Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Jun-2018

‘‘طايع‘‘: إدارة الممثلين والسيناريو يعززان العنصر التشويقي

 

 إسراء الردايدة
 
عمان-الغد-  منذ حلقاته الأولى كشف المسلسل المصري "طايع" الذي تقع أحداثه في صعيد مصر، عن حقيقة الأبعاد السلبية لقضية الثأر التي تتغلل في مثل تلك المناطق، إلى جانب تناوله قضايا تهريب الآثار، وسط  قالب تشويقي رومانسي، إلا أنه لم يخل حتى اللحظة من الآكشن ربما المبالغ به.
 
 "طايع" هو أول عمل درامي يخرجه عمرو سلامة، فيما البطولة لعمرو يوسف الذي يلعب دور طبيب، وهو الذي ظهر في الموسم الدرامي 2017 في مسلسل "جراند اوتيل" و"عشم ابليس".
 
 منذ البداية يسير خط الأحداث في مسلسل "طايع" ببطء وإيقاع ملل، لكن الأحداث تغيرت وتصاعدت وتيرتها منذ الحلقة 13 حتى على مستوى التطور بين الشخصيات والأحداث، التي أظهرت مهارة المخرج عمرو سلامة في إدارة ممثليه، من بينهم الأردنية صبا مبارك التي لعبت دور "مهجة" بلهجة صعيدية أتقنتها، فضلا عن قوة حضورها على الشاشة والتي أضيفت إلى رصيدها الدرامي المتميز، وذلك بسبب قصة الحب التي جمعتها بطايع "عمرو يوسف".
 
 العمل منذ بداياته أسس وبين طبيعة العلاقات لشخصياته، التي رسمها مؤلف العمل وهم الأخوة محمد وخالد وشيرين دياب، إلى جانب عمر خالد وشريف الألفي، مما ولّد خطوطا وأحداثا كثيرة قوية تربط العلاقات التي تدور في العمل وهي الكراهية والحب والمتجارة بالسلاح ودور السلطة في مواجهة كل هذا، وهو الأمر الذي يسهل أن يكون المسلسل من 30 حلقة لا تخلو من صراع أو أحداث فعلية وخطوط فرعية أهمل بعضها على حساب الآخر.
 
 في كل حلقة من "طايع" كانت هنالك مساحة لخلق حدث وتشويق معين، ما جعل طابع الآثار لا ينقطع، وفي حلقات ضاعت الحبكة الرئيسية للعمل على حساب أحداث جانبية فرعية امتلأت بها الحلقات التي جعلت من السيناريو غير منطقي ومبالغ فيه، لاسيما تلك التفاصيل التي أثارت سخط العديد من المشاهدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأنها تبدو ساذجة ودون حجة مقنعة. وامتد الأمر للتحول في تطور الشخصيات، وتغير كبير في طبيعتها دون مقدمات أو تمهيد أو ظروف تبرر ذلك، إلى جانب الحلول التي تظهر فجأة وكأنها سحر.
 
وفي الإخراج  يبرز الجانب البصري بالاعتماد على خلق مساحة كبيرة من التشويق، إلى جانب وجود مساحات مظلمة، تظهر الجانب الآخر لشخصيات العمل، وإن كانت بعض المشاهد الخارجية شهدت مبالغة في حجم الإضاءة، بعيدا عن الاعتماد على النور الطبيعي للمكان، وبخاصة في الكهوف والمشاهد الليلية.
 
 وفي نفس الجانب نقف أمام إيقاع الحلقات السريع تارة والبطيء تارة أخرى لخلق مساحة تشويقية وعرض مشاهد مليئة بالمفاجآت، وأسلوب القطع المستمر لرفع حالة الترقب ومضاعفة الشعور بالخطر، فيما لعبت إدارة سلامة لممثليه، صبا مبارك، وعمرو عبدالجليل، وسهير المرشدي، ومجموعة من الوجوه الشابة أمثال مها نصار، ومي الغيطي، وأحمد داشن دورا كبيرا في العمل، فضلا عن طبيعة الحلقات التي حملت كل واحدة منها عنوانا ليجعلها منفصلة متصلة، وفي كل مرة مغامرة مختلفة.
 
 قصة حب مؤثرة
 
طايع ومهجة يقدمان نموذجا رومانسيا لعلاقة حب وسط صراع صعب، لا يخلو من التنازلات والتضحية، فهي المرأة الصعيدية التي تنتظره طيلة فترة حبسه رافضة الزواج بآخر، وهو الذي يخاطر بحياته من أجلها. وهذا أول دور صعيدي تقدمه صبا مبارك، إلا أنها كانت متمكنة من لهجتها، وأسرت بدورها الجمهور بجرأتها وتحديها لعائلتها، وتقاليد الصعيد حين تتزوج من طايع سرا، وصولا لمشهد مقتلها أمام ناظريه وهي حامل في الحلقة 18 التي حققت نسبة مشاهد عالية وتفاعلا كبيرا عبر تويتر والفيسبوك.
 
 وفي "طايع" يقدم المؤلف طارق الناصر الموسيقى التصويرية للعمل وتتر النهاية، في حين تتر البداية مستوحى من السيرة الهلالية وبصوت وائل الفشني وبكلمات صعبة في بداياتها تقول "كنت فين يا وعد يا مقدر .. دي خزانة وبابها مسكّر.. معاي جرح وأنا طبيب.. جوه القلب وأنا سايعه.. ده الجرح بطران خلّف نار لسّاعة".
 
"طايع" خلق حالة من التشويق مع اقتراب نهاية حلقاته التي تعالج قضايا الثأر وسط أجواء درامية صعيدية تشكل عنصرا جاذبا لجمهور يبحث عن حكايات مختلفة ليلتف حولها، والتي نجح بها نتيجة تكثيف الصراع وإن بالغ به في مشاهد إراقة الدماء، لكنها وصلت ذروتها التي لم تخذل المشاهد.