Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Aug-2017

شارع الاردن .. الإهمال والاستثمار - د. محمد القضاة
 
الراي - تزورُ دولاً كثيرة تجد فيها ما يسرك ولا يعنيك ما لا يسرك، تستعجبُ أحياناً لكيفية استغلال أضيق الشوارع في تلك الدول للسياحة والتجارة والمرح ورياضة المشي، وحين تعود للاردن وتقف تتأمل شوارعه وإمكاناته وناسه، تجد نفسك في حيرة، وتقول في حوار مع اقرانك ومجايليك ما احوجنا جميعا للأفكار الجادة والراقية والمنتجة التي تعين صاحب القرار على التخطيط والبناء والعطاء، وفي الحوار طرحت فكرة حول شارع الاردن الذي يمتد من منطقة رغدان مرورا بمخيم الحسين حتى نهايته في شمال حوض البقعة، وهو من أكثر الشوارع حيوية وأهمية في الاردن، ومن يمر فيه يتمتع بجمال مناظره واتساعه وانسيابيته، ويدرك جماله في الليل خاصة المنطقة الممتدة من مدينة الجبيهة الترويحية حتى نهايته شمالا- ودارت اسئلة جادة حول هذا الشارع وأولها سؤال الاهمال والاستثمار في الشارع؛ استثماره بأسلوب عصري حضاري يليق بالبعد الحضاري والثقافي والجمالي لمدينة عمان والمكان الذي يجب ان يعود بالخير والراحة على طرفي المشهد المُستثِمر والمَستَثمْر، وعدم إهمال الاستثمار به وتركه للفوضى، وكأنه مشاع؛ القوي يضع يده على قطعة منه؟!
 
الشارع يمتلك مقومات استثمارية عالية حول حوض البقعة، والزائر للشارع يدرك جماله وحُسن مناظره الخلابه، ويتعجب للطريقة البدائية التي يقارفها من استولوا على أطراف الشارع، ومدى استهتارهم بالمارة والراغبين بقضاء لحظات ترفيهية كما في بلاد العالم المتحضر؛ خاصة انّ اطلالته ليلاً تبدو أجمل من جبل قاسيون الدمشقي مع جماله، ولذلك يجب ان نقر انّ الشارع يمتاز بجمالية رائعه من حيث الطبوغرافية وتنوع الغطاء الارضي المحيط بالشارع، وانه شارع حيوي ومهم يربط العاصمة عمان بمحافظات الشمال ويخفف الأزمات المرورية في منطقه البقعة وصويلح والجامعة وشارع الملكة رانيا، وأنّ إمكانية الاستثمار به من قبل البلديات التي يمر منها واعدة وكبيرة وذات جدوى اذا تم تنظيمه على أسس من تخطيط المدن ومن ثم إعطاء رخص للاستثمار بأكشاك جميلة وحضارية ومرخصة لأغراض مختلفة بحيث تكون المساحات المرخصة واضحة وتشترط عدم تجاوز المساحات او التجاوز على الشارع، وكل هذا يفتح نافذة تسهم في تخفيف البطالة وتوفير اجواء نظيفة ومنظمة للمصطافين، وهذا يقتضي مراقبة الشارع من قبل الشرطة البيئية لمنع إلقاء الطمم حول الشارع، إضافة الى تكثيف الدوريات المرورية لمنع التجاوزات الامنية والاعتداء على الشارع...
 
وبعد ليس هذا الكلام حلما في المنام وإنما رؤية الكثيرين الذين يمرون في الشارع يوميا ويشاهدون ما يحصل حوله من عدم تنظيم ومما يلقى حوله من قمامة، فضلا عن التغيرات التي رافقت الشارع خلال السنوات الأربع الماضية، في البداية كان الشارع نظيفا وتم عمل بعض الارصفة الحجرية الجميلة تم الاعتداء عليها وهدم بعض اجزائها ووضع بعضهم أكشاكا شكلت علامات استفهام حينها وتم ازالتها ووضع الطمم مكانها، وها نحن نرى عودة لبعض الأكشاك تصادر مساحات واسعة حول الشارع، ومن هذا الباب نطالب وزارة الأشغال العامة وامانة عمان والبلديات المعنية بالشارع العمل على استثمار الشارع وازالة اي اعتداء عليه لمصلحة الناس والمصطافين وضيوف بلدنا الحبيب، والامل ان نرى ذلك قريبا، لأننا الان على أبواب قيادات بلدية جديدة، والمطلوب منها ان تترجم برامجها الى خطط عمل تنفيذية، الاردن بلد واعد يمتلك الخبرات والمؤهلات والامكانات السياحية والطبيعية والبشرية ما تجعله دائما في طليعة التغيير.
 
mohamadq2002@yahoo.com