Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Oct-2018

سراب.. يدعى صفقة القرن! - ناديا هاشم العالول

الراي -  كلنا ندرك الطبيعة الإنعكاسية لأشعة الشمس على رمال الصحراء الملتهبة مشكّلة ظاهرة السّراب بلمعانه البعيد الذي يبدو كالماء للنفوس الملتاعة والعيون العطشى..

فتركض نحوه..تلهث.. تقع ارضا.. تئن جفافا وألما تفاقمهما رياح عاصفة معبّأة رملا توسع الأجساد المنهَكَة ضرْبا وركْلا..آلام ليس بعدها آلام..
أسم على مسمّى: سراب كونه يتسرّب من بين الأيدي التائهة الحائرة قبل القبض عليه.. ومع ذلك تراهم يتمسكون بالأمل..او بالأحرى «الوهْم» فشتّان ما بين الوهم والأمل، فالسّراب والوهم وجهان لعملة واحدة.. عملة «الضياع»!
وبما اننا بصدد صفقة القرن وما أدراك ما صفقة القرن التي يمكن وصفها بهذه العجالة بالسراب الخادع لتحفيزه التائهين بالصحراء الشاسعة على المضي قدما نحو ال»لا شيء» في حين يستفيد الطرف الآخر من»كل شيء»!
فالكل يتساءل عن ماهية صفقة القرن الموعودة القادمة بألغازها وأحاجيها: فلعلّ وعسى تتضمن حل الدولتيْن.. وربما القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.. وعودة اللاجئين والتعويض.. ولعلّ.. ولعلّ..الخ.. كلها آمال عريضة ترتبط بحق الأجيال الماضية والحاضرة والقادمة حقّها الإنساني التاريخي والأبدي الذي تتعامى عنه دول»الفيتو» الخمسة المشهورة بتسويق مبادئ حقوق الإنسان للعالم في حين تضرب بازدواجيتها حقوق الأبرياء معبّدة بدمائهم الدرب الموصل الى ذلك ال «لاشيء» والمسمّى بالسّراب..»سراب لنا».. و»مكاسب لهم»، وذلك عبر قلب الموازين وبعثرة المعايير علما بأن الحق لا يُجزأ كما أن الديمقراطية بعدالتها ومساواتها لا تُجزا..
فمكاسب اسرائيل بامتياز تتحقق على النحو التالي:
فبينما نجري وراء سراب»صفقة القرن» نغفل عن خلخلة الآخرين للبنية التحتية من تحت أقدامنا لدرجة الإهتراء فيسهل قطعها وتقسيمها والتهامها.. فالقدس تصبح عاصمة اسرائيل وترمب يمنحها بركاته.. واسرائيل تشرّع الدولة اليهودية الصرْفة على حساب الفلسطينيين.. والأونروا تتعرض لأكبر تهديد بالتصفية لتصفية حق اللاجئين بالعودة والتعويض.. حقوق تسرّبت من بين ايدينا اثناء لهاثنا وراء صفقة القرن فتسقط سهوا أثناء هرولتنا الحقوق وهو المطلوب، لتحل مكانها معطيات جديدة تبلورت عن تشريعات إسرائيلية عنصرية قديمة مهّدت لصفقة القرن منذ الخمسينات من القرن الماضي، لنستيقظ الآن فقط على مُخْرَجات هذه التشريعات الجائرة التي فرضت نفسها بغفلتنا اثناء ملاحقتنا العشوائية ل سراب الماضي والحاضر...والمستقبل!
والحل يكمن بالثبات:
ولعل الشيء»الثابت»الوحيد امام هذا الوهم الجارف هو»ثبات» الملك عبد االله الثاني على موقف»ثابت» يستند الى تحقيق المطالب العادلة للشعب الفسطيني وفق حل الدولتيْن.. وما ينبثق عنه من حقوق للشعب الفلسطيني..
فما أحوجنا الى التوقف عن ملاحقة هذا السراب- صفقة القرن - التي تحققت فعلا على ارض الواقع كمكاسب لإسرائيل وخسارة لنا.. فأية صفقة هذه التي يتكلمون عنها؟
فالصفقة تعني تحقيق مكاسب «عادلة» للطرفيْن المتعاقديْن وإلا ستكون صفقة «خاسرة» او أقرب الى»احتيال» ناجم عن «سراب خادع مخادع»..
فما أحوجنا للمرة الألْف الى نبذ الفرقة والافتراق وتشكيل فريق «واحد» «ثابت» على موقف «واحد» يضغط باتجاه هدف «واحد».. فهذا «الثبات» هو «الأمل الوحيد» الذي سيتصدى ل «وهْم» و»سراب» و»لاشيء».... يُدْعى صفقة القرن..
hashem.nadia@gmail