Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-May-2017

جديد ترمب في زيارته «التاريخية» ! - احمد ذيبان
 
الراي - كثيرة هي القمم العربية التي يصفها الاعلام الرسمي ب « التاريخية»، لكننا اليوم أمام قمة من نوع آخر ربما غير مسبوقة، وقد ينطبق عليها وصف» تاريخية»، تجمع الرئيس الاميركي دونالد ترمب الغارق في مشاكل داخلية ، مع عشرات من قادة الدول العربية والاسلامة في السعودية ، يراهن البيت الابيض على ان تساهم أول جولة خارجية للرئيس ، في تسليط الضوء على إعادة الاعتبار للدور القيادي للولايات المتحدة على الصعيد الدولي.
 
خلال مئة يوم الاولى من ولايته ، أثار الرئيس الاميركي ترمب زخما هائلا ، من الحراك السياسي والضجيج الاعلامي ، حيث وفرت قرارته وتصرفاته ،وبعضها ينطوي على مفارقات وتناقضات ، مادة خصبة لوسائل الاعلام لتوجيه انتقادات وتعليقات ساخرة ، وتشهد واشنطن هذه الايام جدلا ساخنا ومعارك سياسية وقانونية ، إزاء العديد من قرارات ترمب وتصريحاته ، وتطرح تساؤلات حول احتمال عزله قبل إكمال ولايته الرئاسية.
 
ويبدو أخطر هذه القرارات عزل مدير مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) «جيمس كومي «، وتداعياته المرتبطة بمزاعم أن ترمب ضغط عليه لوقف التحقيق ، في أمر مستشار الأمن القومي السابق» مايكل فلين»، وتعيين مستشار خاص للتحقيق في مزاعم عن تدخل روسيا في انتخابات 2016، واحتمال ارتباطها بحملة ترمب ، ومزاعم أخرى بأن الرئيس كشف معلومات سرية خلال اجتماع مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بالبيت الأبيض.
 
وسط هذه المعطيات وبعد مواقف ترمب المعروفة المنحازة لاسرائيل والعدائية للاسلام ، يحتفل العالم الاسلامي بزيارته والقمة الاميركية العربية الاسلامية التي ستعقد بالرياض.
 
المؤشرات الأولية تشير الى أن هذه القمة ستكون أقرب الى اجتماع «إملاءات « ، وحسب مستشار الأمن القومي الأميركي» مكماستر» ، فإن ترمب سيستغل زيارته ، لتشجيع الشركاء العرب والمسلمين على اتخاذ «خطوات جديدة جريئة» للتصدي لكل من إيران، وتنظيمي داعش والقاعدة، والنظام السوري « الذين يطيلون أمد الفوضى والعنف».
 
والطريف ان ترمب سيوجه «رسالة وحدة لأصدقاء أمريكا وأتباع ثلاث من أكبر الديانات في العالم». حسب مستشار الامن القومي الاميركي مكماستر ، وسيوجه نصائح بشأن التشجيع على «الإسلام الوسطي المعتدل « ، في الوقت الذي لا يزال اقتراح إدارته بتقييد دخول مواطني عدد من الدول التي تسكنها غالبية مسلمة منظورا أمام المحاكم.
 
ومن المفارقات الطريفة ان ترمب استنسخ بعض التقاليد السياسة العربية في ادارة السلطة ، بتعيينه ابنته «إيفانكا « كموظفة في منصب مساعدة الرئيس ، فيما يشغل زوجها»جاريد كوشنر» منصب كبير مستشاري الرئيس ، و»وسيطا للتوصل لاتفاق سلام في الشرق الأوسط «.
 
المحطة الأخرى المهمة في جولة ترمب ستكون زيارة تل ابيب ،ويفترض نظريا أن تتصدر القضية الفلسطينية جدول القمة الاميركية العربية الاسلامية،لكن الواقع ان هناك أولويات أخرى تطغى على السطح، وضعت القضية الفلسطينية في أدنى الاهتمامات والتحركات السياسية، وحسب البيت الابيض فان محادثات ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ، ستؤكد على «العلاقات الأميركية الوثيقة مع الدولة اليهودية « ، وهذا التعبير يؤكد الانحياز الاميركي لمطالبة نتنياهو للفلسطينيين الاعتراف ب «يهودية الدولة» الصهيونية. أما في اجتماعه مع عباس «فسيعبر عن رغبته في الكرامة وتقرير المصير للفلسطينيين» ،وهو كلام ممجوج كررته جميع الادارات السابقة.
 
وكان من المستهجن ان ترمب طالب عباس خلال استقباله له في البيت الابيض مؤخرا ، بقطع الرواتب عن أسر الشهداء والأسرى ووصفه لهم ب»الارهابيين» في الوقت الذي يواصل فيه الاسرى اضرابهم عن الطعام، أما بالنسبة لجوهر القضية الفلسطينية ، فلم يزد تعليق ترمب عن الحديث عن تعهده بالعمل على استئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية.
 
قد تكون زيارة ترمب للمنطقة « تاريخية» فعلا ، لو استخدمت الدول العربية والاسلامية ما تملكه من أوراق ضغط سياسة واقتصادية ،لتصحيح مسار السياسة الاميركية لصالح قضايانا العادلة ،ولس للحديث فقط حول «مكافحة الارهاب» ، وتجاهل الجرائم التي يرتكبها أخطر كيان ارهابي في العالم..اسرائيل.
 
Theban100@gmail.com