Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Mar-2021

مصلحتنا

 الغد-معاريف

بقلم: العميد احتياط عوديد تيرا 3/3/2021
 
سيدي رئيس الوزراء، يخطئ من يحلل مسألة الاتفاق الجديد الذي سيتحقق مع ايران بتعابير النزال بيننا وبين الايرانيين، يكون فيه المنتصر هو من يمتشق أولا. للايرانيين توجد مصلحتان اساسيتان في سياق الاتفاق. حيال الولايات المتحدة واوروبا، المصلحة الايرانية هي منح ايران مظلة نووية لمنع تدخل اميركي واوروبي في ما يجري في الساحة الشرق اوسطية. حيال الساحة الشرق اوسطية، فان المصلحة الايرانية هي خلق مظلة نووية لخطوات سياسية وعسكرية لتثبيت الهيمنة الايرانية في المنطقة. خطوات كممارسة الارهاب، تعزيز قوة حزب الله، سورية وحماس لأجل المس بإسرائيل، تقليص نفوذ مصر والسعودية في المنطقة، السيطرة على اليمن، الغاء التحالفات التي عقدت بين الدول العربية المعتدلة وبين دولة اسرائيل، السيطرة على النفط في المنطقة وعلى مخرج ايران الى البحر وغيرها. اذا ما نجحت ايران في كل هذا، فان وضع اسرائيل الامني والاقتصادي سيتضرر بشكل خطير لا يمكن احتواؤه.
أما الاميركيون فقلقون اقل لأن لأميركا توجد اليوم استقلالية من حيث الطاقة. وما يفترض به ان يؤدي بها الى العمل هو حرصها على حلفائها وعلى مصالح هامشية ينبغي التقدير بان الاميركيين لن يستثمروا جهودا كبيرة جدا للحفاظ عليها. وتتعاظم الاشكالية عقب مبنى الكونغرس الاميركي الذي لا يبث عطفا على اسرائيل بسبب تركيبته.
يمكن الافتراض بأن دول المنطقة التي توجد لها قدرة اقتصادية ستسارع الى سلاح نووي كي لا تترك الهيمنة بايران. السعودية، تركيا، اتحاد الامارات، وربما ايضا مصر لن يقعدوا صامتين. وعندها سينشأ نسيج نووي متعدد الاقطاب غير قابل للتحكم او التوقع. ولا يشبه الامر ميزان الرعب الذي كان بين الاتحاد السوفياتي والغرب لانه كان في حينه يدور الحديث عن قطبين مركزيين يستندان الى مبدأ الدمار المتبادل المؤكد. اي إما الحرب الشاملة او لا شيء. ينبغي الافتراض بان الدول الجديدة ستتزود بعدد ضيق من الصواريخ النووية ما هو كفيل بان يزيد دافعها لاستخدام الضربة الاولى، إذ مع صواريخ قليلة من غير الممكن بناء قدرة ضربة ثانية. كما أنه يمكن أن ينشأ وضع يرسل فيه سلاح نووي كخطوة داعمة دون عنوان واضح للمرسل. في اعقاب ذلك ستصبح المنطقة مكانا تكون فيه الاصابع ملتصقة دوما بالزناد النووي. وهذا ايضا سيمس بامننا. بينما سيضر العالم اقل وان كان وضع كهذا من شأنه ان يجر العالم كله الى حرب نووية شاملة.
تعمل ايران منذ سنوات عديدة كي تبني منظومة نووية عسكرية تتضمن ثلاثة مسارات اساسية: تخصيب اليورانيوم، بناء رأس متفجر وبناء منظومة صواريخ. في كل ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم وصلت ايران الى وضع اذا قررت ففي غضون بضع اشهر سيكون لها ما يكفي من اليورانيوم المخصب. هكذا بحيث لا توجد هنا قدرة للتأخير. الرأس المتفجر تطوره في الخفاء دون ان تسأل احدا. والمسار الوحيد الذي يمكن تأخيره هو مسار الصواريخ الذي لا يذكر على الاطلاق في الاتفاق النووي. كان هذا هو التقصير الاساس في الاتفاق مع اوباما. لقد وصل الايرانيون اليوم الى مسافات نحو 3 آلاف كيلو متر بدقة شديدة، اي ان صواريخهم يمكنها ان تصل الى دولة اسرائيل وكذا الى اطراف اوروبا. وكلما زادت المسافة، هكذا سيكون لإيران نفوذ اكبر على دول العالم تجاه اسرائيل. وهذا ايضا سيمس بأمن اسرائيل.
مما قيل يمكن أن نستنتج بانه في الاتفاق الجديد علينا أن نقنع الاميركيين للضغط على الامور التالية: وقف مشروع الصواريخ الايراني، تصفية منظومة الصواريخ القائمة، تصفية كل منشآت التخصيب وكشف كل عناصر المنظومة النووية الايرانية للرقابة المفاجئة من مراقبين اميركيين. اضافة الى ذلك اوصي اسرائيل بتعزيز منظومة الهجوم المتنوع ضد المشروع النووي الايراني، اذ على ما يبدو ان الكثير من الامور المطلوبة من اميركا بايدن لن تنفذ.