Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jul-2017

رابطة علماء الأردن والحفاظ على الذاكرة الوطنية - حسين جادالله
 
الراي - تابعنا باهتمام وشوق خلال شهر رمضان المبارك المقالات الجميلة التي نشرتها جريدة الرأي وبالتعاون مع رابطة علماء المسلمين في الأردن، والتي تترجم للسير العلمية المشرفة لثلة كريمة من علماء الأردن الذين كان لهم دورهم المشهود في مسيرة الأردن الحضارية وفي نهضته العلمية وفي بناء المؤسسات الوطنية التي أصبحت من المعالم المتميزة في تاريخ الأردن المعاصر .
 
لقد قدمت هذه التراجم التي تأتي ضمن مشروع علمي أطلق عليه اسم مشروع (وفاء) ، وفق ما أفاد رئيس رابطة علماء الأردن الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الكيلاني، قدمت صورة مشرقة وناصعة لتاريخ الأردن المعاصر، وأظهرت دور العلماء والدعاة إلى الله، ومنذ تأسيس الدولة الأردنية إلى يومنا هذا في بناء القيم الكريمة في المجتمع، وفي الحفاظ على هوية الأردن الإسلامية، وفي نشر ثقافة الرحمة والسماحة بين الناس .
 
كما أبرزت تراجم العلماء التي نشرتها صحيفة الرأي أثر الخطاب الديني الراشد الذي يحمله علماء الأردن في الحفاظ على أمن المجتمع الفكري وعلى استقراره النفسي، وشاهدنا في تلك التراجم نماذج كريمة للدور المشرف الذي اضطلع به العلماء والدعاة في محاربة الفتن الطائفية والعصبية، وفي التصدي للدعوات الجاهلية، وفي بناء المجتمع القوي والمتماسك، مثلما رأينا فيها نماذج عظيمة جسدها علماء الأردن في الوقوف في وجه تيار العنف والتطرف والتكفير، بخطاب علمي قويم كان الدعاة إلى الله يعلمونه في مجالسهم ومدارسهم ومنابرهم، واستطاعوا من خلاله أن يفندوا أوهام الغلاة ودعاواهم الزائفة.
 
وإن مما يسجل لهذه التراجم الذهبية ما تضمنته من مشاهد مختلفة ومن أخبار متنوعة تعكس ما تميز به الأردن من علاقة طيبة بين العلماء وبين مؤسسة الحكم في الأردن، حيث كان يحظى العلماء بالتقدير والاحترام من الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين ، طيب الله ثراه ، وذلك بحرصه رحمه الله على تكريمهم وتمكينهم من القيام بواجبهم الديني في التعليم والتبليغ والإصلاح، مثلما حرص على إدماجهم في مؤسسات الدولة ليقوموا بدورهم في بناء الأردن والحفاظ على هويته وثقافته الإسلامية .
 
وهذا يعكس نهج الحكمة وبعد النظر عند مؤسسة الحكم لأن في تمكين العلماء في المجتمع ضمانة له من الفوضى والعنف، وحماية له من التيارات الفاسدة والمنحرفة، فالفكر الفاسد لا يقاوم إلا بالفكر الراشد، والجهل بالدين لا يواجه إلا بمجالس العلم والحكمة والتثقيف والتنوير التي ينبغي أن ينهض بها العلماء المصلحون والدعاة المجددون .
 
لقد قرأنا في هذه التراجم تأثير علماء الأردن في النهضة العلمية التي شهدتها كثير من الدول العربية، وأن العديد من المؤسسات العلمية، والجامعات والكليات، والمعاهد والمدارس في تلك الدول قد قامت من خلال التعاون مع علماء وفقهاء أردنيين قدموا خبراتهم المتميزة، فصاغوا المناهج، ووضعوا الخطط الدراسية، وأقروا التشريعات والنظم التي ما زال معمولا بها إلى يومنا هذا.
 
إننا إذ نحيي الجهد المتميز الذي تقدمه رابطة علماء الأردن من خلال توثيقها لسيرة العلماء والدعاة الذين شاركوا في بناء الأردن المعاصر وتحقيق نهضته العلمية والدعوية، فإننا ندعو جميع المؤسسات الفاعلة في المجتمع إلى التعاون لنجاح هذا المشروع العلمي والوطني العظيم، حتى نكون أوفياء لعلماء الأردن ودعاته، فظلمة الغلاة لا تزول إلا بأنوار الهداة.