Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-May-2018

الخطاب الحضاري وحرية التعبير - غازي خالد الزعبي

الراي -  الحرية نعمة إلهية يعم خيرها الجميع تتضمن مسؤولية اختيار الانسان لأفعاله من منطلق عقلاني وأخلاقي واجتماعي حتى لاتتحول الى نزعه فردية أنانية بدائية تفقدها الصواب وتحيد بها عن الطريق المستقيم.

والتعبير السلمي وسيلة مشروعة لاغناء الحوار الخلاق ، ورفده بالافكار الواعدة لتحقيق الاهداف المرجوة، وابرازها الى حيز الوجود من خلال الحجة الدامغة والدليل الساطع المستمد من فهم تاريخي وثقافة معاصرة تدفع بالحوار البيني العام للوصول الى تفاهم مشترك، ولغة موحدة تتصدى للتحديات التي تعترض طريق التقدم والتنمية.
وحرية المواطنة الراشدة تأتي ثمارها عن طريق الاسهام في الموضوعات الملحة مدار اهتمام الراي العام،
وابداء الرأي فيها من خلال وسائل التعبير المتاحة والفعاليات المؤسسية بأداء حضاري هادف، واطار
انضباطي سلمي يحمل الرسائل المتضمنة للمطالب والهموم للجهات المختصة ذات العلاقة لاخذها بعين الاعتبار في برامجها التنفيذية.
وفي الديموقراطيات المعاصرة تنضوي الحكومات والشعوب ضمن منظومة واحدة هدفها المعلن هو
تحقيق التقدم والعدالة الاجتماعية والامن في اطار القوانين النافذة السارية المفعول بالتشارك مع المعارضة كفريق عمل واحد ضمن التجربة الديمقراطية العملية وتداول تشكيل الحكومات البرلمانية المنبثقة عن صندوق الانتخاب كمرجعية اساسية للتشريع والادارة العامة.
والرعية اذا صلحت صلح كل شيء، والشعب المتعاون المتآلف يضع اللبنات الاولى في كيان قوي يتيح الابداع والابتكار والفرص المتاحة لتعظيم، الفائدة وجلب المنفعه العامة التي لابد ان تطال الجميع، واشاعة روح المحبة والتضامن وارساء القيم النبيلة ضمن رابطة المواطنة العفوية الرائدة وبما يتيح لمؤسسات المجتمع المدنية والمهنية ممارسة واجباتها كعامل استقرار في بنية المجتمع من خلال دورها الاجتماعي والتثقيفي للارتقاء بمستوى منتسبيها من حالة الاهتمام الشخصي الى الانخراط في الوعي المجتمعي الحضاري.
وبروز ظاهرة متكررة غريبة على مجتمعنا ذي النهج الوسطي التصالحي بما تحمله من شعارات جزافية تصنف المواطنين الى فئات مختلفة، وتحشد التجمعات العفوية لفرض اجندة نفعية تهدف الى تحصيل المكتسبات اللامشروعة، وفرض مطالب تعسفية لاتليق بحس المواطنة وشرف الانتماء، كذلك استغلال وسائل التعبير المتاحة لاطلاق التصريحات العشوائية، والكلام المرسل الذي يتسم بروح التشفي والحقد، واستباحة حرمات الاخرين واغتيال الشخصية، وتسجيل المواقف الغوغائية المتشنجه والمفتعله التي لابد ان تفضي في نهاية المطاف الى الخروج على القانون، والاعراف والتقاليد الموروثة للتعايش السلمي الذي لاغنى عنه لتماسك المجتمع وصموده، الامر الذي يتطلب وضع مثل هذه التصرفات والافعال تحت طائلة المسؤولية وانهاء هذه الحالة المستفزة التي تروج لها فئات ضالة كان ينبغي لها اصلاح نفسها قبل الاشتغال بمصالح البلاد والعباد.