Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Jun-2018

يصنع التاريخ، وتنتابه الهستيريا - يوعز هندل

 

يديعوت أحرنوت
 
الغد- نجاحات نتنياهو في الشهرين الأخيرين تستوجب تفكيرا متجددا في دوره في التاريخ. نتنياهو، الذي اختص لسنوات طويلة بـ"ايديولوجيا بلا تحقق"، وحتى بخطوات معاكسة للأيديولوجيا (انظروا: الخليل، فك الارتباط، خطاب بار ايلان وصفقة شليط)، يحققها الآن وبوتيرة مثيرة للانطباع.
وسواء كان الحديث يدور عن نضجه كزعيم أم عن الحظ وحده -مثلما يدعي معارضوه- فالنتيجة مماثلة. هناك حاجة لشخص مع حظ كي يخلق حلفا كهذا مع الأميركيين والروس، هناك حاجة لحظ كي يقنع الدول العربية المعتدلة بالتقرب، هناك حاجة لحظ كي يجتاز بأمان منطقة مليئة بهذيان عابث من المسلمين المتطرفين ورجال السلام المتطرفين. ونعم، هناك أيضا حاجة لتجربة وعقل. كل هذه هي جزء من صفحة تاريخ نتنياهو الجديد. هذا هو السبب الذي يجعله يرتفع في الاستطلاعات، كما أن هذا هو السبب الذي يجعل من الصعب جدا فهم ما يحصل له في داخل البيت، في كل نقطة يشعر فيها أنه يتعرض للهجوم.
ثمة ما يكفي من الإسرائيليين الأذكياء والفهيمين ممن يجرون في حالة نتنياهو حسابات الكلفة مقابل المنفعة. وهم يثقون به في ألا يدخل الدولة إلى حروب زائدة، وأنا أتفق معهم. يثقون به أن يعرف كيف يناور على الولايات المتحدة والرئيس ترامب خدمة لمصالحنا. يثقون به ألا يراهن مرة أخرى على الأرض مقابل الاتفاق مع الفلسطينيين، وأنا أميل لأن أصدق بأنهم محقون. هؤلاء الإسرائيليون يعتقدون أنه يكفيه ذلك كي يكون زعيما. أما ما تبقى فيمكن ابتلاعه.
"أحد ليس كاملا، وعلى أي حال فالإعلام يبالغ أيضا"، هكذا يقولون لأنفسهم. حجتهم معقولة ومنطقية. أما المشكلة فهي كل ما تبقى. أولئك الذين يختارون غمض أعينهم، مثل معارضيه، من الجانب الآخر فقط. الكذب كل مرة تظهر فيه مشكلة، الخداع، الازدواجية أو الجهل الطوعي. أما الادعاء بأنه لا يوجد شيء، لم يكن شيء وكل من يعارض نتنياهو هو لا شيء.
دعكم من القدوة الشخصية الفاسدة وقضايا الفساد المعروفة التي توجد أمام قرار المستشار القانوني. ركزوا على موقفه من معارضيه. موقفه من نفسه كزعيم. فها هو الأسبوع الماضي فقط تتخذ لنتنياهو الصور كي يوضح مسألة شخصية مع زوجته (موضوع آخر في سلسلة تلك التي "دوما لم تكن") على خلفية إعلان عزاء لمقاتل سقط. لو كان الحديث يدور عن أحد ما من المعارضة، لكنت مزقته بالكلمات -وهكذا كل اليمين والوسط. فمن الإهانة للشهيد خلط السياسة بالثكل على هذا النحو. أما لدى نتنياهو فهذا أمر مقبول لسبب ما.
هكذا، وبالقوة ذاتها، بما في ذلك حالة تمير باردو، رئيس الموساد السابق الذي أجري اللقاء معه في "عوفدا". باردو، رجل كثير الحقوق، تجرأ على أن يروي قصصا من زاوية نظره، وردا عليه تلقى خازوقا شخصيا وكأن به مقتلع اسرائيل. بالمناسبة، على المستوى الموضوعي، قصة الطلب صحيحة، وردا يورام كوهن مع الكلمة "بشكل محدد" يؤكد ذلك فقط. كان يمكن لنتنياهو أن يتجاهل برنامج "عوفدا" أو أن يؤكد أنه فحص احتمال الفحص الرسمي لقائمة المشاركين خوفا من التسريب. هذا مشروع. مسموح الاستيضاح مع رئيس المخابرات كيف يمنع تسريب المعلومات في المواضيع الحساسة.
في الجرف الصامد كما يذكر، تسرب استعراض، وهذا خطير جدا. مسموح، بل وحتى مرغوب فيه الجدال مع باردو عن موقفه وعن موقف سلفه من الهجوم في إيران (في هذا الجدال أنا مع نتنياهو)، غير أنه بدلا من ذلك بدأ نتنياهو بأحابيل رخيصة وأخرج عن قصد كلمات باردو عن سياقها.
الرسالة واضحة: في الليكود يفهمون، في اليمين يفهمون، رجال الأمن السابقون الذين كانوا شجعانا في ميدان المعارك يفهمون، والفاهم في ذاك الوقت يصمت، أو يركض إلى الأستوديوهات لبيع الكذب. وإلا فإن المعقبين في رقبته. إذن ها هي ميزة الصحفي مثلي، أنا لا أحتاج لإقرار من أحد لإقرار آرائي السياسية ونواياي. نتنياهو هو المعضلة الحقيقية. في نظري، رغم النجاحات الهائلة التي حققها، فإنه يشكل درسا في أهمية قيود القوة. وبالذات من يريد أن يحول إنسانا إلى مسطح وكامل يخاطر. فالنجاحات الأخيرة لنتنياهو تلقي بظلها على المشاكل، ونتنياهو يصنع التاريخ وبالمقابل يقع في الهستيريا.