة اثبتت النتائج والسلوكات زيفها وكذبها.
 
 ويلاحظ من مجريات الامور التي تسير نحو النهايات بتضييق الخناق على المنطقة من كل الاتجاهات واغراقها بتحديات وازمات لا طاقة لها بها ولن تتمكن اي دولة من مواجهتها منفردة في ظل التشرذم العربي الذي يمزق دوله وتعصف الخلافات بين الاشقاء.
 
لياتي انفحار بيروت الدامي الذي ما زال في فصله الاول ومع شح المعلومات حول الاسباب والدوافع وتعدد الفرضيات والنظريات، الا ان الثابت الوحيد بان لبنان بعد الانفحار لن يكون كما كان قبله خاصة بعد زيارة الرئيس الفرنسي لبيروت نهاية الاسبوع الماضي واطلاقه تصريحات لم نعتد عليها وتعتبر تدخلا واضحا بالشان اللبناني الذي تصرف وكانه وصي عليها الذي وجد تاييدا وقبولا شعبيا.
 
ان خطاب ماكرون امام الشعب اللبناني يشي بان هناك ما يلوح بالافق وتمهد لتدخل دولي في الشان اللبناني الذي يعاني اوضاعا اقتصادية وظروفا اجتماعية وسياسية صعبة جدا ستحد من مناوراته وتقلص خياراته مستقبلا.
 
 وسيكون الهدف الاول تحت ذريعة محاربة الفساد والمحاصصة السياسية، حزب الله ونزع سلاحه خدمة لاسرائيل، الذي يشكل قلقا ورادعا امام اطماعها التوسعية في لبنان.
 
لكن السؤال الاهم كيف سيتعامل حزب الله في هذه الحالة التي يبدو انه مخطط لها ضمن المحاصصة الدولية التي تتقاسم المنطقة فيما بينها بظل اوضاع لا تسر احدا، فها هي سوريا والنفوذ الروسي والدور الايراني والتربص التركي، وليبيا والتسابق الاوروبي والروسي والتركي لبسط نفوذهم بحثا عن مصالحهم بظل حرب واقتتال داخلي.
 
 ولا ننسى المصالح الأمريكية بحجة كبح النفوذ الايراني واثار الحرب اليمنية التي طال امدها.
 
اما العراق فلا يخفى علينا حالها وانشغال مصر « ام الدنيا» بتحدياتها الداخلية واوضاعها الاقتصادية وسد النهضة والتعنت الاثيوبي في بناء سدها والبدء بتعبئته ضاربة عرض الحائط بالمصالح المصرية والاضرار التي ستسببها لدولتي مصر والسودان التي هي ايضا ليست باحسن حالا.
 
كل هذه الامور لم تكن صدفة، بل كأننا في مسلسل درامي تزداد حبكته تعقيدا لاقترابه من النهاية واسدال الستارة عن فصله الاخير.
 
ولم يعد امام احد اي طوق للنحاة الا العودة للداخل والتصالح معه ضمن نسيج اجتماعي واحد يقوم على العدالة والمساواة.